PHOTO
07 06 2016
من سليمان الخالدي
عمان (رويترز) - قال المتحدث باسم الحكومة الأردنية يوم الاثنين إن هجوما مسلحا على مقر أمني في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين على مشارف عمان أسفر عن مقتل ثلاثة ضباط صف واثنين من الموظفين الأمنيين.
وهزت الواقعة التي حدثت في مخيم البقعة هو الأكبر من نوعه في الأردن المملكة المدعومة من الولايات المتحدة التي ميزها استقرارها النسبي عن جارتيها اللتين تمزقهما الحروب: سوريا إلى الشمال والعراق إلى الشرق.
ونقل التلفزيون الأردني عن المتحدث باسم الحكومة محمد المومني قوله إن الهجوم الذي وقع الساعة السابعة صباحا (0400 بتوقيت جرينتش) "إرهابي" لكنه لم يقدم تفاصيل.
وقال المومني إن الهجوم استهدف مقر دائرة المخابرات بالمخيم الذي يؤوي أكثر من 70 ألف لاجئ وأودى بحياة حارس وموظف اتصالات إضافة إلى الضباط الثلاثة.
وأضاف مومني أن "الأجهزة الأمنية تلاحق الجناة وتتولى التحقيق في ملابسات وظروف الهجوم الإرهابي وستعلن عن كافة تفاصيله لاحقا."
وقال مصدر رسمي على اتصال مع الأمن لرويترز إن أحد المهاجمين قاد سيارة إلى المبنى وأطلق النار من سلاح أوتوماتيكي على الضباط قبل أن يفر هاربا بسيارته من موقع الهجوم على مشارف مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين.
تنحدر نسبة كبيرة من سكان البلاد الذين يتجاوز عددهم سبعة ملايين من نسل اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا في أعقاب قيام دولة إسرائيل عام 1948.
وتحذر الدول المانحة الغربية ومحللون سياسيون من تنامي التطرف في المخيمات الفقيرة في الأردن وفي المناطق المكتظة في المدن الكبرى إذ يغذيه الفقر والفرص الاقتصادية المحدودة للسكان.
ومخيم البقعة واحد من أكبر المناطق الفقيرة في الأردن ولطالما كان أرضا خصبة للتشدد الإسلامي. وانضم عشرات من سكان المخيم إلى الجماعات المتشددة في سوريا والعراق.
وفي وقت سابق هذا العام قتل عدد من المتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية في إطلاق نار مع قوات أمن أغارت عليهم في مدينة إربد في شمال الأردن.
وأعلنت السلطات الأمنية في وقت لاحق أنها شنت ضربة وقائية استهدفت مجموعة من المسلحين المرتبطين بالوضع في سوريا والذين كانوا يخططون لهجمات انتحارية على المراكز التجارية والمباني الحكومية.
والأردن حليف مقرب من الولايات المتحدة منذ عقود وتربطه علاقات أمنية وثيقة مع إسرائيل. وهو هدف منذ فترة طويلة للجماعات الإسلامية السنية المتشددة ومنها تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.
وكان الأردن بين أول دول المنطقة في الانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد في العراق وسوريا.
وحذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مرارا من أن تهديد الجماعات السنية المتشددة يمثل الخطر الأكبر على الاستقرار في الأردن.
وقالت جماعة الإخوان المسلمين وهي المعارض السياسي الرئيسي في البلاد والتي تحظى بشعبية كبيرة داخل المخيم إن الهجوم على مخيم البقعة لا يخدم سوى من يسعون إلى نشر الفتنة.
وقالت الجماعة في بيان "نؤكد أن المحافظة على أمن الوطن واستقراره هو فريضة شرعية وضرورة حتمية."
أدانت الرئاسة الفلسطينية الواقعة وأعربت عن "استنكارها لهذا الحادث الإرهابي الذي استباح حرمة شهر رمضان المبارك وحرمة الأمن الأردني كدليل على السلوك الإجرامي لهذه الجماعات الإرهابية وخروجها على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف."
كما أكدت "تضامننا الكبير مع الملك عبد الله الثاني والشعب الأردني ومؤسساته وأجهزته كافة في مواجهة كل أعمال الإرهاب، متمنين للأردن الشقيق استمرار مسيرة الأمن والاستقرار والازدهار ووقوف شعبنا وقيادته مع الأردن في مواجهة كافة التحديات."
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)
© Reuters 2016