14 08 2016

تأسيس صندوق استثماري قطري في البنية التحتية والطاقة والتعدين

نفخر باستضافة قطر لكأس العالم وهو فوز للدول الإسلامية

علاقاتنا قوية ومتميزة وتاريخية .. ونسعى لتعزيز الأمن والسلام بالمنطقة

  

كشف سعادة السيد محمد بصري سيديهابي السفير الإندونيسي بالدوحة عن تأسيس قطر لصندوق استثماري بقيمة مليار دولار في إندونيسيا قريباً في مجال البنية التحتية والطاقة والتعدين.

وأشار إلى افتتاح مصرف قطر الوطني فرعاً كبيراً في بلاده فضلا عن امتلاك شركة Ooredoo لـ 55% من أسهم اتصالات إندونيسيا "إندوسات" ووجود استثمارات قطرية في مجال الطاقة الكهربائية "نيبراس باور" بقيمة 700 مليون دولار أمريكي.

وأعلن عن مشاورات قطرية إندونيسية على مستوى غرف التجارة والصناعة في البلدين لتعزيز العمل المشترك لافتاً إلى أن بلاده تفتح أبوابها وتقدم العديد من الحوافز الاستثمارية للمستثمرين القطريين.

وأكد في تصريحات خاصة لـ الراية أن الفترة القادمة ستشهد دفعة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والاستثمارية.

وأعرب عن تقدير بلاده للنهضة الشاملة التي تشهدها قطر في مختلف المجالات، مثمناً السياسة الخارجية لدولة قطر ودورها في حل العديد من القضايا الإقليمية والدولية عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، لافتاً إلى أن تلك السياسة تسعى لتعزيز الأمن والسلام الدوليين.

وأكد أن هناك تطابقاً في الرؤى بين قطر وإندونيسيا في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، لافتاً إلى أن البلدين يسعيان لاستثمار الموارد الطبيعية لتحقيق التنمية والشاملة.

وقال: العلاقات القطرية الإندونيسية شهدت تطوراً كبيراً على مدار أكثر من 40 عاماً من انطلاقها لرغبة قيادتي البلدين في تعزيز التعاون في مختلف المجالات والتميز على كافة المستويات .. فنحن بلدان مسلمان تجمعهما الحضارة والتاريخ والقيم الإنسانية .. وفيما يلي تفاصيل الحوار:

> كسفير لبلادك .. كيف ترى الدوحة كمحطة دبلوماسية؟

- الدوحة هي أول محطة دبلوماسية لي وهذا يجعلني أشعر بالفخر لأني استهللت عملي الدبلوماسي في بلد مسلم يحظى باهتمام عالمي كبير وثقافته ليست ببعيدة عن ثقافة مجتمعنا باعتبار أن المجتمعين هما مجتمعان مسلمان محافظان على تراثهما الإسلامي.

> لم تكن تعمل في السلك الدبلوماسي قبل تعيينك بالدوحة؟

- نعم .. أنا لواء عسكري متقاعد عملت في المجال العسكري وكنت طياراً حربياً بقاعدة ماكاسار سولاويسي ومديراً أكاديمياً للقوة الجوية الإندونيسية ومحقق اللواء للقوات العسكرية الوطنية وأول من قام بقيادة لطائرة إف 16 من قاعدة أمريكية إلى القاعدة الجوية الإندونيسية عام 89 وعملت ملحقاً عسكرياً في واشنطن خلال الفترة من 94-97 وبعد التقاعد تم ترشيحي من قبل الرئيس لعضوية مجلس النواب وبعدها تم تعييني سفيراً في الدوحة.

وعملي كسفير لبلادي في الدوحة تجربة رائعة بعد فترة طويلة تصل إلى أكثر من 35 سنة في العمل العسكري .. أشعر أنني في وطني فالتشابه بين البلدين كبير فهما مسلمان ويحظيان بعادات وتقاليد إسلامية أصيلة ويعملان على أساس بناء الإنسان وازدهاره وتقدمه ويبذلان كل جهد ممكن لخلق فضاء سلم وأمن عالمي وإقليمي.

> إلى أي مرحلة وصلت العلاقات القطرية الإندونيسية؟

- علاقات البلدين الشقيقين ضاربة في عمق التاريخ وهي علاقة تؤطرها ثوابت عدة منها حضارة البلدين الإسلامية وأوجه السياسات المتماثلة على صعيد العمل من أجل بناء الإنسان والسلام الإقليمي والعالمي وتعزيز البناء الاقتصادي والثقافي أما بخصوص ترتيبي كسفير لإندونيسيا بالدوحة فأنا خامس سفير منذ عام 1999.

