PHOTO
دبي في 18 يونيو / وام / أكد سعادة هاني راشد الهاملي الأمين العام لمجلس دبي الاقتصادي أن دبي أصبحت "قصة نجاح" ومثلا في مضمار التنمية للكثير من دول المنطقة والعالم بفضل رؤيتها الواضحة وتبنيها نهج التنويع الاقتصادي وامتلاكها بنية تحتية لاتضاهى .
وقال الهاملي في مقابلة مع مجلة التجارة العالمية على هامش "أسبوع تمويل التجارة 2016" التي نظمته شركة "GTR MENA" مؤخرا في دبي ونشرته بعددها الجديد إن التجربة تؤكد ضرورة المضي قدما في تعزيز البنية التحتية المادية والاجتماعية والبشرية من أجل استدامة النمو لاسيما في ظل اقتصاد عالمي بات أكثر تنافسية وذكر أن من بين أهم الاستراتيجيات التي تبناها المجلس في هذا الاتجاه ابرام الشراكات الاستراتيجية مع وكالات ائتمان التصدير لتوفير التمويل الملائم والمشورة لمؤسسات الأعمال المحلية.
وحول الدور الذي يلعبه مجلس دبي الاقتصادي في اقتصاد دبي خاصة فيما يتعلق بتعزيز القدرة التنافسية للامارة أوضح أن رؤية المجلس هو أن يكون الشريك الاستراتيجي لحكومة دبي في عملية صناعة القرار الاقتصادي وهذا ينطوي على تقديم التوصيات والمبادرات الاستراتيجية بشأن مختلف السياسات والبرامج للحكومة على أساس البحث العلمي التجريبي اضافة إلى اجراء الحوارات الاستراتيجية مع قيادات القطاعين العام والخاص والخبراء.. وأضاف إن هدفنا الرئيسي تشجيع قطاع الأعمال على المساهمة في تقديم المشورة للحكومة بشأن الاستراتيجيات التي تساعد على تعزيز بيئة الأعمال وفرص الاستثمار وتحسين الإنتاجية.
وأوضح أن من بين أهم القضايا التي يناقشها المجلس تحديد السياسات التي من شأنها تعزيز العلاقات التجارية مع مختلف دول العالم وذلك بهدف زيادة حجم التبادل التجاري ورفع معدلات النمو الاقتصادي وعبر عن تطلع المجلس لتقوية هيكل الأنشطة التجارية على سبيل المثال تطوير البنية التحتية وتوفير المتطلبات التي من شأنها تحويل دبي إلى مدينة ذكية.
وبشأن أهم الشركاء التجاريين لدبي ودور المجلس في تعزيز تجارة دبي معهم قال الهاملي : " إذا نظرنا إلى البيانات التي توضح الاتجاهات الرئيسة لتجارة دبي سرعان ما تبرز الصين في مقدمة الشركاء التجاريين تليها الهند فالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي " .. وذكر أن تجارة دبي مع الصين تكتسب أهمية استثنائية نظرا لمكانتها كثاني أكبر اقتصاد في العالم اضافة إلى تحول دبي كمركز اقليمي لتجارة الصين مع دول الشرق الأوسط وأفريقيا نظرا لموقع الامارة وسمعتها كنقطة تقاطع لشبكة التجارة الاقليمية والعالمي وأضاف : " تتخذ العديد من الشركات الصينية ومتعددة الجنسيات دبي مركزا لانطلاق عملياتها مع المناطق الأخرى في العالم" .
وفيما يتعلق برؤيته للعلاقات التجارية بين دبي والولايات المتحدة الأمريكية وصف الولايات المتحدة بأنها شريك استراتيجي لدبي ودولة الإمارات التي تعد دبي واحدة من أكبر أسواق التصدير الأميركية في المنطقة.
وبشأن دينامية العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة أوضح أن المجلس أسس شراكات استراتيجية مع عدد من المؤسسات ومراكز صنع القرار الاقتصادي الأمريكية من قبيل مجلس الأعمال الأمريكي الإماراتي وعدد من مراكز الابحاث والدراسات الاستراتيجية.
