PHOTO
06 08 2016
الخطر لدى سكّان المدن هو أعلى بنسبة 20% في الإصابة باضطرابات القلق، وبنسبة 40% في حدوث اضطرابات المزاج دراسة جديدة اكتشفت دليلاً قياسيّاً، على أنّ المشي في الطبيعة يمكنه أن يقود إلى تقليل مخاطر الاكتئاب.
فقد وُجِدَ أن الأشخاص الذين ساروا لمدة 90 دقيقة في منطقة طبيعية، أظهروا نشاطاً منخفضاً في المنطقة المرتبطة بالاكتئاب في المخ، وذلك مقارنة بالمشاركين في الدراسة الذين ساروا في منطقة حضرية عالية الكثافة المرورية.
هذه الدراسة، نُشرَت، مُؤخَّراً، في دوريَّة الأكاديميَّة الوطنية للعلوم.
"تشير هذه النتائج، إلى أن المناطق الطبيعيَّة التي يمكن الوصول إليها، قد تكون حيويَّة للصحّة النفسيّة في عالمنا سريع النمو الحضري".
كما يقول المؤلِّف المشارك، غريتشن دايلي، وهو أستاذ العلوم البيئية، وكبير الزملاء في معهد "ستانفورد وودز" للبيئة. يضيف دايلي: "النتائج التي توصَّلنا إليها يمكن أن تساعد في الاطلاع على الحركة المتنامية على مستوى العالم، والهادفة إلى جعل المدن أكثر ملاءمة للعيش، وجعل الطبيعة في متناول كلّ الذين يعيشون في المدن"، حيث يتمُّ بناء الحدائق والإكثار من المناطق الخضراء ضمن المدن الكبيرة. يعيش أكثر من نصف سكان العالم في المناطق الحضرية، والتي من المتوقع أن تصل نسبتها على وجه الأرض إلى 70% في غضون بضعة عقود. فالحياة في الحضر وانقطاع الصلة بالطبيعة تزايدت بشكلٍ مؤسف، وكذلك نمت وتزايدت الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب.
وفي الحقيقة؛ فإنَّ الخطر لدى سكّان المدن هو أعلى بنسبة 20% في الإصابة باضطرابات القلق، وبنسبة 40% في حدوث اضطرابات المزاج، وذلك مقارنةً بالأشخاص الذين يعيشون في مناطق ريفيَّة.
والأشخاص الذين ولدوا ونشؤوا في المدن، هم أكثر عرضة بمعدل الضعف للإصابة بمرض الانفصام في الشخصية. طرح الباحثون سؤالاً في الرسالة يقول: هل التعرُّض للطبيعة يؤثّر على الصحة النفسيّة؟ وإذا كان الأمر كذلك؛ فماهي تأثيرات الطبيعة على العاطفة والمزاج؟ وهل التعرض للطبيعة يمكن أن يساعد في صنع طبقة عازلة ضد الاكتئاب؟
في الدراسة، سارت مجموعتان من المشاركين لمدة تسعين دقيقة في واحدة من مناطق المراعي التي تنتشر بها أشجار البلوط والشجيرات. وسار الفريق الآخر على طول طريق ذي أربع حارات وكثيف الحركة المرورية. وقبل التجربة وبعدها، قام الباحثون بقياس مؤشرات القلب والتنفس وعمل مسح للمخ، وجعلوا المشاركين يملؤون استبيانات خطية.
وجد الباحثون اختلافاً بسيطاً في الظروف الفيزيولوجية، ولكنّهم وجدوا، أيضاً، تغيّرات ملحوظة في الدماغ. أي النشاط العصبي في القشرة الدماغيّة قبل الجبهيّة، وهي منطقة الدماغ النشطة خلال عمليّة اجترار الفكر، والتي تركّز على العواطف السلبيّة، انخفض هذا النشاط في المجموعة التي سارت في بيئة طبيعية، مقارنةً بالذين ساروا في بيئة حضريّة.
يقول محرّر الدراسة، غريغوري براتمان، وهو طالب دراسات عليا في برنامج "ايميت ستانفورد" متعدد الاختصاصات في البيئة والموارد: "هذا الاكتشاف مثيرٌ للاهتمام؛ لأنّه يدلُّ على تأثير الطبيعة على تنظيم العاطفة، وهذا الأمر يفسّر على نحو ما، كيف تجعلنا الطبيعة نشعر بالتحسُّن". أما، جيمس غروس، وهو أستاذ علم النفس في جامعة ستانفورد، وأحد المشاركين في الدراسة فقال: "هذه النتائج مهمة لأنها تتسق مع وجود علاقة سببية بين زيادة التحضر وزيادة معدلات الأمراض العقليَّة والنفسيّة".
© Maqar 2016