PHOTO
13 08 2016
25.1 مليار دولار إنفاق السعوديين في الخارج مقابل 17.7 مليار للإماراتيين و12.9 مليار للقطريين
أظهر تقرير اقتصادي حديث، أن البلدان الغربية والآسيوية تتمتع بمستويات عالية جداً من نفقات السياحة في الخارج، حتى الآن، كما أن السعودية والبرازيل من بين أعلى 20 بلداً في العالم من ناحية النفقات السياحة في الخارج.
ووفقاً للتقرير المستند على معلومات من مؤسسات اقتصادية متخصصة بما فيها أرقام صادرة عن البنك الدولي، فقد واصلت عديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وجودها المستديم تقريباً في أعلى مراتب قائمة جذب الدولار السياحي في الداخل، وإنفاقه في الخارج، ومن المرجح أن يكون ذلك نتيجة لمنطقة شنجن، التي تتيح لمواطني بلدان الاتحاد الأوروبي السفر بحرية في دول منطقة اليورو.
وفي حين أن الولايات المتحدة هي أعلى دولة في تلقي نفقات السياح الأجانب داخل أراضيها، تعد دول الاتحاد الأوروبي هي الأعلى في نفقات السياحة الخارجية بين مناطق العالم الأخرى.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشير القاعدة الأساس في انتقال "الدولار السياحي" بين دول العالم، إلى أن سكان البلد الأكثر ثراء هم الأكثر سفراً، والبلد الأكثر تقدماً هو الأكثر استقبالا للسياح، وينعكس المبدأ جلياً في الولايات المتحدة ونقيضتها تنزانيا، على سبيل المثال.
ولا تعترف هذه القاعدة بمساحة البلد أو عدد سكانه، فسنغافورة الصغيرة (719 كيلومترا، و5.5 مليون نسمة) جذبت من السياحة 19.2 مليار دولار، مقابل 19 مليارا لروسيا، وعلى هذا المنوال، يمكن أيضاً مقارنة سويسرا بالهند، ليتبين أن حجم الاستثمار في مناطق الجذب السياحي، هو الجوهر.
وأمام هذه القاعدة البسيطة، تسهل قراءة خريطة انتقال السياح ومعهم دولاراتهم في بلدان العالم، إذ تكشف الخريطة التي حصلت "الاقتصادية" عليها من الاقتصادي السويسري، توماس فييه، أن الولايات المتحدة، وفرنسا، وإسبانيا، وبريطانيا، والصين، حسب الترتيب، هي الدول الخمس الكبرى الأكثر جذباً للدولار السياحي في العالم، في حين جاءت الإمارات، وقطر، والسعودية، على التوالي، بين أكبر البلدان العربية في هذا المجال.
لكن الآية تنقلب في مجال إنفاق السياح في الخارج (السياحة الصادرة)، إذ يأتي إنفاق السعوديين في الخارج أعلى من جميع مواطني دول الخليج التي تتصدر الدول العربية، أو بمقدار 25.1 مليار دولار للسعوديين مقابل 17.7 مليار دولار للإماراتيين، و12.9 مليار للقطريين، و12.3 للكويتيين، و2.3 للعمانيين، و1.3 للأردنيين.
ولا يتناول تقرير، فييه، الطرق التقليدية في إحصاء أعداد السياح، ومقدار إنفاقهم لليالي الفندقية، ومن أين جاءوا، وما هي وجهاتهم... وغيرها، بل ركز هذا الاقتصادي السويسري فقط على كم الدولارات التي أُنفِقَت، وأين؟ لكن التقرير فسَّر بصورة مقتضبة، لماذا جذب هذا البلد كماً من الدولار السياحي أكثر من غيره.
ويوضح، فييه، أن الإمارات تجذب 14.0 مليار دولار سنوياً، تأتي بعدها قطر (10.6 مليار)، والسعودية (9.3 مليار)، ومصر (8.0 مليار)، والأردن (5.5 مليار)، وتونس (3.0 مليار).
الولايات المتحدة تجذب 220.1 مليار دولار سنوياً من السياح متقدمة بمسافة بعيدة جداً (تُقدر بأربع مرات تقريباً) عن فرنسا التي شغلت المركز الثاني.
ويُعزي مونييه هذا المبلغ الضخم إلى سعة البلد وتنوعه، إذ يقول إن العالم الجديد يوفر صخب المدن الكبيرة مثل نيويورك، وسان فرانسيسكو، ولاس فيجاس، لكن أيضاً صفاء ولاية أوريجون، وبراري ألاسكا، أو موسيقى ناشفيل، وأيضا هي موطن لمدن أصبحت معروفة في التاريخ أو الثقافة، مثل نيو أورليانز، أو واشنطن.
