PHOTO
09 07 2016
من خلال التحول الرقمي وبيئة الأعمال غير الورقيةيعد قطاع إصلاح وصيانة الطائرات أحد القطاعات الواعدة التي تنظر إلى إنترنت الأشياء كعامل مهم في تحسين وتطوير دورة العمل.
والمختصر البسيط لإنترنت الأشياء هي أن التقنية باتت تحيط بالإنسان بفضل الآلات والأجهزة التي يعمل بها أو يحملها، مستفيداً من البيانات الكبيرة التي توفرها هذه الأجهزة لأن إنترنت الأشياء ليس هوية أو جزءا واحدا ولكنه موجود بأشكال متعددة عبر الأجهزة المتصلة مثل الآلات وأجهزة الحواسيب والأجهزة الأخرى النقالة.
ويقول تقرير «افييشن ويك» إنه ومع تسارع الاستفادة من إنترنت الأشياء في مجالات متنوعة في قطاع الطيران فإن هناك إمكانات تحملها التقنية الجديدة لخدمة إصلاح وصيانة الطائرات من حيث خفض التكلفة وسرعة العمل وجودته.
وخلال الشهور الأخيرة بدأت شركات الطيران مثل ايزي جيت مثلاً تختبر الطائرات بدون طيار لعمليات الكشف والتدقيق على صيانة وسلامة الطائرات واستخدمت الشركة فعلاً هذه التقنية على طائرات ايرباص ايه 320.
ويقول هيلج ساتش رئيس إدارة الابتكار وتطوير المنتج في شركة لوفتهانزا تكنيك إن هناك العديد من المجالات التي يمكن لإنترنت الأشياء فيها خدمة قطاع الطيران وتعزيز تنافسية العمل فيها ومنها أنشطة وقطاعات الإصلاح والصيانة.
وأضاف أن القيمة الحقيقية لهذه التقنية تكمن في توفير انسيابية أفضل للعمليات وزيادة الكفاءة وخفض أعداد الحوادث التي تحصل أحيانا أثناء عمليات صيانة الطائرات.
وتعد شركة لوفتهانزا تكنيك اليوم واحدة من الشركات السباقة في العالم التي تستخدم إنترنت الأشياء في علميات الأتمتة باستخدام الروبوتات في العمل وإطلاق التطبيقات عبر أجهزة الهاتف والساعات الذكية.
وعلى المستوى الأصغر فإن اقسام الاصلاح والصيانة في شركات الطيران بدأت فعليا بادخال التطبيقات المتنقلة على الاجهزة المتحركة سواء الهواتف او الحواسيب اللوحية والتي مكنتها من تحويل مقرات أعمالها إلى «هناجر صيانة رقمية» تعمل جميعها وفق حركة رقمية.
ومن جهته يقول اري كوكو المدير اللوجستي في شركة الخطوط الفنلندية إن الشركة تتطلع إلى تعزيز استخدام انترنت الاشياء في الخدمات اللوجستية وعمليات الصيانة على نطاق واسع لما لها من ميزات متنوعة على دورة العمل، وتحويل الهناجر الى بيئة عمل خالية من الأوراق من خلال استخدام الاجهزة الذكية التي ستعمل على توفير الكثير من الوقت والجهد، وهذا لا يعني التخلي عن استخدام العمل اليدوي.
ويستخدم أطقم الطائرات اليوم الساعات الذكية إضافة إلى الأجهزة اللوحية التي تتيح لهم التعرف أكثر على المسافرين، وسهولة الوصول إليهم ومعرفة الوجبات التي يرغبون بها ضمن سعي شركات الطيران إلى توفير تجربة أكثر شخصية للمسافر.
وبنفس الميزات فإن إنترنت الأشياء تحمل إمكانات كبيرة لعمليات الصيانة فهي تغني عن الكثير من الوثائق الورقية داخل هناجر الصيانة وبعضها يعطي للكوادر العاملة نظرة أوسع وأعمق للاستكشاف والتعرف على مواقع الصيانة كما هو الحال في نظارات غوغل التي يستخدمها قسم الصيانة في شركة الخطوط اليابانية.
ويشير تقرير «افييشن ويك» أن هناك مجالات اخرى لانترنت الاشياء وبات بإمكان شركات الطيران استخدام الطائرات بدون طيار وتزويدها بأجهزة استشعار ترسل بدورها معلومات إلى المكتب الخلفي الذي بدوره يقوم بعملية التوزيع للصيانة ومعرفة الاحتياجات المستقبلية للطائرة نفسها من أعمال الصيانة وهو أمر بدأته فعلياً شركة ايزي.
جيت في المملكة المتحدة لأعمال الصيانة الخفيفة للطائرات واستكشاف الأماكن التي يتطلب صيانتها من إنظمة الإضاءة.
ووفقاً لشركة سيتا فإن أكثر من 86%من شركات الطيران أكدت أن إنترنت الأشياء ستحمل الكثير من الإمكانات والمزايا لقطاع النقل الجوي خلال السنوات الثلاث المقبلة بل إن نسبا منها «37%» أشار إلى أنه سيخصص فعلاً ميزانيات للاستثمار في هذه التقنية. كما أن هناك 57%من شركات الطيران زودت طواقم الصيانة لديها بحواسيب لوحية لتسهيل أعمالهم.
ورغم تأكيد شركات الطيران على أهمية إنترنت الأشياء إلا أن التحدي الأبرز يبقى في كيفية تطويع هذه التقنية واستخدامها بالشكل الأمثل وربما تحول التشريعات والأنظمة دون استخدام بعضها كما هو الحال بالنسبة للطائرات بدون طيار.
© البيان 2016