أنقرة/واشنطن 19 أبريل نيسان (رويترز) - يبدو على نحو متزايد أن آمال تركيا في تجنب عقوبات أمريكية بعد شراء نظام دفاع جوي صاروخي روسي معلقة على تدخل من دونالد ترامب، لكن الرئيس الأمريكي ليست لديه فرصة تذكر للتصدي لمنتقدي أنقرة الكثيرين في واشنطن.
ودار سجال استمر شهورا بين الدولتين العضوين في حلف شمال ألأطلسي حول طلب تركيا شراء بطاريات الدفاع الصاروخي إس-400 التي تقول واشنطن إنها لا تتوافق مع الشبكة الدفاعية للحلف وإنها ستمثل خطرا على الطائرات الأمريكية المقاتلة إف-35 الشبح التي تعتزم تركيا شراءها أيضا.
وحذر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وعدد من الأعضاء البارزين في مجلس الشيوخ الأمريكي تركيا من أنها ستواجه عقوبات بسبب شراء الصواريخ إس-400 بمقتضى قانون يفرض عقوبات على الدول التي تسعى لشراء معدات عسكرية من روسيا.
وتقول تركيا إنها باعتبارها عضوا في حلف شمال الأطلسي لا تمثل خطرا على الولايات المتحدة وإن العقوبات لا تنطبق عليها.
ويمكن أن يكون من شأن حل هذا النزاع إنهاء سنوات من العلاقات المتوترة بين الدولتين.
ولهذا أهمية اكبر بالنسبة لتركيا الغارقة في ركود اقتصادي بعد نزاع دبلوماسي آخر مع الولايات المتحدة العام الماضي أشعل أزمة عملة تردد صداها مجددا في الأسابيع الماضية بعد توتر جديد في علاقات البلدين.
وقبل شهرين من احتمال وصول الدفعة الأولى من الصواريخ إس-400 إلى تركيا زار فريق من الوزراء الأتراك واشنطن هذا الأسبوع لإجراء محادثات لتخفيف حدة الأزمة، وبلغت الزيارة ذروتها باجتماع غير متوقع مع الرئيس في البيت الأبيض.
وقال مسؤول تركي كبير "تتوافر لدينا مؤشرات على أن ترامب يضغط من أجل موقف أكثر إيجابية من موقف الكونجرس". وأضاف "ربما تكون هناك بالتأكيد بعض الخطوات التي ستتخذ لكن البحث عن أرضية مشتركة سيستمر".
وقال باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي للصحفيين أمس الخميس بعد اجتماعه مع نظيره التركي "نحن أقرب" إلى قرار نهائي بشأن الصواريخ إس-400.
وخرجت تفاصيل قليلة من اجتماع البيت الأبيض لكن وسائل الإعلام التركية نقلت قول وزير الخزانة والمالية بيرات البيرق صهر الرئيس رجب طيب أردوغان إن لدى ترامب "تفهما إيجابيا... فيما يتعلق باحتياجات تركيا للصواريخ إس-400".
وقال وزراء ومسؤولون في الزيارة بينهم وزير الدفاع التركي والمتحدث باسم أردوغان ومستشار الأمن القومي إن الزيارة تعطي واشنطن فرصة لفهم وجهة نظر أنقرة بصورة أفضل.
واقترحت تركيا تشكيل مجموعة عمل مشتركة وتعتقد أن هذا يمكن أن يساعد في إقناع الولايات المتحدة بأن الصواريخ إس-400 لا تمثل خطرا مباشرا على الجيش الأمريكي أو طائراته.
وقال المتحدث باسم أردوغان إبراهيم كالين إنه سمع تعهد ترامب خلال اتصال هاتفي مع الرئيس التركي قبل شهرين بأنه سيسعى للتوصل إلى حل للمشكلة. وصور مسؤولون آخرون الرئيس الأمريكي على أنه يبدي تعاطفا مع تركيا.
وقال مسؤول تركي كبير آخر لرويترز إن المحادثات "كانت أكثر إيجابية من المتوقع" وإن الأمريكيين أبدوا "نبرة أهدأ" من التي يستخدمونها في العلن.
ولم يضغط ترامب على تركيا في الأسابيع الأخيرة. وحتى إذا حصلت تركيا على دعمه فإن الوصول إلى أرضية مشتركة قد لا يكون سهلا.
فالعلاقات بين البلدين متوترة بشأن عدة خلافات منها الاستراتيجية العسكرية في الصراع السوري وعقوبات إيران وطلبات تركيا من واشنطن لتسليمها رجل الدين المقيم بالولايات المتحدة فتح الله كولن الذي تحمله أنقرة مسؤولية محاولة انقلاب فاشلة عام 2016.
كما غضبت الولايات المتحدة من اعتقال تركيا مواطنين أمريكيين وثلاثة موظفين محليين بالقنصلية الأمريكية تم الإفراج عن واحد منهم في يناير كانون الثاني بالإضافة إلى اشتباك بين حراس أردوغان ومحتجين خلال زيارة لواشنطن قبل عامين.
كل هذه الخلافات لم تترك سوى القليل جدا من الداعمين لأردوغان في الكونجرس الذي قد يرد على أي إعفاء من جانب البيت الأبيض بتشريع منفصل يفرض عقوبات على أنقرة.
(شارك في التغطية فيل ستيوارت في واشنطن - إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير دينا عادل)