04 06 2016
سجل الأداء العام للبورصات العربية ارتفاعاً على نطاقات التذبذب وارتفاع حدة التقلبات مع الاتجاه نحو البيع والتخارج خلال جلسات تداول الأسبوع الماضي، والتي ساهمت في وصول الكثير من أسعار الاسهم المتداولة من القيادية والمتوسطة إلى مستويات جني الأرباح، يأتي ذلك في الوقت الذي ينتظر فيه حملة الاسهم اتضاح الرؤية حول العديد من القضايا ذات التأثير المباشر بتحركات مؤشرات الاسهم وقرارات الاستثمار فيها، وفي مقدمتها مسارات اسواق النفط وظهور محفزات حقيقية تكون قادرة على استقطاب المزيد من السيولة التي أصبحت الاسواق بحاجة إليها لتعزيز تماسكها والحيلولة دون تسجيل المزيد من التراجعات والخسائر، مع الاشارة هنا إلى أن غالبية بورصات المنطقة قد انهت تداولاتها خلال شهر مايو الماضي على خسائر.وحسب تحليل أعده د. أحمد مفيد السامرائي رئيس مجموعة صحارى فإن تداولات الأسبوع الماضي كانت قطاعية بامتياز ليسيطر قطاع البنوك والبتروكيماويات والاستثمار على أداء البورصات وقرارات الاستثمار أو التخارج منها، ويعزز من هذه الاتجاهات افتقار الاسواق للمحفزات الحقيقية سواء كانت على مستوى المحفزات التي تعمل على تعزيز ثقة المتعاملين بالاستثمار خلال فترة التقلب والتذبذب الحالية أو الاخبار ذات العلاقة بالتوزيعات الموسمية والمسارات الايجابية التي عادة ما تحملها الفترة التي تسبق إعلان النتائج الربعية، وفي الاطار فقد بات واضحا أن الأداء التشغيلي هو من يحدد مستوى التركيز الاستثماري على الاسهم أو التخلص منها بشكل نهائي، حيث تشهد البورصات تركيزا قطاعيا والذي يعتمد على قدرة تلك القطاعات على تحقيق المزيد من الاداء التشغيلي الموجب خلال العام الحالي على الرغم من استمرار الضغوط المالية والاقتصادية.
ولفت السامرائي إلى أنه يمكن تصنيف الاداء العام للمؤشرات السعرية لدى بورصات المنطقة بأنها تداولات عرضية خلال تداولات الاسبوع الماضي، ولم تتخذ مسارا واضحا يعتمد على مؤشرات ذات صفة دائمة وإنما تأثر بتطورات وتغيرات ذات تأثير آني مع التأكيد بأن حزمة التأثيرات التي أحاطت بأداء البورصات خلال جلسات التداول الماضية كانت عرضية مؤقتة واتسمت بطابع الانتظار والترقب دون أن يكون هناك تأثيرات حقيقة ملموسة، حيث تأثر الاداء اليومي بتوقعات تغير أسعار الفائدة في السوق الامريكي وتأثرت ايضا بتوقعات قدرة أعضاء أوبك على اتخاذ قرارات واقعية لإدارة المعروض والاسعار، مع الاشارة هنا إلى تأثر الاداء اليومي للبورصات بالتطورات المحيطة بإنجاز أو إغلاق بعض صفقات البيع والاستحواذ، الأمر الذي يقودنا إلى الاعتقاد بأن تراجع المحفزات الحقيقية يضغط باتجاه البحث عن الفرص والصفقات الاستثمارية الجيدة التي توفرها التطورات الايجابية والسلبية المتسارعة.
ولا يزال نشاط المضاربين مسيطرا على الأداء اليومي للبورصات ويحول دون قدرتها على التعافي من موجات التصحيح والبيع التي تعرضت لها خلال جلسات التداول الماضية، مع الاشارة هنا إلى أن نشاط المضاربين والدخول في عمليات جني أرباح عند المستوى الحالي من الأداء والتراجع الملموس على السيولة المتداولة قد أوجد مستويات دعم وحواجز مقاومة جديدة، الأمر الذي من شأنه أن يدفع بالمتعاملين إلى الانتظار إلى حين ظهور مؤشرات أكثر واقعية وقدرة على تحريك وتيرة التداولات على نحو إيجابي.
وسجلت السوق السعودية ارتفاعا بسيطاً على أدائها خلال تداولات الأسبوع الماضي، حيث اكتفت بارتفاع بلغت نسبته 0.10% وبواقع 6.31 نقطة ليقفل عند مستوى 6488.79 نقطة وسط تراجع الأحجام والسيولة، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 856.9 مليون سهم بقيمة 16.5 مليار ريال.
© صحيفة الرياض 2016