> كم مر على العلاقات بين البلدين؟

- أكثر من أربعين عاماً حيث كانت قائمة قبل فتح السفارات التي جاء فتحها لزيادة تعزيز هذه العلاقات التاريخية والتي تتسم بالقوة والتنامي السريع والتميز على كافة المستويات وفي مختلف المجالات وذلك راجع كما أسلفت لأمور عدة أبرزها أننا بلدان مسلمان تجمعنا الحضارة والتراث والعادات والقيم الإسلامية قبل كل شيء.

مشاورات

> ماهي أبرز أوجه التعاون على مسار علاقات البلدين والتي يتم حاليا التركيز عليها؟

- هناك رغبة أكيدة وحرص من قيادتي البلدين لتعزيز أطر التعاون المشترك إلى آفاق جديدة خلال الفترة القريبة القادمة خاصة في المجالين الاقتصادي والاستثماري.

من المؤشرات اللافتة فتح فرع كبير لمصرف قطر الوطني في إندونيسيا وامتلاك شركة Ooredoo لـ 55% من أسهم اتصالات إندونيسيا "إندوسات" إضافة للتعاون البناء في مجال الطاقة الكهربائية "نيبراس باور" حيث إن هناك عقداً بين البلدين الشقيقين في هذا المجال بقيمة 700 مليون دولار أمريكي .. وهناك حالياً مشاورات قطرية إندونيسية على مستوى غرف التجارة والصناعة في البلدين للعمل المشترك لتعزيز الواقع الاقتصادي بينهما.

إلغاء التأشيرات

> ما هو الواقع الاستثماري والسياحي بين البلدين؟

- إندونيسيا تفتح كافة الأبواب أمام المستثمر القطري ونضع كافة التسهيلات المميزة له ولدينا حالياً مشروع جديد وهام قائم على 3 شعب هي السياحة و الاستثمار والتجارة .. ومن ضمن تلك التسهيلات إلغاء تأشيرات دخول القطريين سواء للاستثمار أو السياحة ولهذا نتطلع إلى زيادة عدد الرحلات الجوية بيننا .. كما أن السفارة بالدوحة ستواصل التزامها بالخط الذي انتهجته إندونيسيا في الحفاظ على علاقات تعاون بناء ومثمر بين قطر وإندونيسيا بما يخدم مصالح شعبي البلدين في مختلف المجالات.

رفيعة المستوى

> ماذا بشأن تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين؟

- الرئيس الإندونيسي خلال زيارة الدوحة في العام 2015 وجه دعوة إلى سمو الأمير لزيارة إندونيسيا وحظيت بالموافقة من قبل سموه ونحن نتطلع بشوق وجاهزية عالية رسمياً وشعبياً إلى هذه الزيارة المرتقبة والتي نأمل أن تتم في القريب العاجل، أما بخصوص الزيارات المتبادلة للمسؤولين من الجانبين فهي لا تتوقف في إطار التعاون المتنامي بين البلدين ففي الفترة القصيرة الماضية قام وزير الاقتصاد والتجارة بزيارة إندونيسيا حيث تم التوقيع على اتفاقيات عدة لتعزيز التعاون الاقتصادي كما قام وفد معهد تطوير المصارف الإندونيسية بزيارة المصرف الدولي الإسلامي القطري في إطار الجهود المبذولة من أجل تطوير الصيرفة الإسلامية عبر نسج علاقات تعاون وإعداد أرضية مناسبة لتبادل الخبرات والزيارات مع مصارف إسلامية عريقة، حيث إن تجربة قطر المصرفية متميزة ويمكن للبنوك الإندونيسية الاستفادة منها بشكل كبير كما سيقوم فريق من الداخلية بزيارة لإندونيسيا في سبتمبر القادم في إطار تبادل الخبرات ولتقديم برنامج تعليمي توعوي للأطفال حول كيفية التعامل مع الواقع الاجتماعي إضافة إلى ذلك هناك زيارات أخرى من قبل مسؤولين بالجمعيات الخيرية القطرية للمناطق الفقيرة بإندونيسيا حيث يتم مد يد العون للمحتاجين في تلك المناطق وهذه من المواقف الأصيلة والإنسانية لقطر ونحن نثمن ذلك ونشكر قطر على مواقفها.

