PHOTO
18 06 2016
لا تغييرات بعد اجتماع «أوپيك» الأخير
قال تقرير صادر عن بنك الكويت الوطني: ان أسعار النفط شهر مايو أغلقت مسجلة ارتفاعا للشهر الخامس على التوالي، إذ أنهى مزيج برنت الشهر مسجلا ارتفاعا بواقع 3% شهريا ليصل إلى 49.6 دولارا للبرميل بعد أن اجتاز مستوى 50 دولارا للبرميل في تداولات السادس والعشرين من مايو لأول مرة منذ نوفمبر من العام 2015، إذ عاود المزيج ارتفاعه بنحو 80% بعد أن تراجع في منتصف شهر يناير إلى أقل مستوى له منذ 13 عاما عندما يقارب 27 دولارا للبرميلوأنهى كذلك مزيج غرب تكساس المتوسط شهر مايو مسجلا ارتفاعا بواقع 7% شهريا عند 49.1 دولارا للبرميل.
وقد عكس الارتفاع في مزيج غرب تكساس المتوسط التراجع المستمر في إنتاج النفط الصخري الأميركي، فقد تقلص الفارق بين سعري مزيج برنت ومزيج غرب تكساس إلى أقل من دولار خلال معظم شهر مايو.وقال التقرير: ان هذا الاستمرار في تسارع وتيرة أسعار النفط جاء نتيجة سلسلة من الانقطاعات المفاجئة في الإنتاج، لاسيما في نيجيريا وفنزويلا ومؤخرا في كندا، إذ بدأت وفرة الإنتاج في أسواق النفط العالمية بالتراجع والاقتراب من تحقيق التوازن بين الطلب والإنتاج تماشيا أيضا مع الانخفاض المستمر في إنتاج النفط الصخري الأميركي.
فقد تسببت هجمات المسلحين على أنابيب دلتا النيجر بخسارة ما لا يقل عن 10% من إنتاج نيجيريا أو ما يعادل 200 ألف برميل يوميا. كما تسبب انقطاع الطاقة المستمر في فنزويلا بانخفاض إنتاجها بنحو أكثر من 100 ألف برميل يوميا. في الوقت نفسه، تسببت حرائق الغابات في مقاطعة ألبرتا التي تعد أكبر مركز لاستخراج النفط الرملي في كندا بخسارة 1.2 مليون برميل يوميا من إنتاجها النفطي.
وأشار التقرير الى انعكاس موجة التفاؤل هذه على أساسيات أسعار العقود الآجلة.
فقد ارتفعت الرهانات على زيادة أسعار النفط إلى مستويات قياسية، إذ ارتفع عدد عمليات البيع الطويل إلى مستوى تاريخي بنحو أكثر من 400 ألف عقد، وذلك وفق سوق السلع العالمي، إذ جاء هذا الانتعاش على خلفية تقديرات «جولدمان ساكس» التي أعلنت في منتصف مايو أن فائض النفط قد تحول عجزا بصورة أسرع من المتوقع وذلك نتيجة قوة الطلب وحدة تراجع الإنتاج كما ساهمت هذه التقديرات في انتعاش أسعار النفط أيضا بواقع 1%.
وبالنظر للاثني عشر شهرا المقبلة، يحوم سعر مزيج برنت المستقبلي عند مستوى 52.5 دولارا للبرميل مرتفعا بواقع دولارين ونصف الدولار تقريبا عن سعره المستقبلي للفترة ذاتها (اثنا عشر شهرا) في نهاية شهر أبريل.وأوضح التقرير ان وكالة الطاقة الدولية خفضت توقعاتها بشأن إنتاج الدول من خارج منظمة أوپيك للعام 2016 بواقع 0.1 مليون برميل يوميا بعد أن شهد الإنتاج انقطاعات متسلسلة ومفاجئة خلال شهري أبريل ومايو والتي من ضمنها حرائق الغابات في مقاطعة ألبيرتا الكندية، إذ تتوقع الوكالة تراجع إنتاج الدول من خارج منظمة أوپيك بواقع -0.8 مليون برميل يوميا عن العام الماضي ليصل إلى 56.8 مليون برميل يوميا.فقد تراجع الإنتاج العالمي لربعين متتاليين هذا العام كما تقلص نمو الإنتاج على أساس سنوي بنحو -0.2 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من العام 2016. كما تحتسب الوكالة في توقعاتها التراجع في إنتاج النفط الصخري الأميركي بواقع -8.4% على أساس سنوي ليصل إلى 8.8 ملايين برميل يوميا وذلك وفق تقديرات وكالة معلومات الطاقة الأميركية للأسبوع المنتهي في العشرين من مايو.
