PHOTO
مع نمو الطلب على السيارات الكهربائية، يتوقع المحللون أن 75% من إجمالي الليثيوم المستخرج يمكن أن يذهب إلى المركبات الكهربائية بحلول عام 2025.
وقدر تقرير صدر عام 2019 أن الطلب على الدراجات الكهربائية سيكون له معدل نمو سنوي بنسبة 8 % حتى عام 2030.
ويتم تشغيل العديد من وسائل النقل الجديدة هذه بواسطة بطارية مصنوعة من الليثيوم.
ويعد الليثيوم، وهو المعدن الأقل كثافة في العالم جزء لا يتجزأ من الاقتصاد الرقمي. فالهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة كلها بها ليثيوم. لكن أكبر استخدام للمعدن يكمن في بطاريات الليثيوم والتي تستخدم في السيارات الكهربائية.
الطلب
حتى في خضم الوباء وتراجع النمو العالمي بنسبة 4.4% في عام 2020، قفزت مبيعات السيارات الكهربائية 40% لتتجاوز 3 ملايين على مستوى العالم. وهذا أعلى بثلاث مرات من عام 2017، وفقًا للأرقام الصادرة من وكالة الطاقة الدولية.
كانت الصين في الطليعة نتيجة سعيها لتنظيف مدنها الملوثة. ومع ذلك، تجاوزت أوروبا الصين العام الماضي كأكبر سوق عالمي للسيارات الكهربائية. وتتوقع أحدث تقارير آفاق الاقتصاد العالمي الصادرة عن صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 5.5% في عام 2021، والذي بدوره سيدعم زيادة مبيعات السيارات الكهربائية المتزايدة، مقارنة بعام 2020.
لكن المحرك الأكبر للنمو يبدو هذه المرة هو تصميم الحكومات على بلوغ أهدافها بشأن الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050. وقد اتخذت المملكة المتحدة وألمانيا خطوة جذرية لحظر بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل اعتبارًا من 2030.
من المرجح أن يشهد مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (COP26) الذي تستضيفه حكومة المملكة المتحدة في جلاسكو في الفترة من 1 إلى 12 نوفمبر تجديد الدول للالتزامات المتعلقة بانبعاثات الكربون.
والخبر السار للمستهلكين وصناع الليثيوم هو أن أسعار المركبات الكهربائية لن تكون أغلى. يتوقع محللو الصناعة أن تكون على قدم المساواة مع السيارات التقليدية بحلول عام 2025 بعد ان كانت أغلى منها.
ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انخفاض تكلفة البطاريات بسرعة.
العرض
لم يكن عمال مناجم الليثيوم غافلين عن التبني السريع للمركبات الكهربائية.
ارتفعت مبيعات المركبات الكهربائية مما يقرب من الصفر في عام 2012 إلى مليون وحدة بعد خمس سنوات فقط. واستجاب عمال المناجم من خلال زيادة الإنتاج بشكل كبير، وهو قرار كان له تأثير كارثي على أسعار الليثيوم التي انخفضت بأكثر من النصف بين صيف 2018 و2020.
لا يوجد نقص في الليثيوم، ولكن من الصعب معالجته، مما يتطلب الكثير من الاستثمار في البنية التحتية.
الإنتاج والاستهلاك الآن على نطاق واسع في نقطة التوازن. ولكن، نظرًا لطول الوقت الذي يستغرقه تشغيل المشاريع الجديدة، من المتوقع أن يتجاوز الطلب العرض بشكل متواضع اعتبارًا من عام 2022.
المستقبل
في الأساس، ظلت التكنولوجيا الكامنة وراء بطاريات الليثيوم كما هي منذ السبعينيات.
ومع ذلك، كان مصنعو السيارات يعملون على تقنية بطاريات جديدة، تستخدم فيها مادة صلبة بدلاً من مادة هلامية قابلة للاحتراق.
هذه المواد ليست متطايرة ولا قابلة للاحتراق وتؤدي لكثافة طاقة أعلى، والتي ستزيد المسافة التي يمكن ان تقطعها المركبات الكهربائية بنسبة تتراوح بين الثلث والنصف بنفس وزن البطارية العادية.
تمتلك تويوتا نموذج أولي لسيارة تعمل بالبطاريات ذات الحالة الصلبة ومن المقرر إطلاقه هذا عام و إنتاجه في عام 2024.
ولكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تصبح البطاريات الصلبة قابلة للتطبيق تجاريًا بالكامل.
تعتبر Tianqi Lithium الصينية، و التي تسيطر على أكثر من 46% من الإنتاج العالمي لليثيوم من أكبر شركات الليثيوم في العالم، وقد دفعت نحو 4.1 مليار دولار لشراء حصة تقل قليلاً عن 25% في شركة SQM التشيلية، ثاني أكبر منتج لليثبوم في العالم.
و أعلنت Tianqi في عام 2018 أنها ستستثمر 600 مليون دولار أمريكي لبناء مصنع لمعالجة الليثيوم في أستراليا.
"Gigafactories”، الكلمة الجديدة التي استخدمها إيلون ماسك ليصف مصانع بطاريات الليثيوم، والتي ستُعتبر قريبًا بنية تحتية وطنية بالغة الأهمية. وتشير التقديرات إلى أن أوروبا تحتاج إلى 30 مصنع ضخم بحلول عام 2025 وتخطط مجموعة فولكس فاجن وحدها لبناء ستة مصانع. بينما تعتقد وكالة الطاقة الدولية أن الطلب على الليثيوم سيزداد بمقدار 40 ضعف بحلول عام 2040.
بالرغم من الليثيوم كان سلعة نادرة الاستخدام في الماضي القريب، الا انها على وشك أن تأخذ مكانها كمعدن لا غنى عنه في المستقبل.
(إعداد: محمد طربيه، المحلل الاقتصادي بزاوية عربي و أستاذ محاضر ورئيس قسم العلوم المالية والاقتصادية في جامعة رفيق الحريري بلبنان وحاصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال)
(للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)
سجل الآن ليصلك تقريرنا اليومي الذي يتضمن مجموعة من أهم الأخبار لتبدأ بها يومك كل صباح
© ZAWYA 2021
بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام