26 06 2016

توقع خبراء متخصصون في قطاع السياحة والسفر، أن يرتفع إقبال السياح الخليجيين إلى بريطانيا، في ظل تراجع قيمة الجنيه الاسترليني.وأكد الخبراء أن السائح الكويتي هو المستفيد الأكبر من تراجع قيمة العملة البريطانية، نظراً لأن بريطانيا تشهد إقبالاً كبيراً منهم على مدار العام، معتبرين أن استمرار انخفاض قيمة العملة ليس عامل الجذب الوحيد لزيادة السياحة الخليجية إلى بريطانيا.

وأشاروا إلى أن استمرار معدلات الأسعار في بريطانيا كما هي قبل الاستفتاء دون ارتفاع، واستقرار معدلات التضخم، وعدم حدوث أي توترات سياسية، تمثل عوامل دعم يجب توافرها مع انخفاض قيمة العملة، لزيادة إقبال السياح إلى بريطانيا.

زنداح

وتوقع مدير عام سفريات عالم الصالحية أيمن زنداح، أن ينعكس انخفاض سعر صرف الجنيه الإسترليني إيجاباً على طلب السفر إلى بريطانيا للسياحة، بحيث أصبح فارق سعر الجنيه أمام الدينار كبيراً، ما يشجع السياح على التسوق في أسواق لندن، ويزيد الطلب على الفنادق.

ولفت زنداح الى أن ذلك يبقى احتمالاً فقط، بحيث أن الفنادق والأسواق في لندن قد تلجأ الى رفع أسعارها لتعويض انخفاض قيمة الجنيه الاسترليني.

وأوضح أن نتيجة الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، جاءت خلال العطلة، ما ترك أثره المتذبذب على أسعار العملة هناك، مبيناً أنه ومع بدء العمل الرسمي في بريطانيا بعد عطلة نهاية الأسبوع فإن الأمر سيختلف وإن كان الاختلاف نسبياً.

وأشار زنداح إلى أنه إذا استمر سعر الجنيه الاسترليني منخفضاً، فإن هذا الأمر سيشكل دافعاً ومحفزاً للسياح الخليجيين ممن يعشقون بريطانيا، لتعديل وجهاتهم في عطلة الصيف، نظراً لأن قيمة الباوند مقابل عملتهم المحلية ستقل بالتبعية ما يحقق نفع أكبر لهم.

وأكد أن إقبال السياح للاستفادة من انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني، رهن 4 عوامل داخلية في بريطانيا وتشمل استمرار انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني، واستقرار المطاعم والفنادق على أسعارها قبل الاستفتاء، واستقرار معدلات التضخم، وعدم حدوث أي توترات سياسية في أوروبا.

وتوقع زنداح أن تبدأ الأجهزة البريطانية المعنية بالاقتصاد والمال، باتخاذ إجراءاتها لامتصاص الصدمة الأولى التي أثرت على الجنيه الاسترليني، متوقعاً أن يعود نسبياً إلى سعره السابق خلال فترة زمنية قد تمتد إلى 6 أشهر حتى اتخاذ الإجراءات المناسبة وتفعيلها، ما يعني أن السياح أمامهم هذه الفترة للاستفادة من الانخفاضات المتفاوتة في قيمة العملة البريطانية، قبل أن تبدأ الحكومة بإعادتها إلى قيمتها الطبيعية.

كبشة

من ناحيته، أكد مدير عام شركة سفريات مساعد الصالح كمال كبشة، أن انخفاض قيمة العملات، يعد عامل جذب أساسي في زيادة عدد السياح إلى الدول التي تشهد انخفاضاً في قيمة عملاتها، مثل ما حدث في أميركا عام 2009 مع انخفاض قيمة الدولار.