وفي المقابل، توقع التقرير أن يرتفع الطلب العالمي بواقع 1.2 مليون برميل يوميا ليصل إلى متوسط 95.9 مليون برميل يوميا. وتشير البيانات إلى قوة الطلب في الهند والصين وأميركا لاسيما في استهلاك الديزل.
إنتاج «أوپيك» لأعلى مستوى منذ 2008قال تقرير «الوطني»: ان إنتاج أوپيك بلغ أعلى مستوى له منذ العام 2008 متجاوزا في الشهر الخامس على التوالي سقف 32 مليون برميل يوميا ليصل في أبريل إلى 32.4 مليون برميل يوميا، وذلك وفق بيانات من مصادر ثانوية تابعة لمنظمة أوپيك.
فقد قابل تراجع الإنتاج في نيجيريا بسبب تخريب أحد الأنابيب وفي الكويت بسبب إضراب عمال النفط ارتفاع في إنتاج كل من إيران والعراق والإمارات.السعودية تبحث عن آليات لإعادة سقف الإنتاج لمستويات 2015لفت تقرير «الوطني» الى استقرار إنتاج السعودية عند ما يقارب 10.2 مليون برميل يوميا مع وجود توقعات بارتفاع إنتاجها قبل فصل الصيف الذي يكثر فيه استهلاك الطاقة.
أما اجتماع أوپيك الذي عقد خلال أبريل في الدوحة والذي لم يصل لأي نتيجة بشأن تجميد سقف الإنتاج، فقد ترك الأسواق في حالة ترقب حول ما إذا ستقوم الدول الأعضاء بزيادة إنتاجها للحفاظ على الحصة السوقية.
ومن المرجح أن تتجه الدول لهذا الخيار بعد اجتماع المنظمة النصف سنوي في فيينا الأسبوع الماضي الذي لم تطرأ خلاله أي تغييرات على سياسة المنظمة واجتماع المنظمة الاعتيادي أيضا الذي عقد في الثاني من يونيو.
وقال التقرير انه قد سبق ذلك الاجتماع بعض المحادثات بشأن اعتزام السعودية برئاسة وزير النفط الجديد خالد الفالح البحث عن آليات أخرى لإعادة سقف الإنتاج إلى مستواه قبل أن يتم خفضه في ديسمبر من العام 2015. وتبدو هذه الخطوة محاولة من السعودية في تقوية العلاقات الداخلية بين أعضاء المنظمة واستعادة مصداقية المنظمة.
وقد تم اقتراح خفض الإنتاج إلى 32 مليون برميل يوميا ليكون الإنتاج أقل من مستواه الحالي، إذ عادة ما يتجاوز إنتاج دول أوپيك السقف المحدد. وعلى أي حال فإن أي خطة تجاه خفض سقف الإنتاج تتطلب موافقة ومشاركة إيران، الأمر الذي لا يبدو مرجحا في الوقت الحالي بسبب إصرار إيران على التمسك بمستوى إنتاجها لحين تحقيقها هدف إنتاجها، لذا فإن المنظمة تعتزم حاليا البقاء على سياستها دون تغيير مترقبة ارتفاع أسعار النفط تدريجيا وسط ضيق الأوضاع في أسواق النفط.
إيران تستعيد مستويات ما قبل العقوباتأشار تقرير «الوطني» الى أن إنتاج إيران خلال شهر أبريل بلغ 3.4 ملايين برميل يوميا مرتفعا عن مستوى شهر مارس بواقع 200 ألف برميل يوميا. وقد بلغ إجمالي إنتاج إيران 564 ألف برميل يوميا خلال العام 2016، إلا أنه من غير المحتمل أن تحقق هدفها بإنتاج 4 ملايين برميل يوميا (مستوى الإنتاج قبل الأزمة المالية) دون الاستثمار بصورة مكثفة في بنيتها التحتية النفطية.
© Al Anba 2016