29 06 2016

حجم الاستهلاك المحلي تمثل نسبته 25% من إجمالي الإنتاج

من المتوقع ان تكون المملكة قد صدرت 1.45 مليار برميل من النفط خلال النصف الاول من هذا العام وبقيمة 201.2 مليار ريال، بنسبة انخفاض تبلغ 34% عن الفترة المقابلة من العام الماضي.

اوضح ذلك د. فهد محمد بن جمعة المحلل الاقتصادي نائب رئيس لجنة الاقتصاد والطاقة بمجلس الشورى، مشيرا الى انه تم في هذا التقرير تعديل التوقعات السابقه بعد نشر الارقام الفعلية للانتاج والتصدير، بينما يتوقع ان يبلغ الاستهلاك المحلي 459.5 مليون برميل، او ما نسبته 25% من اجمالي الانتاج خلال النصف الاول من 2016.

وقال ابن جمعة ان اسعار النفط استمرت في نموها خلال شهر يونيو، حيث بلغ متوسطها 46.4 دولارا حتى 24 يونيو، عندما شهدت الاسعار انخفاضا حادا بنسبة 5% عن اليوم السابق، حيث تراجع غرب تكساس من 50.11 الى 47.64 دولارا وبرنت من 50.91 الى 48.41 دولارا بسبب تصويت البريطانيين على الانفصال عن الاتحاد الاوربي.

وفي الاسبوع الماضي صرح وزير الطاقة، خالد الفالح، نقلا عن شركة "أرامكو" بقوله:"رغم الفائض في إنتاج النفط العالمي وهبوط الأسعار، فلا يزال الاهتمام يتركز على دول مثل السعودية، والتي سيتوقع منها نظرا لأهميتها الاستراتيجية أن تساهم في إحداث التوازن بين العرض والطلب فور تحسن الأوضاع في السوق". والذي فسرته الاسواق على اساس انها رسالة من السعودية برغبتها في خفض انتاجها كما كان قبل 27 نوفمبر 2014، وهذا تفسير خاطئ وإنما كان يعبر عن اهمية الدور الذي تقوم به المملكة للمحافظة على توازن سوق النفط العالمي بما يخدم المنتجين والمستهلكين على السواء، وذلك بالاتفاق مع جميع المنتجين من الاوبك ومن خارجها على مستوى الانتاج الذي يحقق افضل الاسعار للجميع.

وتوقع ابن جمعة ان يتراجع إنتاج الدول خارج الاوبك بمقدار 900 ألف برميل يوميا في 2016 وزيادة انتاجها بـ 200 ألف برميل يوميا في عام 2017، حسب وكالة الطاقة الدولية، وبهذا اوضحت بيانات شركة "بيكر هيوز" في الأسبوع المنتهي في 24 يونيو، بأن عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة انخفضت بسبع منصات مقارنة بالأسبوع السابق الى 330 من 628 منصة قبل عام من الآن.

ومن المحتمل ان تكون اسواق النفط العالمية متوازنة في النصف الثاني من هذا العام، حيث من المتوقع ان ينخفض الإنتاج العالمي من النفط بنحو 800 الف برميل يوميا، بينما يرتفع الطلب العالمي بمقدار 1.3 مليون برميل يوميا عن عام 2015 الى 96.1 مليون برميل يوميا في 2016، وهذا الطلب سيستمر في النمو خلال عام 2017 الى 97.4 مليون برميل يوميا، وهذا ناتج عن ارتفاع معدل النمو الذي تجاوز الاتجاه السابق قليلا مع تدني اسعار النفط.

واضاف ابن جمعة: انه بناء على الاتجاه المعاكس بارتفاع الطلب وتراجع العرض حاليا، فقد تشهد الاسواق مفاجآت في النصف الثاني من هذا العام، ولكن مازالت فرضية حدوث التوازن في السوق قائمة. فالعرض والطلب العالمي قد انتقل مؤخرا نحو توازن أفضل، وربما يتحقق هذا التوازن بحلول نهاية السنة على أساس يومي، ومن المتوقع ان تستقر أسعار النفط بين 50-55 دولارا قبل نهاية العام، وتصل إلى 60 دولارا العام المقبل.

لكن علينا الا نتجاهل أن هناك كميات كبيرة من الانتاج متعطلة في نيجيريا، وكندا وغيرها في الشهر الماضي، فمن المتوقع ان يعود انتاج نيجيريا في الأسبوعين المقبلين إلى 2.3 مليون برميل يوميا وعودة صادرات ايران الى وضعها السابق، كما ان تجاوز الاسعار حاجز 50 دولارا سيحفز المستثمرين على زيادة انتاجهم من الآبار العاملة أو غير العاملة او الحفر من جديد، لنعود مرة اخرى الى نقطة توازن عند اسعار اقل من الحالية.

© صحيفة الرياض 2016