وحول مذكرة التفاهم التي وقعها مجلس دبي الإقتصادي مع بنك التصدير والاستيراد الأمريكي أكد أنها تهدف بالأساس إلى توفير الدعم المالي والمشورة الفنية للمؤسسات العامة والخاصة بدبي لتمويل مشاريعها في البنية التحتية المختلفة مثل مراقبة حركة الطيران والمطارات في دبي والقطارات وقطارات الأنفاق فضلا عن مشاريع تطوير الموانىء.
وقال إن المذكرة من شأنها مساعدة المصدرين الأمريكان بما فيهم المنشآت الصغيرة والمتوسطة على تقوية قدراتهم المؤسسية لتعزيز صادراتهم إلى دبي.. في حين يقدم البنك مشورته الفنية لجميع هذه المؤسسات وبما يعزز الكفاءة .
وأشار هاني الهاملي الى أن العمل جار على قدم وساق لتفعيل هذه المذكرة من خلال تعزيز التواصل بين مسؤولي المجلس والبنك الأمريكي ومؤخرا تم استقبال رئيس مجلس إدارة بنك التصدير والاستيراد الأمريكي سعادة فرد هوجبيرك بحضور ممثلين عن السفارة الأمريكية في الدولة والعديد من الفعاليات الاقتصادية في دبي وتم الاتفاق على وضع برنامج عمل متكامل بشأن أولوية المشاريع التي ستستفيد من تسهيلات البنك .
وأضاف إن وكالات ائتمان التصدير وفي مختلف أنحاء العالم تلعب دورا هاما في دعم الأسواق الناشئة ودبي هي واحدة من تلك الاسواق لاسيما في إطار خطة دبي 2021 وبرامجها الانمائية الواسعة والمعلنة بما فيها تلك المرتبطة بإقامة المعرض الدولي إكسبو 2020.
وذكر أن اقتصاد دبي لم يفتأ يشهد نموا سريعا وبالتالي فان التحدي الرئيس اليوم هو كيفية استدامة هذا النجاح.. موضحا أنه قبل أكثر من أربعة عقود كانت النظرة السائدة إلى الامارات بما فيها دبي على أنها اقتصاد ريعي يعتمد بغير حدود على النفط بيد أن تغييرات هيكلية جمة حصلت في تركيبة الناتج المحلي الاجمالي ومصادر الدخل القومي جعلت النفط لا يشكل اليوم سوى 2 بالمائة من اقتصاد دبي وذلك بفضل نهج التنويع الاقتصادي الذي تبنته حكومة دبي والمتمثل بتطوير القطاعات غير النفطية كالتجارة والسياحة والخدمات اللوجستية والمشاريع المالية وغيرها إضافة الى التوجه نحو جعل الامارة تقوم على المعرفة والابتكار ومدينة ذكية لكن هذا كله يتطلب بالضرورة استمرار تقوية وتحديث البنية التحتية.
ونوه إلى تعاون مجلس دبي الاقتصادي مع عدد كبير من المؤسسات الدولية لتعزيز النمو الاقتصادي في دبي وتوسيع رقعة تجارتها مع العالم من بينها صندوقا النقد والبنك الدوليان لاسيما من خلال توفير منصات لاطلاق التقارير العالمية التي تصدرها المنظمتان الدوليتان إلى جانب التعاون مع منظمة التجارة العالمية ومنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي .
تعد "مجلة التجارة العالمية" إحدى أشهر المجلات في مجال التجارة وتمويل التجارة العالميين اضافة إلى النشر وتنظيم المؤتمرات وتقع مقراتها في لندن وسنغافورة وتوفر للمعنيين آخر الأخبار والتحليلات عن الشركات والبنوك وشركات المحاماة والتأمين.
- شمس - وام/شمس/عصم© Copyright Emirates News Agency (WAM) 2016.