وأوضح كبشة أن السياح الكويتيين هم أكبر المستفيدين في دول مجلس التعاون الخليجي، من انخفاض قيمة الجنيه الاسترليني، نظراً لأن بريطانيا تعد «بيت الكويتيين»، وتشهد إقبالاً كبيراً منهم في الأوقات العادية.

وتوقع كبشة أن يزيد إقبال الكويتيين على السفر إلى بريطانيا، في ظل ذلك الظرف الاستثنائي مع انخفاض قيمة الجنيه الاسترليني، ما سيتيح المجال أمام شريحة جديدة من المواطنين والمقيمين على حد سواء لوضع بريطانيا ضمن وجهات سفرهم، ولاستفادة من فرق قيمة العملة، كما سيزيد من معدل إنفاق الكويتيين هناك للاستفادة من «الطفرة» التي ستنتج عن فرق سعر العملة.

وذكر أن سلوك السياح إلى بريطانيا قد يختلف، خصوصاً وان تكلفة السفر في تلك الحالة ستقل بنسبة 10 في المئة تعادل مقدار الانخفاض في قيمة العملة، على فرض استمرار أسعار السلع والخدمات هناك كما هي، وهو ما يجعل هناك فرصة أكبر للسياح لتمديد فترات تواجدهم بالخارج، أو تحقيق برامج ترفيهية مختلفة بالأسعار السابقة نفسها أو باختلاف بسيط.

تمراز

بدوره، وصف المدير العام في شركة سفريات المدار أيمن تمراز، انخفاض سعر صرف الجنيه الإسترليني بالهزة القوية وغير الطبيعية، متوقعاً أن يكون كردة فعل موقتة بعد القرار المفاجئ للبريطانيين بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

وقال إن الفنادق البريطانية ستلجأ ربما إلى زيادة أسعارها لتعويض ما ستفقده من فارق سعر صرف الجنيه أمام العملات الأخرى، متوقعاً عودة سعر صرف الجنيه وأسعار الفنادق والتذاكر إلى التصحيح من جديد بعد نحو شهرين، وأن الارتفاع سيوازي الانخفاض الذي حصل في سعر الجنيه.

ورجح أن تزيد الفنادق أسعارها بنحو 10 في المئة لتخفيف ثقل هبوط الجنيه، مشيراً إلى أمور تتعلق بالعوامل الاقتصادية الأخرى التي تترك تأثيرها أيضاً على أسعار صرف الجنيه.

ولفت تمراز إلى أن سعر صرف الجنيه الإسترليني ليس السبب الرئيسي في زيادة أسعار الغرف في فنادق لندن في فترة الذروة، مبيناً أن الأخيرة كانت تعمد إلى رفع أسعارها بشكل غير معقول في فصل الصيف خصوصاً للسياح من أثرياء دول الخليج العربي الذين يحجزون فيها لفترات طويلة، في حين تقدم فنادق أخرى في لندن أسعاراً منخفضة إلى السياح من دول أخرى.

محمد

أما المدير العام في شركة الدبوس للسياحة والسفر الدكتور خالد محمد، فقد أشار إلى أن مفاعيل أسعار صرف الجنيه الإسترليني لن تطول سوق السياحة والسفر قبل مرور أيام، متوقعاً أن يشجع انخفاض الجنيه على طلب السفر الى لندن بقصد السياحة، ومضيفاً أن انخفاض العملة عادة ما يشجع على زيادة الطلب على السياحة.

ونوه بأن بريطانيا لن تسمح لعملتها بأن تنخفض أكثر، إذ إن هذا الأمر قد يستمر أياماً او أسابيع، ولكن الحكومة ستتدخل لدعمها بعد استقرار الوضع الاقتصادي.

ورأى أن استقالة الحكومة البريطانية ساهمت في التأثير في سعر صرف الجنيه الإسترليني، لافتاً إلى أن بريطانيا من أكبر الدول في عمل البنوك والمؤسسات المالية، ما سيدفع الحكومة للمحافظة على هذه القيّم.

© Al- Rai 2016