PHOTO
26 07 2016
بلا شك يستطيع خبراء الصناعة النفطية الجزم بأن الصورة العامة للأسواق النفطية بالعالم لا زالت تتّشح بالضبابية في مجمل الأمر، بيدَ أنهم يرون على الرغم من ضعف أساسيات السوق أن علامات توازن الأسواق ستصل لمرحلة الوضوح في الربع الرابع من 2016 م.وبحسب المحلل النفطي الدكتور محمد الشطي فإن غالبية التوقعات تتجه إلى أن السحوبات من المخزون النفطي باتجاه التوازن لن تكون قبيل العام 2017 م .
وقال في خطوةٍ لتحفيز أساسيات السوق باتجاه التوازن ، فضلت "الأوبك" عدم التدخل وترك الأسواق تتحكم بنفسها، كذلك تشجيع الحوار بين المنتجين وهي غالباً استراتيجية مؤقتة لحين تغير ديناميكية الأسواق؛ كي تكون واضحة بالشكل الذي يخدم المنظمة في عودة فاعليتها عبر أمن الإمدادات وتنظيم المعروض وضمان الاستقرار في الأسعار.
وذكر الشطي أن أرقام مصادر السوق المعتمدة لدى منظمة الأوبك تشير إلى أن إجمالي إنتاج الأوبك خلال شهر يونيو بلغ قرابة الـ 33 مليون برميل يومياً 2016 م مقابل 32.6 مليون برميل يومياً خلال شهر مايو 2016، زيادة مقدارها 400 ألف برميل يومياً، كما تدلل الأرقام إلى استمرار انخفاض إنتاج فنزويلا من النفط وذلك لـ 2.1 مليون برميل يومياً في شهر يونيو، مقابل 2.3 مليون برميل يومياً خلال شهر يناير 2016 أي خفض مقداره 200 ألف برميل يومياً.
وتابع قائلاً منذ اختلال ميزان السوق النفطية في النصف الثاني من العام 2014 ، وهناك متغيرات تسهم في إعادة تشكيل ديناميكية السوق النفطية وهو ما يؤخر عملية توازن الأسوق رغم أنها بدأت، وما بين عوامل جيوسياسية غير مستقرة في بعض مناطق الإنتاج مثل ليبيا ونيجيريا وفنزويلا، أو تأثيرات ضعف أسعار النفط على وتيرة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأميركية وتباطؤ معدلات النمو الاقتصادي في الصين وكذلك المخاوف الناجمة عقب الاستفتاء البريطاني للخروج من الاتحاد الأوروبي والوقوف على تبعاته، حيث ان تطور تلك المتغيرات والتطورات تجعل أمر التكهن بمسار أسعار النفط غير يسير وفق كافة المقاييس ويتطلب ذلك على الأرجح متابعة تلك المتغيرات وفهمها ؛ لتحديد درجة استجابة السوق باتجاه التوازن ويبقى المؤشر الحقيقي هو فعلياً أسعار النفط الخام وعلى وجه التحديد سعر نفط خام الإشارة برنت، كما أن هنالك قناعة بأن الأسواق النفطية متماسكة لدعم مستوى سعر البرميل ضمن حدود الأربعين دولاراً لنفط خام برنت ، وفي ظل استمرار ضعف أساسيات السوق والأوضاع الاقتصادية غير المستقرة لأوروبا وارتفاع الدولار، كذلك استمرار الفائض من الإمدادات فإن أسعار نفط خام الإشارة قد تظل تدور 45 دولاراً للبرميل خلال الأشهر القادمة، وقد ترتفع لتصل نحو الـ 50 دولاراً للبرميل خلال الربع الرابع من عام 2016 مع بروز علامات توازن السوق وبالرغم من تزايد استمرار ضعف أساسيات السوق، إلا أن مصادر السوق سواء بنوك أو بيوت استشارية تتوقع توازن السوق في منتصف 2017 م .
ان وكالة الطاقة الدولية تتوقع نمو الطلب على نفط الأوبك بمقدار مليون برميل يوميا خلال عام 2017 ليصل نحو الـ 33.7 مليون برميل يومياً وهي تطورات إيجابية تدعم مسار توازن السوق النفطية، كما أنها تقدر الطلب على نفط الأوبك خلال النصف الثاني من عام 2016 عند 33.3 مليون برميل يومياً وهي تطورات في مجملها إيجابية تدعم تعافي أسعار النفط الخام.
© صحيفة الرياض 2016