PHOTO
18 08 2016
خفض الإنتاج لدول «أوبك» سيعوضه ارتفاع الأسعار
أرجع خبير نفطي ارتفاع أسعار النفط الخام ومنها برميل النفط الكويتي ليصل الى مستوى 43?74 دولارا للبرميل في تداولات الثلاثاء الماضي الى التصريحات الايجابية بشأن توازن السوق النفطية في الفترة المقبلة من قبل كبار المنتجين.
وقال المحلل النفطي عبدالسميع بهبهاني أمس انه بعد الهبوط المفاجئ لأسعار النفط في الأسواق العالمية في آخر أسبوع من شهر يوليو الماضي الى ما دون 43 دولارا للبرميل وسط أخبار عن قلة استهلاك الوقود الأميركي فان المنحنى يعاود الارتفاع من أول أغسطس الى مستوى 49?8 دولار للبرميل وبمعدل 30 سنتا يوميا وسط تفاؤل بتصريحات كبار المنتجين.
وأضاف أنه على الرغم من الاعتقاد السائد بأن ارتفاع المنحنى السعري الأسبوعي لا يعول عليه في استقرار الاسعار الا انه اشارة جديدة لاحتمال الاستقرار السعري للنفط خصوصا في أجواء قوة الدولار الأميركي العكسية.
وأوضح ان عدة عوامل آنية مباشرة أدت الى صعود أسعار الخام في الفترة الأخيرة منها تصريحات وزير النفط السعودي غير المشروطة بشأن الرغبة في توازن الأسعار مع الأساسيات والتجاوب الايجابي من قبل الوزير الروسي. ولفت الى ما أعقب ذلك من جولة الوزير الفنزويلي التنسيقية مع دول الأعضاء في منظمة (أوبك) ومن أهمها ايران المصرة على زيادة انتاجها الى 4?6 ملايين برميل يوميا اضافة الى التنسيق مع الدول غير الأعضاء في المنظمة وذلك قبل الاجتماع الجانبي في مؤتمر الطاقة الجزائري في سبتمبر المقبل.
وذكر ان مخزون الوقود الأميركي ازداد تجاوبا مع أعلى استهلاك لوقود السيارات واتبع ذلك زيادة مخزونات النفط الخام ومنصات الحفر وتأجيل عطل المصافي وشكلت كلها اشارات ايجابية بزيادات قادمة للطلب على النفط كما رافق ذلك احتمالات أقل لزيادة أسعار الفائدة من قبل المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي).
وأشار بهبهاني الى ان العامل الموسمي للربع الرابع لزيادة الطلب على زيوت التدفئة وهو عامل ايجابي على الأسعار رغم أننا نرى انعكاسه على الخام الأميركي الخفيف في بيوع الآجل. وبين ان عودة استقرار الأسعار مرة اخرى عند مستويات الـ 50 دولارا للبرميل وسط تخمة المخزون تواجه تحديات كبيرة منها التنسيق بين الدول الأعضاء في (أوبك)، مشيرا الى ان فشل التنسيق بين الدول الأعضاء على بعض الأساسيات ومنها البعد الجيوسياسي والعودة الى أساسيات اقتصادية سيؤدي الى ردود عكسية على الأسعار وتعيدها القاع السعري دون الـ 40 دولارا مرة أخرى.
وأضاف ان دول (أوبك) ما زالت تملك القدرة بالحكم في ذلك حتى من دون تجاوب الدول غير الأعضاء، حيث ان مبادرات التنسيق الايجابي متوافرة حاليا من خلال تصريحات المنتجين الكبار.
وذكر ان أهم تحد يواجه التنسيق المقبل هو اقناع دول الأعضاء في منظمة (أوبك) بالحصص القادمة، حيث ان ايران تنظر الى انتاج نحو 4?6 ملايين برميل مع بداية عام 2017 والعراق الذي تجاوز انتاجه 4?6 ملايين برميل يوميا اضافة الى ارتفاع الانتاج الأميركي من الخام الى دول آسيا ما يزيد المعروض وهي اضافة معتبرة مقبلة في منتصف 2017.
وقال بهبهاني ان خفض الانتاج لدول (أوبك) سيعوضه ارتفاع الأسعار واستهلاك تخمة المخزون العالمي وعودة التوازن، اضافة الى ذلك عودة هذه المنظمة الى دور المتحكم في الأسعار مرة أخرى. وأضاف ان الرهان على كبت جماح انتاج النفط الصخري بخفض الاسعار أضحى مردوده عكسيا، حيث تطورت التكنولوجيا الاستكشافية والتشغيلية لحقول النفط الصخري وأصبح تهديدا اضافيا لنفوط منظمة (أوبك) مبينا ان المؤشرات الجيوسياسية والاقتصادية المستقبلية تنحو الى عودة مستقبلية لأساسيات السوق النفطية.
© Annahar 2016