17 يوليو تموز (رويترز) - أدت محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا إلى توقف حركة السفن عبر مضيق البوسفور لوقت قصير أمس السبت وهو ما ذكر العالم بالأهمية الكبيرة والمتزايدة لتركيا كممر لعبور السلع الأولية بين روسيا وآسيا الوسطى وأوروبا.
وأحبطت السلطات التركية الانقلاب الذي كان يهدف للإطاحة بالرئيس رجب طيب اردوغان.
وفيما يلي حقائق أساسية عن دور تركيا كنقطة عبور رئيسية للنفط والحبوب إضافة إلى كونها مستهلكا هاما لسلع أولية مثل الغاز والذهب.
مضيق البوسفور
يعد مضيق البوسفور أحد أهم الممرات المائية العالمية المزدحمة لنقل النفط. ويمر عبر المضيق ما يزيد عن ثلاثة في المئة من الإمدادات العالمية للنفط أو ثلاثة ملايين برميل يوميا معظمها من روسيا وبحر قزوين حيث تعبر ممرا مائيا طوله 17 ميلا يربط بين البحر الأسود وبحر مرمرة وصولا إلى البحر المتوسط.
وأغلق المضيق الذي تنقل السفن عبره أيضا كميات ضخمة من الحبوب من روسيا وأوكرانيا وقازاخستان إلى الأسواق العالمية لعدة ساعات أمس لأسباب أمنية. وتشحن نحو ربع صادرات الحبوب العالمية من موانئ على البحر الأسود.
ويعد مضيق البوسفور من أصعب الممرات المائية في العالم إذ لا يتجاوز عرضه ضيق جزء فيه نصف ميل.
وتعبر المضيق نحو 48 ألف سفينة سنويا وهو ما يجعله أحد أزحم الممرات المائية في العالم بحسب الحكومة الأمريكية. ويحق للسفن التجارية عبور المضيق بحرية في أوقات السلم رغم أن تركيا تدعي أن لها الحق في فرض قواعد تنظيمية من أجل السلامة والأغراض البيئية.
طريق بحر قزوين
تتجنب خطوط أنابيب مضيق البوسفور لنقل 0.7 مليون برميل يوميا من النفط من دول مطلة على بحر قزوين مثل أذربيجان وقازاخستان إلى مرافئ التصدير التركية على البحر المتوسط مباشرة ومن بينها ميناء جيهان.
وقالت مجموعة تقودها بي.بي البريطانية تدير خطوط أنابيب نفط وغاز تمتد من أذربيجان إلى تركيا عبر جورجيا إن الشحنات لم تتوقف.
تدفقات النفط الكردي والإيراني
ميناء جيهان هو أيضا المحطة الأخيرة لخط أنابيب يمتد من إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق وينقل نحو نصف مليون برميل يوميا. وقال مصدر قريب من عمليات تصدير نفط كردستان إن الخام يتدفق كالمعتاد.
وتحصل تركيا أيضا الغاز وبعض منتجات البتروكيماويات من جارتها إيران. وقالت وكالة أنباء مهر الإيرانية إن إيران أوقفت مؤقتا صادرات منتجات البتروكيماويات إلى تركيا نظرا لإغلاق الحدود بين البلدين.
مستهلك للطاقة
وبجانب دورها كمركز عبور فإن تركيا نفسها مستهلك مهم جدا للسلع الأولية. وتأتي بين الدول الخمس الأعلى استهلاكا للغاز في أوروبا على قدم المساواة مع فرنسا.
وتقوم تركيا بتكرير أقل من مليون برميل يوميا من النفط بقليل وهو ما يجعلها أحد أكبر سبع دول مستهلكة للخام في أوروبا على قدم المساواة مع هولندا. ويأتي نفطها من العراق وبحر قزوين وإيران وروسيا. وتستورد تركيا الغاز بشكل رئيسي من روسيا وإيران وأذربيجان.
الحبوب والذهب
وتركيا ثاني أكبر مستورد للقمح الروسي بعد مصر. واشترت ثلاثة ملايين طن من يوليو تموز 2015 إلى مايو أيار 2016.
وتستورد تركيا أيضا الشعير والذرة عبر موانئ روسيا على البحر الأسود. ومن المتوقع أن تستورد تركيا 4.3 مليون طن من القمح في الموسم الحالي 2015-2016 انخفاضا من 5.95 مليون طن في 2014-2015.
ومن المنتظر أيضا أن تستورد تركيا 900 ألف طن من الذرة في 2015-2016 انخفاضا من 2.36 مليون طن في 2014-2015. ويعكس الانخفاض زيادة في الإنتاج المحلي.
وتركيا من بين أكبر عشر أسواق للذهب في العالم مع طلب بلغ 72 طنا (نحو ثلاثة مليارات دولار) في 2015 بحسب بيانات من مجلس الذهب العالمي.
والذهب استثمار تقليدي لكثير من الأتراك سعيا إلى تحوط من التقلبات الحادة لعملتهم.
(إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير هالة قنديل)