PHOTO
07 08 2016
حملة الوثائق المزورة والمهربون والمتسللون.. تحديات تواجه "شؤون اللاجئين" كشف مدير إدارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين العميد جهاد مطر عن وجود آلاف الأطفال بين اللاجئين السوريين في المخيمات بلا مرافق (بلا والدين)، مشيرا إلى أن العمل جار مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين لحصر أعدادهم.
وبين أنه جرى وضع بعض من هؤلاء ضمن برنامج التبني لعائلات سورية، شريطة أن يكون الطفل الخاضع للتبني تحت رقابة "اليونيسيف" مباشرة، لضمان عدم الإساءة إليه، إلى جانب وجود مركز رعاية شامل في المخيم لهم.
وقال مطر، في مقابلة مع "الغد"، إن "هناك معضلات تواجه عملهم مع اللاجئين، أهمها زواج القاصرات الذي يعقد في سورية وبدون توثيق"، والذي "ما يزال متداولا بين مجتمع اللاجئين"، لافتا إلى أن محكمتين شرعيتين في مخيمي الزعتري والأزرق، توثق حالات الزواج وأفراد الأسرة.
وأضاف إن ادارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين تواجه تحديا أمنيا واجتماعيا مع اللاجئين، يتمثل بـ"حملة الوثائق المزورة، ومحاولات تهريب المخدرات والتسلل عبر الحدود".
يشار إلى أن الإدارة توقفت إثر الهجوم الإرهابي في منطقة الركبان، على الحدود الشمالية الشرقية للمملكة، خلال منتصف شهر رمضان الماضي، وأدى لاستشهاد 7 من القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية وإصابة 14 آخرين، تلا ذلك اعلان الحدود، منطقة عسكرية مغلقة كليا.
وأشار مطر إلى الآثار الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها الأردن وعدم مقدرته على تحمل الأعباء وحده، بسبب تدفق اللاجئين السوريين منذ اندلاع الازمة السورية العام 2011، مطالباً المجتمع الدولي بزيادة أعمال التنمية المقدمة للاجئين السوريين لغايات إخراجهم من آثار الأزمة التي عاشوها في بلادهم، وتخفيف حدة اللجوء عليهم.
كما دعا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى خلق مشاريع استثمارية طويلة الأجل، لدعم صمود الافراد والمجتمعات المضيفة للاجئين، وذلك للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
ويواجه الأردن آثارا اقتصادية واجتماعية، جراء اللجوء السوري، بينها: أن كلفة علاج اللاجئين السوريين بلغت 253 مليون دينار سنويا، وارتفاع في أجور السكن، وتفشي ظاهرة التسول، وزيادة البطالة نتيجة المنافسة في سوق العمل.
وتقدم الأردن، بالتعاون مع مختلف الجهات الدولية والحكومية، للاجئين لدى دخولهم المخيمات، جميع انواع الرعاية (طعام وشراب، مسكن، رعاية صحية شاملة، تعليم، خدمات أمنية وإدارية، مراكز رعاية خاصة بالطفل).
فيما تعمل وزارة العمل على تشغيل العمالة الاردنية والسورية، ضمن ستة مشاريع تنموية كبيرة بتمويل من دولة مانحة.
وذكر مطر أن اللاجئين يخضعون لتدقيق أمني لدى دخولهم البلاد، مشيرا الى ان التدقيق الامني يعمل على فلترة العبور بعد نقلهم الى مخيم رباع السرحان، وذلك بعد أخذ بصمة العين وحفظها.
وبين أن هناك لاجئين يمنعون من الدخول، يحاولون العبور مرة اخرى بأسماء مختلفة، لكن يكشف أمرهم بعد التدقيق الأمني.
واضاف ان برنامج إعادة توطين اللاجئين في اوروبا، دفع عددا من اللاجئين الراغبين بالاشتراك فيه، إلى كشف وثائقهم الحقيقية، وبالتالي إعادة تصويب أوضاعهم.
وأوضح مطر أن استحداث إدارة شوؤن مخيمات اللاجئين السوريين العام 2013 جاء لاهتمام الاردن بالأزمة واللاجئين السوريين، وبالذات بعد مرور عامين على بدئها، والسماح للاجئين العيش في المناطق السكنية، وبعد أن اصبح المعدل اليومي لدخول اللاجئين يتراوح ما بين 3 و4 آلاف لاجئ.
وقال إن هناك إجراءات عند دخول اللاجئين السوريين، أبرزها: وجود لجنة أمنية من مختلف الجهات ذات العلاقة، تتولى التدقيق والتشييك الأمني، وهي صاحبة القرار بشأن منح اللاجئ إذن الدخول للأراضي الاردنية او رفضه.
واضاف ان هناك خدمات أمنية عديدة، أنشئت في مخيمات اللاجئين لتحقيق التواصل بين المجتمع المحلي للمخيم ورجل الأمن، بما يخدم المصلحة العامة، بينها (مركز أمني، شرطة حماية الأسرة، والشرطة المجتمعية، وشرطة الاحداث، وتفعيل دور مخاتير ووجهاء المخيمات).
وفيما قال إن ذلك يهدف إلى الاطلاع على واقع وخصوصيات المخيم، وحل النزاعات، أكد أن القضاء هو الفيصل في حل النزاعات.
وتابع مطر أن مخيمات اللاجئين في المملكة تستقبل يوميا اربع زيارات كحد أدنى من مسؤولي منظمات وشخصيات دولية، ونجوم العالم.
وأشار إلى أن مخيم الزعتري هو الوحيد في العالم الذي توجد فيه شبكة كهرباء متكاملة، مبيناً أنه "تحقيقا لحياة مدنية متكاملة، رفدت المخيمات بمستشفيات ومدارس ومساجد وملاعب ومكتبات ومراكز تدريب مهني للنساء".
وبشأن النهوض التجاري بالمخيمات، قال مطر إنه تم إنشاء 4 آلاف محل تجاري داخل المخيمات، مملوكة مناصفة بين أردنيين وسوريين، الى جانب مولين واحد بمخيم الزعتري وآخر في مخيم الأزرق.
على الصعيد التعليمي، بين مطر أن هناك 149 ألف طالب سوري في مدارس وزارة التربية والتعليم، ما دفع الأخيرة للعمل بنظام الفترتين، موضحا ان 169 سوريا تقدموا لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة "التوجيهي"، نجح منهم 9 فقط.
وبين أن إدارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين تعمل على حملات تثقيفية عبر الشرطة المجتمعية، ووجهاء المخيمات وخطباء المساجد فيها، على حث أبناء اللاجئين على التعليم.
© Alghad 2016