22 09 2016

أكد موتسيتو أونو، مدير قسم الشرق الأوسط بهيئة التجارة الخارجية جيترو (JETRO)، أن 6.5 % من الاستثمارات اليابانية الخارجية تتركز في الشرق الأوسط، وأن سر نهضة اليابان يكمن في مشاركة الأكاديميين وحملة شهادات الدكتوراه للعمّال في المواقع الإنتاجية فضلاً عن القدرات الإبداعية والتزام المواطن الياباني بواجبات العمل.

وفسّر لـ"الراية" في لقاء بمقر الهيئة بالعاصمة طوكيو كيف استطاع اليابانيون، نقل بلادهم من ذرات رماد يلوثها الإشعاع، عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، إلى عملاق اقتصادي يخوض حروباً تجارية شرسة مع الكبار. وأوضح كيف أعادت اليابان ضربة القنبلة الذرية إلى أصحابها ضربات في التجارة والاقتصاد لاسيما في صناعات النسيج والأجهزة الكهربائية والسيارات ليتربّع المنتج الياباني على عرش الاقتصاد بماركة مسجّلة بالثقة والاحترام من كافة شعوب العالم لأنه صنع في اليابان.

العملة الصعبة

وعن أبرز التحديات عقب نهاية الحرب، قال السيد أونو: إن السياسة الاقتصادية لليابان عقب الحرب اعتمدت على الترويج والتسويق للمنتجات اليابانية مع توفير الموارد الطبيعية بشرائها من الخارج، وعدم وجود عملة صعبة كان من أكبر التحديات أمام اليابان بعد اتجاهها للتصنيع حيث خاضت عدداً من الحروب التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية في صناعات النسيج ثم التليفزيون الملون ثم صناعة السيارات. واتجهنا إلى فتح فروع للشركات في الخارج للترويج للمنتجات اليابانية وجلب العملة الصعبة والتحوّل إلى استثمارات خارجية في دول منها إندونيسيا والبرازيل وغيرها، ثم كان التحوّل الكبير من صناعات النسيج إلى الصناعات الثقيلة مثل الحديد والصلب والبتروكيماويات، وحدث نمو اقتصادي سريع في السبعينيات وتم نقل مصانع النسيج إلى دول أخرى منخفضة الأجور.

النسيج والتليفزيون

وحول نقل المصانع اليابانية للخارج قال: كانت هناك قضيتان رئيسيتان مع الولايات المتحدة وهما صناعة النسيج والتليفزيون الياباني الملون وصولاً إلى معركة السيارات. وبعد شكاوى عديدة من شركات التليفزيون الأمريكية بأن المواطن الأمريكي لا يشتري إلا التليفزيون الياباني، تم إلزام اليابان بالإنتاج القريب من المستهلك والاتفاق على نقل المصانع إلى أمريكا. ومع ارتفاع قيمة العملة اليابانية، ارتفعت أسعار المنتجات، وكانت فرصة ذهبية لاستثماراتنا في الخارج ومع ارتفاع أسعار التصدير، خرجت المصانع اليابانية إلى الدول الآسيوية حيث الأجور المنخفضة.

الشرق الأوسط

وعن أكبر الاستثمارات اليابانية في الخارج والشرق الأوسط قال: إنها تتركز في أمريكا الشمالية بنسبة ??? في حين تبلغ نسبتها في الشرق الأوسط 6.5%.

وأوضح أنه تم الاستثمار في البداية للترويج للمنتجات اليابانية والآن يتم الاستثمار في التصنيع، فهناك استثمارات في النفط والغاز والبتروكيماويات. وزادت الاستثمارات في الشرق الأوسط لأمور متعلقة بالنفط.

فرص مربحة

وأفاد السيد أونو أنه رغم انطباعات بعض رجال الأعمال في اليابان عن منطقة الشرق الأوسط بأنها غير مستقرّة ولكن لها جاذبية لاسيما مع فرص استثمار مربحة في النفط والبتروكيماويات، وإذا كانت هناك فرص مؤكدة فإنهم سوف يستثمرون بها، مشيراً إلى أن أغلب اليابانيين يهتمون بالاستثمار في دبي بسبب الاستقرار والأمان والحريّات، حيث حلّت محل مراكز رئيسية بالشرق الأوسط في بيروت وقبرص وانتقلت الأعمال منها إلى الخليج.

سر النهضة

وقال: إن السر الأهم وراء النهضة الاقتصادية اليابانية هو القدرات البشرية والإبداعية والتصنيع الذي يعوض القيمة الإضافية للمصادر الطبيعية والتي يمكن توفيرها بعملية الشراء.

ونوه بعامل آخر وهو أن اليابانيين يثمّنون المشاركة في عمليات الإنتاج والتصنيع التي تحظى بسمعة ومكانة عالمية. وأضاف، "أن الفرق الأساسي في تقدّم الصناعة اليابانية يكمن في أن الأكاديميين والحاصلين على شهادات الدكتوراه عملوا بأيديهم مع العمّال في المواقع الإنتاجية".

© Al Raya 2016