وتجذب فرنسا التي جاءت في المكان الثاني، 66.8 مليار دولار في السنة، وتشمل الوجهات الرئيسة منطقة شامباين، أو بوردو، ومدينة عصر النهضة، ليون، أو نيس عاصمة "الريفييرا الفرنسية"، وباريس، أو الرصيف التاريخي القديم لميناء مرسيليا.
وكما هو الحال في الجغرافيا كذلك في هذا التقرير، إذ لم تكن إسبانيا بعيدة عن فرنسا، فقد تلقت 65.1 مليار دولار من نفقات السياحة كل عام.
ولقد كان لأكبر بلد في شبه الجزيرة الإيبيرية الكثير مما يقدمه من الرحلات إلى إيبيزا: قصر الحمراء، وحديقة قصر قرطبة، وكاتدرائية جامع قرطبة، والقصبات والحواري الأندلسية، وجنة العريف في غرناطة، وقنطرة قرطبة، وقلعة شريش في إشبيلية، ومسجد المنستير لا ريال في مدينة المنستير، والهندسة المعمارية لبرشلونة، ومدريد الصاخبة، والمبنى التاريخ لوزارة الدفاع الذي انطلقت منه خطط التوغل في أمريكا اللاتينية.
بريطانيا، البلد الأوربي الثالث بين الخمسة الكبار، وما لديها من مجموعة متنوعة من الكنوز، كانت السبب لجذبها 62.8 مليار دولار من السياحة سنوياً. التقاليد الملكية الراسخة، ومرتفعات اسكتلندا، وتأثير التاريخ البريطاني خاصة في لندن في الصراع الدستوري بين البرلمان والملك والكنيسة، وريف ويلز، والبرك الرومانية، ومنزل شكسبير، قبل كل شيء.
وتقدمت الصين إلى المركز الخامس قبل ألمانيا بفارق مليار دولار فقط من حيث الإيرادات السياحية التي بلغت 56.9 مليار دولار (المانيا، السادسة 55.9 مليار).
ولعل هذه أكبر مفاجأة في القائمة، فالناس يعرفون الصين بأنها أكبر مركز للسكان والاقتصاد في العالم، لكن الكثيرين لا يعرفون أنها أخذت في السنوات الأخيرة تتحول إلى قبلة سياحية رئيسة. تحصل الصين على الملايين من الزوار سنوياً من البلدان الآسيوية القريبة وجميعها ذات اقتصادات قوية مثل كوريا الجنوبية، واليابان، وفيتنام، وماليزيا، وحتى منغوليا المجاورة.
ويتلقى البلد أيضاً حركة كبيرة من الأمريكيين والروس، سور الصين العظيم والمدينة المحرمة، وسد المضائق الثلاثة، والعديد من المواقع الأخرى على رأس قائمة الأمور التي درَّت المال في جيوب الصينيين المستثمرين في السياحة.
بعد ألمانيا تأتي إيطاليا التي تجذب 45.5 مليار دولار سنوياً، ثم تركيا في المركز الثامن (37.4 مليار دولار)، وسويسرا (21.0 مليار)، والنمسا (20.9)، والهند (20.8)، واليونان (19.5)، والبرتغال (17.8)، وبلجيكا (15.3)، وهولندا (14.7)، والسويد (12.7)، وبولندا (12.3)، وإيرلندا (11.1)، وكرواتيا (10.1)، وجنوب إفريقيا (10.5)، وجيكوسلوفاكيا (7.6 مليار)، وهنجاريا (7.5)، والدنمارك (7.0 مليار)، والنرويج (6.5)، ولوكسمبورج (5.5 مليار).
وبعد الولايات المتحدة، تبرز كندا في الأمريكتين التي تجذب 17.5 مليار دولار سنوياً، تأتي بعدها المكسيك (16.6 مليار)، والبرازيل (7.4)، والدومينكان (5.6)، وبنما (5.5)، والأرجنتين (5.2)، وكولومبيا (4.9)، وبيرو (3.8)، وشيلي (3.1)، وكوبا (2.5).
وإذا كانت الصين قد جاءت في المركز الخامس من ناحية الجذب السياحي، فإنها احتلت المرتبة الأولى بين أكبر الدول الخمس في إنفاق الدولار السياحي في الخارج بمقدار 164.4 مليار دولار.
ويقول التقرير إنه مع النهوض الاقتصادي الصيني الحديث نسبياً، أصبح المواطنون الصينيون يملكون الآن مزيداً من المال، علاوة على طبقة متوسطة أكبر لا تتوقف عن النمو، ما جعل الصينيين ينفقون على السياحة في البلدان الأخرى أكثر من أي شعب آخر، أو ما يعادل 164.9 مليار دولار سنوياً.
يأتي بعدهم الأمريكيون بمقدار 145.7 مليار، في حين جاءت ألمانيا الثالث بمبلغ 106.6 مليار، وبعدها بريطانيا (79.9)، وفرنسا (59.4).
© الاقتصادية 2016