19 07 2018
كشف محافظ البنك المركزي علي العلاق، عن استمرار الدينار العراقي بالحفاظ على قوته مقابل الدولار، مؤكدا بأن ذلك، يعد نجاحا للسياسة النقدية التي يتبعها البنك ، على الرغم من الازمات التي مر بها العراق، فيما افصح عن وضع ستراتيجية متكاملة للسنوات (2016 ـ 2020) تتضمن عشرات الخطط والمبادرات.وقال العلاق في حديث خاص مع "الصباح"، ان "المحافظة على سعر الدينار مقابل الدولار تمثل عنصر قوة، لاسيما ان اسعار الصرف في كثير من الدول المستقرة تنخفض بشكل كبير وتصل الى 30 او 40 بالمئة، اما في الدول الاخرى فقد تنخفض الى اكثر من ذلك"، منوها بان "وظيفة البنك المركزي تكمن بالمحافظة على استقرار سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار".
واضاف ان "التكريم الخاص بمحافظ البنك المركزي وعده الافضل عربيا ياتي في اطار المتابعة الخارجية من منظمات مختلفة ذات علاقة بالشأن المصرفي عبر رصد عدد من المؤشرات والمعايير المعتمدة في البنك"، موضحا أن "تلك المنظمات اكدت ان المركزي العراقي خلال السنوات الثلاث الاخيرة انتقل من بنك يعمل بوظائف القرن العشرين الى مؤسسة تعمل بوظائف القرن الواحد والعشرين، كما استطاع ان يتجاوز ما خلفته سنوات سوء الادارة والعزلة".
ويرى العلاق أن "البنك بذل جهودا جبارة خلال السنوات الثلاث الاخيرة من اجل مواكبة التطورات، عبر اضافة مهمات ووظائف تستحدث لاول مرة، تناظر مثيلاتها في الدول الاخرى، فضلا عن استمرار العمليات المركزة في التدريب والتطوير والافادة من دعم منظمات دولية وبنوك مركزية".
وتابع من بين تلك الوظائف "ادارة الاستقرار المالي وادارة المخاطر فضلا عن ادارة الجودة الشاملة وادارة الامتثال، مع مجموعة اخرى من الوظائف المهمة التي تم ادخالها في عمل البنك المركزي"، موضحا أنه "تمت لاول مرة اعادة بناء الهيكل التنظيمي للبنك كي يستوعب تلك الوظائف الجديدة من خلال العمل مع مكتب مستشار دولي، وفق ستراتيجية متكاملة للسنوات 2016 و 2020 تتضمن عشرات الخطط والمبادرات التي يجب ان تنجز خلال تلك المدة".
وعن دخول البنك المركزي في استثمارات كبرى في البلد، اوضح العلاق ان "البنوك المركزية يجب ان لاتخاطر بالاحتياطيات، لانها تعد سد دفاع من الازمات الاقتصادية والمالية التي تتعرض لها البلدان"، موضحا أن "قواعد الاستخدامات للاحتياطي او استثماره يجب ان توضع في مكان آمن غير قابل للمخاطر، بحيث تكون للبنك القدرة الدائمة على الاستجابة لاي طلب للعملة الصعبة".
وذكر العلاق ان "من بين الامور التي تقاس النجاحات والانجازات على اساسها، هي طبيعة الظروف التي تحيط بالمؤسسة المكلفة بعمل معين بمعنى ان ذلك يكشف القدرات والامكانات، كما يسلط الضوء على مكامن القوة والقدرة على المواجهة، مفيدا بان "المركزي اثبت في فترة استثنائية قدرته على مواجهة الظروف الصعبة وتخطيها بحكمة وبمسؤولية كبيرة، كما لم ينأى بنفسه بعيدا عن ما تتعرض له الدولة والحكومة من تحديات مالية وامنية".
واكد محافظ البنك المركزي، ان "دخول عصابات داعش الارهابية الى الموصل مع انخفاض اسعار النفط، سببا ضغوطا مباشرة على البنك في حينه، لكن البنك استطاع مواجهة تلك الازمات بقوة وليس فقط في المحافظة على استقرار سعر الصرف، وانما باستقرار المالية العامة للدولة من خلال شراء حوالات الخزينة في الوقت الذي كانت مرتبات الموظفين مهددة بالتوقف".
© Al Sabaah 2018