PHOTO
23 07 2016
مستقبل غير مطمئن للعقود طويلة الأجلمصانع البتروكيماويات السعودية تنتج «البولي ايثلين ترفتالات» بطاقة 750 الف طن متري سنوياً
أربكت الاضطرابات السياسية الحالية في تركيا، بمحاولة الانقلاب الفاشلة، تدفقات البتروكيماويات عبر تركيا ولاسيما تدفقات منتج مونو إيثيلين جلايكول من السعودية، والبوليستر، والبولي إيثيلين ترفتلات، والمواد الخام، فيما المحت مصادر إلى ترقب تأثير الازمة على المدى البعيد.
وعلى الرغم من استقرار الأوضاع الحالية نوعا ما، إلان أن الأمور تبدو غير مطمئنة لمستقبل التعاقدات القادمة طويلة الأجل، في ظل مخاوف تبدل الأوضاع بشكل مفاجئ مثلما حدث في محاولة الانقلاب.
ويتساءل أحد منتجي مونو إيثيلين جلايكول في الشرق الأوسط حول مدى تدهور الأوضاع مستقبلاً ملفتاً إلى احتمالية اضطرار شركته إلى النظر في خيارات تسويقية أخرى مثل تحويل شحنات العقود إلى الأسواق الاستهلاكية الأكبر مثل الهند والصين، مع الاخذ بالاعتبار أهمية النظر في وضع العملاء الأتراك الذين ليس بإمكانهم الحصول على المخصصات الحالية من منتج مونو إيثيلين جلايكول إما بسبب أزمة الائتمان نتيجة لضعف الليرة التركية، أو أي عوامل سياسية أخرى.
ويعد مونو إيثيلين جلايكول من المواد الخام الأساسية المستخدمة في صناعة ألياف البوليستر والزجاجات ومنتجات النسيج والتجمد، في وقت تعتبر شركة (سابك) من المصدرين الرئيسيين للمنتج لتركيا، إضافة إلى شركة ميجلوبال وهي مشروع مشترك بين داو وشركة الصناعات البتروكيميائية في الكويت.
وأشارت مصادر أحد أبرز المنتجين في الشرق الأوسط إلى أن تركيا تتوقع ان تستورد 275 ألف طن متري من مونو إيثيلين جلايكول في عام 2016، مقارنة مع حوالي 370 ألف طن متري تم استيرادها في عام 2015.
وتنتج الشركة المحلية الوحيدة في تركيا، "بيتكيم" طاقة 89 ألف طن متري سنوياً من مونو إيثيلين جلايكول مخصصة بشكل رئيس للاستهلاك المحلي في مجمع الياغا المتكامل الذي ينتج أيضا أكسيد الإيثيلين، في حين لفت موزع محلي إلى أن نحو 25 -30 ألف طن متري سنوياً من مونو إيثيلين جلايكول من إيران تسوق بالشاحنات عبر الحدود التركية.
وتمتلك تركيا القدرة على إنتاج البولي إيثيلين ترفتلات بطاقة 425 ألف طن متري في السنة، حيث يستهلك المنتج على نطاق واسع في صناعة الزجاجات الخاصة بالمشروبات، وتغليف المواد الغذائية، ومستحضرات التجميل، والصناعات الطبية وغيرها. والمح أحد المنتجين إلى استمرارية أعمال الإنتاج دون توقف كالمعتاد، ولايزال من المبكر جداً تأويل التأثير المحتمل للأزمة وإهلاك الليرة.
وأشارت مصادر السوق إلى عدم إغلاق المنافذ أو إغلاق مصنع البوليستر والبولي إيثيلين ترفتلات، وقد انخفضت الليرة التركية 4.6 في المئة إلى 3.0157 للدولار في أكبر بيع منذ عام 2008، يوم الجمعة الماضية. ومع ذلك، عززت الليرة يوم الاثنين، بعد الخسائر الناجمة عن محاولة الانقلاب التي أحبطت، حيث حققت الليرة انتعاشا بنسبة 2.8 في المئة إلى 2.9326 ليرة مقابل الدولار.
وأشار أحد التجار في دبي إلى أن أسعار البتروكيماويات سوف تكون على الأرجح متقلبة على المدى القريب، ولكن على المدى الأطول سوف تكون طبيعية وخاصة فيما يتعلق بأسعار البوليستر والألياف الوسيطة في السوق التركية، مع وجود فرص أفضل للمشترين بالنقد المباشر.
وألمح تجار وموزعون في تركيا والإمارات إلى تحري مزيد من المعلومات الإيجابية في الفترة المقبلة خلال الأسابيع القليلة، والتي سوف تحدد الكثير من الوضوح والأمل في استقرار الأوضاع، في وقت تسير الأوضاع الحالية على ما يرام على الرغم من التباطؤ الذي كان حتى قبل الأزمة.
وبلغ حجم السوق العالمية للبولي إثيلين ترفتالات قيمة 36.13 بليون دولار في 2015، ومن المتوقع أن يصل إلى 65.4 بليون دولار بحلول 2022، بنسبة معدل نمو سنوي مركب تبلغ 8.84% بين عام 2015 و2022، في حين يشكل ارتفاع الطلب على البولي إثيلين تيرافثالاتي من قطاع الأغذية والمشروبات، وتزايد الطلب على الأغذية المعلبة، والارتفاع في الطلب على الإلكترونيات وتطبيقات السيارات، العوامل الرئيسية الدافعة للسوق.
وتنتج المملكة نحو 750 ألف طن من "البولي ايثلين ترفتالات" الذي يحظى بطلب عالمي قوي منتعش وسعر مرتفع ثابت نظرا لأهمية استخداماتها وأبرزها دخوله في صناعة القوارير بمختلف أنواعها المخصصة للمياه والعصائر والألبان والمشروبات الغازية والأدوية التي بدأت المصانع العالمية الاعتماد عليها عوضاً عن العلب البلاستيكية نظراً لانعدام أخطاره البيئية، فضلاً عن دخول المنتج في ألعاب الأطفال وحاويات الطعام وغيرها نظراً لخصوصيته البلاستيكية الصلبة التي لا تسمح بنفاذ الغازات والرطوبة.
وتقدر سوق "البولي ايثلين ترفتالات" في أوروبا بنحو 3 مليارات يورو سنويا (ما يقرب من 15 مليار ريال) وتعتمد شركات كبرى مثل كوكاكولا في أوروبا على المنتج في تصنيع عبوات المشروبات، فيما يقدر حجم الاستهلاك العالمي بأكثر من 25 مليون طن خلال عام 2015، في وقت تعد الأسواق الأوروبية والأميركية الجنوبية والآسيوية أكبر الأقاليم المستوردة والمستهلكة للمنتج.
© صحيفة الرياض 2016