PHOTO
18 08 2016
من ستيف هولاند وإميلي فليتر
واشنطن (رويترز) - أدخل دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية تعديلات على فريق حملته الرئاسية يوم الأربعاء للمرة الثانية في أقل من شهرين إذ عين رئيس تحرير موقع إلكتروني محافظ لدعم صورته كشخصية حادة الأسلوب في محاولة تعديل الأرقام الضعيفة في استطلاعات الرأي.
وأعلنت حملة ترامب أن ستيفن بانون رئيس موقع بريتبارت نيوز الإخباري وهو موقع محافظ يعتبر من أكبر الداعمين للمرشح الجمهوري تولى منصب الرئيس التنفيذي للحملة بينما عينت كيليان كونواي وهي خبيرة في استطلاعات الرأي مديرة للحملة بعدما كانت تعمل مستشارة لها.
وجاء هذه التعديل في وقت يواجه فيه ترامب انتقادات من العديد من الجمهوريين بسبب سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل وأظهرت استطلاعات للرأي أنه يتراجع أمام هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة المقررة يوم الثامن من نوفمبر تشرين الثاني.
وقالت كلينتون وهي وزيرة خاجية سابقة تصف ترامب بأنه غير صالح من الناحية المزاجية للبيت الأبيض إن التغييرات في الحملة لن تغير المرشح ولا خطابه.
وقالت أمام تجمع انتخابي في أوهايو "دونالد ترامب أظهر لنا من هو ..يمكنه أن يعين ويقيل أي شخص يريده من حملته ويمكن أن يجعلوه يقرأ كلمات جديدة من شاشة تلقين لكنه لا يزال نفس الرجل الذي يهين أسر النجمة الذهبية (التي شارك أحد أفرادها في الحروب) ويحط من قدر النساء ويسخر من الأشخاص ذوي الإعاقات ويعتقد أنه يعرف أكثر عن تنظيم الدولة الإسلامية من جنرالاتنا."
ويشير تعيين بانون إلى أن ترامب لا يرغب في التخفيف من أسلوبه الحاد بل أن يكون منظما بشكل أكبر في تأكيد الأفكار التي كان لها صدى قوي لدى الناخبين مثل موقفه من المهاجرين وانتقاداته لكلينتون.
وقال كوري ليفاندوفسكي مدير حملة ترامب السابق الذي أقيل في يونيو حزيران لشبكة (ٍسي.ان.ان) إن بانون "مقاتل شوارع" مثله. وأشار بيان الحملة إلى مقال لوكالة بلومبرج وصفت فيه بانون بأنه "أكثر الناشطين السياسيين خطورة في أمريكا".
وقال بريان وولش وهو خبير استراتيجي جمهوري كان ينتقد ترامب في السابق إن تعيين بانون يشير فيما يبدو إلى أن رجل الأعمال المقيم في نيويورك ليست لديه نية لتغيير أسلوبه.
وقال وولش إن ترامب "يرفض الجهود التي يبذلها محترفون في السياسية لجعل حملته احترافية وهو يسلك نفس الطريق الذي اتخذه في الانتخابات التمهيدية: اليمين المتشدد. لقد ثبت أنه كارثة في الانتخابات العامة."
وأضاف "أي شخص يعرف أي شيء عن السياسة سينظر إلى الوضع الحالي ويدرك أنه يخسر لأنه يخسر المعتدلين والنساء والأقليات. ستتجه الأمور إلى الاتجاه المعاكس للاتجاه الذي يجب أن تسير فيه."
وقال ليفاندوفسكي إن كونواي -التي كانت تدير مجموعة من لجان الإنفاق المستقلة الداعمة للسناتور تيد كروز في الانتخابات التمهيدية- قد تساعد ترامب للتغلب على "أي مشاكل لديه تتعلق بالفجوة بين الجنسين."
وعملت كونواي وهي خبيرة استطلاعات مقيمة في نيوجيرزي في استطلاعات الرأي الخاصة بالجمهوريين منذ الثمانينات من القرن الماضي بما في ذلك الاستطلاعات الخاصة بالحملة الرئاسية غير الناجحة لنيوت جينجريتش رئيس مجلس النواب السابق. وشاركت أيضا في الحملات الأولى لمايك بنس المرشح السابق لمنصب نائب الرئيس.
وعملت كونواي -التي تتبنى أفكارا محافظة في كثير من الأحيان عند ظهورها في برامج التلفزيون- على تحسين موقف الحزب الجمهوري مع الناخبين النساء والرد على اتهامات الحزب الديمقراطي بأن الجمهوريين يشنون "حربا على النساء".
