PHOTO
03 08 2018
بهجمات تصيّد موجّه لسرقة الأموال
كشف باحثون لدى كاسبرسكي لاب عن موجة جديدة من التصيد الموجه عبر رسائل بريد إلكتروني ترمي إلى سرقة أموال الشركات، وضربت موجة الهجمات هذه ما لا يقلّ عن 400 شركة صناعية أغلبها في روسيا. ويقوم المجرمون الإلكترونيون الذين يقفون وراء هذه الهجمات بتمويه الرسائل وإظهارها كرسائل أصلية مرسلة لأغراض تتعلق بالمشتريات والمحاسبة.
ووجد الباحثون أن سلسلة الهجمات هذه كانت بدأت خريف العام الماضي واستهدفت بضع مئات من أجهزة الحاسوب في شركات ضمن قطاعات صناعية، عدة بينها النفط والغاز والمعادن، والطاقة والبناء والتشييد، والخدمات اللوجستية.
وبحسب تقرير، لم تستهدف هجمات التصيّد الشركات الصناعية عشوائيا ضمن مجموعة شركات أخرى وإنما كانت الهجمات موجهة، وركزت على الشركات المستهدفة بعينها. وقد أرسل المجرمون رسائل إلكترونية تحوي مرفقات خبيثة في محاولة لإغراء الضحايا لتقديم بياناتهم الخاصة التي من الممكن استخدامها بعد ذلك لجني المال.
واستهدفت هذه الموجة من الرسائل الإلكترونية قرابة 800 من حواسيب الموظفين بهدف سرقة المال والبيانات الخاصة من الشركات التي يمكن اللجوء إليها لاحقا لاستخدامها في هجمات جديدة، وفقا لبيانات كاسبرسكي لاب.
وجرى تمويه هذه الرسائل لتبدو كرسائل أصلية تتعلق بمسائل تهم أقسام المشتريات والمحاسبة في الشركات، وقد تماشى محتواها مع طبيعة عمل الشركات المستهدفة وتمّ أخذ شخصية الموظف المستهدف الذي سيستلم الرسالة في الحسبان عند تجهيزها، بل إن الرسائل الخبيثة هذه خاطبت الضحايا المستهدفين بأسمائهم، وهو ما يشير إلى أن الهجمات قد جرى التحضير لها بعناية كبيرة وخلال مُهل استغرقت ما يكفي من الوقت لضمان تحقيق أهدافها عبر إعداد رسائل شخصية.
كذلك حمّل المهاجمون مجموعات إضافية من البرمجيات الخبيثة المجهزة خصيصا للهجوم على كل ضحية لاستخدامها في حال احتاجوا إلى بيانات أو صلاحيات إضافية، مثل الحصول على حقوق إدارية أو سرقة بيانات الدخول وحسابات «ويندوز» التابعة للمستخدمين؛ بُغية التحرك بحرّية داخل الشبكات.
وشملت تلك المجموعات برمجيات تجسس وأدوات تحكّم إداري تعمل عن بُعد لتمديد تحكّم المهاجمين في الأنظمة المصابة، وبرمجيات خبيثة أخرى لاستغلال الثغرات في نظام التشغيل، بالإضافة إلى أداة Mimikatz التي تسمح للمستخدمين بالحصول على البيانات من حسابات «ويندوز».
وقال ?ياخيسلا? كوبيتسي? الخبير الأمن لدى كاسبرسكي لاب، إن المهاجمين كشفوا صراحة عن رغبة واضحة في استهداف الشركات العاملة في القطاعات الصناعية في روسيا، وأضاف: «بناءً على خبرتنا، فإن من المرجّح أن يكون ذلك عائد إلى ضعف الوعي في الأمني الإلكتروني مقارنة بقطاعات أخرى مثل الخدمات المالية، ما يجعل الشركات الصناعية هدفًا مغريًا لمجرمي الإنترنت، لا في روسيا وحدها، وإنما عبر العالم».
© Al Ayam 2018