PHOTO
01 07 2016
شملت التعرض لبرمجيات تخريبية
أظهر تقرير حديث صادر عن اتحاد صناعة تقنيات الحوسبة، حول التوجهات العالمية في أمن الإنترنت أن ما يقرب من 50 % من الشركات في الإمارات شهدت خرقاً أمنياً واحداً على الأقل خلال الاثني عشر شهراً الماضية، مؤكداً أن الاعتماد على الحوسبة السحابية والتقنيات المتنقلة يفرض على الشركات والمؤسسات إحداث تغيّرات ضرورية في ممارساتها الأمنية.
كما ذكر التقرير أن نحو 60 % من الشركات تعرضت لحوادث أمنية متعلقة بالأجهزة المحمولة، شملت فقدان الأجهزة وتعرضها لبرمجيات تخريبية وهجمات تصيّد معلومات، فضلاً عن تعطيل الموظفين للميزات الأمنية فيها.
في مواجهة ذلك، فإن القياسات الحيوية باتت مهيّأة لإضفاء تحسينات ملموسة على حماية مستخدمي الهواتف المحمولة من محاولات الانتهاك الخطرة للبيانات الخاصة والتجارية، لا سيما وأن كثيراً من الأجهزة الحالية تترك «أبواباً خلفية غير مقفلة» لحسابات الإنترنت والتخزين السحابي.
وقال فيصل البناي، العضو المنتدب لشركة اكسيوم، إن خطر وصول المجرمين إلى البيانات المهمة باستخدام الهواتف المحموللة المفقودة أو المسروقة «قائم فعلاً»، بالنظر إلى الاتصال الفوري المباشر لهذه الهواتف بالبريد الإلكتروني وتطبيقات التراسل وحسابات التواصل الاجتماعي، فضلاً عن الملفات المخزنة في السحابة..
وأضاف: «تتعرض هوية الأفراد لخطر السرقة، فيما نشهد أعداداً مثيرة للقلق من مستخدمين يفشلون في تفعيل ميزات الأمان على هواتفهم، وكثيراً ما يُذكر الانزعاج من إدخال رقم التعريف الشخصي السريّ في كل مرة يريد المستخدم فيها فتح الهاتف، كأحد أسباب هذا الفشل.لذلك، يمكن عبر اللجوء إلى استخدام تقنيات القياسات الحيوية لفتح الهاتف، التخلص من هذا الإزعاج، والمساعدة في الحفاظ على أمن البيانات، ومن ذلك تقنية أمن البصمة التي تحظى بإقبال متزايد».
الهوية باللمس
وأصبحت الهواتف الذكية الحديثة ذات المواصفات العالية تشتمل على تقنية التعرف إلى بصمة الإصبع لفتح الهاتف، التي كانت «أبل» من الشركات السباقة إلى استخدامها عبر ميزة التعرف على الهوية باللمس وتتيح هذه الميزة للمستخدمين فتح الهاتف بلمسة واحدة، وهي مماثلة تماماً لفتحه عن طريق تمرير الإصبع عبر الشاشة.
وأشار تقرير صادر عن شركة معلومات السوق «تراكتيكا» إلى أن العام 2015 يشكّل «نقطة تحول» في استخدام تقنيات القياسات الحيوية المتنقلة، برزت معه تقنية البصمة كأكثر أشكال التحقّق من الهوية شيوعاً. وتتوقع «تراكتيكا» أن يتجاوز عدد الهواتف الذكية التي تُفتح بتقنية التعرف إلى البصمة حاجز المليار جهاز سنوياً على الصعيد العالمي بحلول العام 2021، وهو ما يمثل 34 % من حجم السوق.
ومع ذلك، فقد شكك البعض في مدى أمان تقنية التعرف إلى بصمة الإصبع، من باب اعتماد أمن تقنية المعلومات تقليدياً على «شيء يعرفه المستخدم»، مثل كلمة المرور، أو «شيء يملكه المستخدم»، كأن يتلقى رسالة نصية قصيرة بها رمز لإتمام عملية شراء إلكترونية عبر بطاقة الائتمان. ويقول المشككون إن القياسات الحيوية تندرج هي أيضاً ضمن فئة «شيء لدى المستخدم»...
وبالرغم من تفرّد بصمة كل شخص عن غيره، أظهرت التجارب أنه يمكن خداع قارئات البصمة بنسخة مطبوعة من بصمة الإصبع، نظراً لكونها تميّز «نمط البصمة» سواء كانت حقيقية على الإصبع أم لا.
ويمكن القول، بالنظر إلى المستقبل، إن الجيل القادم من تقنيات القياسات الحيوية المتنقلة بدأ في الظهور بالفعل، إذ توجد التقنيات التي تدعم التعرف إلى الوجه، وهي كذلك تواجه مشكلة، إذ استطاعت تجربة أجرتها «جوجل» خداع التقنية عن طريق صورة لوجه المستخدم، هذا إلى جانب تقنيات أكثر أمناً مثل التعرف إلى قزحية العين والتعرف على الصوت. ويرجّح البناي أن تصبح تقنيات التعرف إلى القزحية والصوت أكثر التقنيات رواجاً في المستقبل.
حماية
بدأ توفير الأجهزة المزوّدة بقارئ لقزحية العين في السوق لكن لا يزال عليها تحقيق قبول واسع النطاق، في حين أن هناك مَيلاً لتضمين تقنيات التعرف إلى الصوت في الإصدارات المستقبلية من أنظمة «المساعد الشخصي الذكي»، مثل «سيري» من «أبل»، و«ناو» من «جوجل»، و«كورتانا» من «مايكروسوفت». وتبقى بصمة العين مفتاح القياس الحيوي الأسهل قبولاً، نظراً لأنها تحاكي بصورة وثيقة الطريقة التي اعتاد المستخدمون بها التفاعل مع هواتفهم.
© البيان 2016