وربما يسير بانون في اتجاه معاكس لكونواي. فهي تتبع النهج التحليلي وتحركها الأرقام وغالبا ما تطرح مناهج أكثر واقعية لفوز الحملات.
في المقابل يتسم بانون بالتهور والصخب ويهوى تحويل المحادثات المهذبة إلى حوارات ساخنة.
* "كل ما يلزم"
وتعرض ترامب -وهو نجم سابق لتلفزيون الواقع ولم ينتخب من قبل لأي منصب- لانتقادات بسبب تصريحات يهين فيها النساء والمسلمين والمهاجرين المكسيكيين خلال معركته للفوز بترشيح الحزب الجمهوري والذي حصل عليه رسميا الشهر الماضي.
ومنذ ذلك الحين واجه وابلا من الانتقادات من الجمهوريين بسبب الأسلوب المتحرر لحملته ورفضه الالتزام برسالة سياسية.
وبالتحديد تلقى توبيخا بسبب عدائه الذي استمر لفترة طويلة مع أسرة ضابط مسلم بالجيش الأمريكي قتل في حرب العراق وبسبب اتهامه الذي لا يستند لأدلة للرئيس باراك أوباما ولكلينتون بأنهما من مؤسسي تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد. وتراجع ترامب في وقت لاحق عن تصريحات بشأن التنظيم.
ونقل بيان الحملة الصادر يوم الأربعاء عن ترامب قوله إنه "ملتزم بالقيام بكل ما يلزم للفوز بالانتخابات". وقالت الحملة إنها ستصنع أول إعلان تلفزيوني رئيسي لها في وقت لاحق هذا الأسبوع.
والتعديلات التي أدخلت على الحملة وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أول من تحدث عنها هي الثانية خلال شهرين. ففي يونيو حزيران أقال ترامب مساعده ليفاندوفسكي الذي عمل معه لفترة طويلة من منصب مدير الحملة ومنح صلاحيات أكبر إلى بول مانافورت كبير مستشاري الحملة.
وقال بيان حملة ترامب إن مانافورت سيستمر في عمله كرئيس للحملة وكبير لخبرائها الاستراتيجيين.
وأحرج مانافورت الحملة هذا الأسبوع عندما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن اسمه ورد في دفاتر سرية تظهر أنه حصل على مبالغ مالية قدرها أكثر من 12 مليون دولار من حزب سياسي أوكراني يرتبط بعلاقات وثيقة مع روسيا. ونفى مانافورت يوم الاثنين ارتكاب أي خطأ.
وأكد مسؤولون أوكرانيون أن اسم مانافورت ظهر في أحد الدفاتر وأن أكثر من 12 مليون دولار خصصت له كنفقات. لكنهم أضافوا أن وجود اسمه لا يعني أنه تلقى هذه الأموال بالفعل.
وتعرض بانون -وهو مصرفي سابق في بنك جولدمان ساكس وخدم في البحرية الأمريكية- لانتقادات لعدم دعمه لميشيل فيلدز الصحفية التي قالت إنها ليفاندوفسكي أمسك بها وأصابها بكدمات في أحد التجمعات لحملة ترامب في فلوريدا في مارس آذار.
ووجهت إلى ليفاندوفسكي اتهامات بالاعتداء لكن الاتهامات أسقطت في وقت لاحق.
ووصف بن شابيرو -وهو محرر سابق في موقع بريتبارت وقدم استقالته مع فيلدز- بانون بأنه بلطجي اشتراه "بلطجي آخر هو دونالد ترامب" لحماية رجل ترامب.
وقال جون فيهري وهو خبير استراتيجي جمهوري إن كونواي ربما تستطيع مساعدة ترامب في أوساط الناخبات.
وقال إن "أكبر مشكلات ترامب هي أصوات النساء. لا يمكن للنساء أن يساندنه. اعتقد أن كيليان قد تساعد في توصيل الرسالة إلى هذه الشريحة السكانية."
وقال مصدر حكومي أمريكي إن من المقرر أن يحصل ترامب على إفادة من المخابرات عصر الأربعاء بالتوقيت المحلي من مكتب مدير المخابرات الوطنية.
ومن المقرر أن تتم الإفادة- وهي من النوع الذي يحصل عليها المرشحون الرئاسيون الأمريكيون من الأحزاب الكبيرة- في قاعة مؤتمرات آمنة في المكتب الميداني بنيويورك التابع لمكتب التحقيقات الاتحادي في وسط مانهاتن.
ويطلع مسؤولو المخابرات المرشحين على قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي لكن لا يكشفون عن معلومات بالغة الحساسية بشأن عمليات التجسس السرية الحالية أو عن هوية مصادر المخابرات وأساليبها.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)
© Reuters 2016