PHOTO
22 05 2016
مطالب بتخفيض رسوم قناة السويس.. وتراجع أسعار البترول تشجع الخطوط للاتجاه لطرق بديلة
توقع خبراء أن يكون لطريق القطب الشمالى التى تنصح الصين الخطوط الملاحية بإستخدامه، تأثير محدود على قناة السويس، إلا أنهم فى الوقت ذاته، طالبوا بسرعة إنشاء المنطقة الاقتصادية فى قناة السويس وتخفيض رسوم العبور لزيادة تنافسيتها.
وقالت وسائل إعلام صينية: إن الحكومة الصينية ستحث شركات الملاحة على استخدام «الممر الشمالى الغربى» المار عبر القطب الشمالى، الذى فتح بفضل التغير المناخى، لتقليل الزمن الذى تستغرقه الرحلات البحرية بين المحيطين الأطلسى والهادئ.
ومن شأن استخدام الممر القطبى توفير الوقت والمال لشركات النقل البحرى الصينية، فعلى سبيل المثال تكون الرحلة البحرية من شنغهاى إلى ميناء هامبورج الألمانى عبر الممر الشمالى الغربى أقصر بـ2800 ميل بحرى عن الطريق المار عبر قناة السويس.
وقال محمد طه المدير التجارى الإقليمى لخط APL العالمى للملاحة: إن تأثير طريق القطب الشمالى على حركة عبور السفن بقناة السويس محدود، مشيرا إلى أن هذا الطريق يساهم فى خدمة حركه التجارة بين الصين وغرب وشمال أوربا فقط، لقصر المسافة بينهم.
وذكر أن جدوى الطريق تظهر فقط فى حالة قطع السفن المسافة بين ميناءى شنغهاى فى الصين إلى هامبورج فى ألمانيا، أما فى حالة عبور السفن من الصين إلى جنوب اوروبا، فان جدوى الطريق ستكون منخفضة مقارنة بطريق قناة السويس.
ولفت إلى أن طريق القطب الشمالى يعد موسميا، لأنه يمكن استخدامه فقط خلال الصيف، مما يقلل بشكل كبير تأثيره على قناة السويس.
وشدد على أن خطوط نقل الحاويات لن تغامر بتحويل مساراتها إلى طريق القطب الشمالى، بسبب التزامها بتنظيم رحلات منتظمة إلى الموانئ المحلية، نظرا لتعاقدها مع عملاء بداخل السوق المحلية.
وطالب بسرعة تنفيذ مشروعات المنطقة الاقتصادية بقناة السويس لجذب الخطوط الملاحية إلى عبور قناة السويس سواء عبر جلب الخامات إلى المصانع أو تصدير المنتج النهائى إلى الأسواق الخارجية، وكذلك إقامة مناطق لوجستية لتجميع البضائع خاصه بميناء شرق بورسعيد.
وطالب أيضا بتخفيض رسوم العبور، إذ يدفع خطه الملاحى ما يقرب من 500 ألف دولار على السفينة التى تحمل حمولة تقدر بنحو 10 آلاف حاوية.
وذكر أن 250 سفينه تابعه لخط APL تعبر قناه السويس سنويا، إذ يعد الخط ضمن أكبر خطوط ملاحية تعبر قناة السويس.
وقال اللواء محفوظ طه مستشار وزير النقل السابق لقطاع النقل البحرى: إن طريق القطب الشمالى سيظهر تأثيره على قناة السويس خلال 50 عاما على الأقل، لأن الطريق يعانى من تحديات كثيرة أبرزها ارتفاع التكلفة.
وأرجع ارتفاع التكاليف بسبب احتياج السفن إلى كسارات ثلوج عند عبوره، لتسهيل عبور السفن عبر ثلوج القطب الشمالى، كما أنه غير آمن لعدم وجود علامات ملاحيه تساهم فى توفير خدمات الإرشاد للسفن.
وشدد على ضرورة عدم المبالغة فى التحديات التى ستواجه قناة السويس خلال السنوات المقبلة من هذا الطريق.
وقال مصدر مسئول بهيئة قناة السويس: إن طريق القطب الشمالى، يعمل خلال 6 أشهر فقط، وتعبر سفن البترول والغاز الطبيعى وبضائع الصب المنتجة فى روسيا وشمال النرويج من أوروبا إلى آسيا، مشيرا إلى أن طبيعة الطريق لا تتناسب مع سفن الحاويات والخطوط الملاحية المنتظمة.
وأوضح أن الطريق يستوعب السفن صغيرة الحجم ولا يمكنه منافسة قناة السويس فى عبور السفن العملاقة لا سيما الحاويات، كما أن هناك بضائع قد تتعرض للخطر فى حالة تجمدها.
وقال: إن الممر الشمالى قد يكون منافسا لقناة السويس خلال السنوات المقبلة، لذلك تعكف الهيئة دائما على دراسة جميع الطرق الملاحية بالعالم، والتى قد تؤثر على إيرادات قناة السويس.
وقال: إن تصريحات الصين فى مثل ذلك التوقيت تتم دراسته، والتأكد من صحة فرض أنها تصريحات كوسيلة للضغط على ادارة هيئة قناة السويس لتخفيض رسومها، من عدمه.
وأضاف أن حجم التجارة العالمية عبر النقل البحرى يتضاعف كل 10 سنوات، إذ تم نقل 10766 مليون طن خلال عام 2015 مقارنة بـ7669 مليون طن خلال عام 2005 بنسبة ارتفاع 3.3%، موضحا أن تنامى تلك التجارة يستوعب جميع المسارات البحرية بما فيها قناة السويس.
© الشروق 2016