مليار دولار

> ما الدور الذي تضطلع به السفارة الإندونيسية لتعزيز العلاقات؟

- في ضوء التعاون والعلاقات الثنائية القطرية الإندونيسية فإن السفارة الإندونيسية تبذل جهوداً كبيرة لتعزيز هذا التوجه انطلاقاً من الأسس التي من شأنها تعضيد هذا التعاون الثنائي والعلاقات الجيدة بين الجانبين مع الأخذ بالاعتبار إعطاء أولوية للاهتمام بالجالية الإندونيسية العاملة هنا وتوفير كل وسائل الدعم والحماية لها بما في ذلك الطبقة العاملة من خلال تشجيع تطبيق اتفاقية العمل بين دولة قطر وإندونيسيا وتشجيع استقدام العمالة الإندونيسية في مختلف التخصصات خاصة الطبية منها للعمل في هذا الحقل الهام، إضافة إلى ذلك ستواصل السفارة تسهيل عملية استمرار الاستيراد القطري للمنتوجات الإندونيسية، إلى ذلك قال إنه مع العاملين في سفارة بلاده بالدوحة سيعملون على مواصلة تعزيز صورة الاستثمار بإندونيسيا في مجال الأمن الغذائي، إذ أن إندونيسيا تمثل بلداً مفتوحاً للاستثمار المتعلق بالأمن الغذائي في ضوء توفر مساحات هائلة من الأراضي القابلة للزراعة بمختلف المنتجات الزراعية لافتاً هنا إلى أن دولة قطر الشقيقة ستتوج هذا التوجه بإنشاء صندوق استثمار قطري في إندونيسيا بقيمة مليار دولار أمريكي قريباً، كما أن إندونيسيا تعتزم وفق خطتها المستقبلية شراء الغاز القطري على النحو الذي يغطي احتياجاتها منه.

السياسة الخارجية

> تحدثت عن تماثل في العديد من الأوجه بين السياسة القطرية والإندونيسية فما هي الأوجه الأبرز في سياسة بلادكم؟

- نحرص على الارتقاء بمستوى علاقاتنا مع قطر وذلك انطلاقاً من سياستها القائمة على تعزيز أطر العلاقات الودية المتوازنة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة حيث إن السياسة الخارجية الإندونيسية تقوم على عدة مرتكزات .. منها العمل على كافة الاتجاهات وفقاً لنظرية كسب ملايين الأصدقاء في العالم وعدم وجود أعداء و إظهار إندونيسيا على أنها بلد ديمقراطي وأنها بموجب مبادئها تحترم كل بلد يحترم حقوق الإنسان وقيمها مع البرهنة على أن تطبيق القيم الديمقراطية أمر يتماشى مع روح الشريعة الإسلامية والمدنية وهذا النهج نشهده كذلك في قطر ونحن جزء من الخط الإصلاحي وبناء جسر التعاون على المستويات الإقليمية والدولية من أجل مكافحة الإرهاب ونحن في إندونيسيا نسعى إلى حصد أكبر دعم ممكن وانتزاع اعتراف دولي لعضوية إندونيسيا في مجموعة العشرين في ضوء قضية الأمن الاقتصادي.

السلام العالمي

> قطر تقف مساندة وداعمة لكافة قضايا حقوق الإنسان والعدل وتعمل على خلق فضاء سلمي وأمني عالمي كيف تنظرون إلى ذلك الموقف؟

- انطلاقاً من سياستنا المماثلة نسعى لتحقيق السلام العالمي وندعم كل الدول التي تعمل في هذا الاتجاه وفي مقدمتها قطر التي نؤيد خطواتها بقوة لحل كافة المشاكل الإقليمية والدولية بالطرق السلمية ومنها بشكل أكبر القضية الفلسطينية التي ندعمها كما تعمل قطر بقوة كما ندعم التوجه القطري لحل القضايا الإقليمية الأخرى بالطرق السلمية مثل اليمن والعراق وسوريا وليبيا.

> كيف ترى استضافة قطر لمونديال كأس العالم لكرة القدم 2022؟

- قبل أن أكون دبلوماسياً فأنا رياضي ونحن فخورون باستضافة قطر لكأس العالم والتي كانت حكراً في الماضي على الكبار وندعم استضافة قطر للمونديال ونعده فوزاً وفخراً لكل الدول الإسلامية.

© Al Raya 2016