PHOTO
29 06 2016
اتفاقية بين الشركتين لدراسة جدوى إنشاء مجمع متكامل لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات
استبعد مسؤولان في شركتي أرامكو السعودية وسابك تأثر استثماراتهما في بريطانيا بنتائج استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال لـ "الاقتصادية" المهندس أمين الناصر رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير الإداريين التنفيذيين: إن السوق الأوروبية مهمة لشركة أرامكو، وهي إحدى الأسواق التي تتعامل معها الشركة، مشيرا إلى أن الشركة تتابع عن كثب جميع التطورات بعد الاستفتاء البريطاني، موضحا أن الشركة مستمرة في تزويد السوقين الأوروبية والبريطانية بالكميات المتعاقد عليها ولديها خيارات متعددة لتصدير النفط.
وأوضح بعد توقيع الاتفاقية المبدئية مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" لدراسة جدوى إنشاء مجمع صناعي لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات أمس في مبنى أرامكو بالظهران، أن الاتفاقية لدراسة الجدوى فقط التي يتوقع لها أن تكون جاهزة مطلع العام المقبل 2017، مشيرا إلى أن دراسة الجدوى ستنظر في اللقيم المناسب من الخام النفطي، ولن يكون له أي تأثير في الإمدادات التي أكد على وفرتها، حيث تصل الطاقة الإنتاجية لشركة أرامكو السعودية إلى 12 مليون برميل يوميا، فيما تبلغ الطاقة الإنتاجية للسعودية 12.5 مليون برميل يوميا.
وقال: إن هناك كمية كبيرة من اللقيم لدى السعودية ستدعم الصناعات البتروكيماوية، وسيعتمد المجمع الصناعي المرتقب على خام النفط الخفيف، مضيفا أن الصناعات التحويلية ستعتمد بشكل كبير على القطاع الخاص ودور المشروع هو دعم رؤية "السعودية 2030"، والمحتوى المحلي سيكون له دور كبير وسيسهم المشروع في قيام صناعات سيكون لها دور كبير في تحقيق أهداف رؤية "السعودية 2030".
وأوضح أن شركة سابك وشركة أرامكو السعودية تتلمسان أي فرصة فيها فائدة للملاك، وتكون مناسبة من الناحية التجارية، وذلك حول نية "سابك" الاستثمار في الغاز الصخري في الولايات المتحدة، مؤكدا أن الشركتين ستبدآن العمل على تحديد المكاتب الاستشارية التي ستتولى دراسة المشروع الصناعي المرتقب، مضيفا أن دراسة الجدوى ستحدد موقع المشروع مع إشارته إلى أن مدينة ينبع الصناعية من المناطق الأساسية، ولكن سينظر في بقية المناطق ودراسة الجدوى ستحدد بشكل نهائي موقع المشروع، وسيعتمد المشروع على النفط الخام وليس على النافتا، والهدف كما أوضح تعظيم الفائدة من المنتجات المصدرة.
وأضاف: "يعكس اتفاق أرامكو مع سابك رؤية الشركة التي بنتها على الدور الريادي العالمي الذي تقوده المملكة حاليا في مجال إنتاج النفط الخام وتصدير المنتجات الأساسية، وذلك من خلال زيادة إنتاج البتروكيمائيات المعتمدة على النفط الخام بشكل ملموس، وزيادة الإنتاج في مختلف مراحل سلسلة الصناعة الهيدروكربونية، الأمر الذي يحقق مكاسب اقتصادية كبيرة للمملكة.
وبيّن أن تعاون الشركتين بالمستوى المطروح في دراسة الجدوى، يساعد على تحفيز الانتقال إلى عهد جديد من التنويع الصناعي وإيجاد الفرص الوظيفية، وتطوير التقنيات في المملكة، وذلك من خلال تحويل الصناعات التحويلية إلى مواد كيميائية متخصصة في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة".
وقال عن المصافي الخارجية: إن الدراسات لا تزال في مراحلها الأولية، ولم يستجد أي شيء حتى اللحظة، ولم يتم توقيع أي اتفاقية نهائية مع شركة بترو ناس، مضيفا أن أرامكو السعودية تنظر إلى ماليزيا والهند والصين وفيتنام، والشركة تورد الخامات النفطية لهذه الدول باستمرار، كما تورد إلى الأسواق الأخرى، لكن لم توقع اتفاقية نهائية حتى الآن.
من جانبه، قال لـ"الاقتصادية" يوسف البنيان نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك": إن للشركة مكاتب في أوروبا ومن ضمنها المملكة المتحدة ومستمرة في التصدير دون أي نقص رغم الاستفتاء البريطاني بالخروج من الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن الشركة بصدد استثمارات متنوعة تبلغ قيمتها 14 مليار ريال حتى نهاية 2021 المقبل لتصنيع منتجات أساسية، وإنشاء وتطوير منظومة المراكز البحثية المتخصصة دعما للصناعات التحويلة.
وقال بعد الاتفاقية لا توجد أي منافسة بين شركة سابك وشركة أرامكو السعودية في مشاريع البتروكيماويات، مضيفا أن اتفاقية دراسة الجدوى لمجمع بتروكيماويات بين الشركة التي وقعت أمس ليس التعاون الأول بين الشركتين، مشيرا إلى أن هناك اتفاقيات تعاون بحثي سابقة جرت بين الشركتين.
وبيّن أن مشروع تحويل النفط إلى كيميائيات الذي تعتزم الشركة إنشاؤه مع شركة أرامكو السعودية، يأتي ضمن استراتيجية شركة سابك في تنويع مصادر اللقيم، وكذلك سيكون له دور كبير في المستقبل الصناعي للسعودية، وبعد استكمال الدراسة حول المشروع سيتحدد حجم الطاقة الاستيعابية والطاقة الإنتاجية وعدد الوظائف المستحدثة وحجم الاستثمارات، مضيفا أنه من الصعب تحديد حجم الاستثمارات في المشروع في الفترة الراهنة، نافيا الأرقام التي تتردد عن المشروع في الفترة الحالية غير صحيحة.
وأضاف: يمكن لشركتي سابك وأرامكو السعودية أن يحرزا تقدما نحو تنويع مواد اللقيم المستخدم في صناعة البتروكيميائيات في المملكة، وجعل النفط إحدى المواد المتاحة لتكون لقيما مناسبا لهذه الصناعة. ونأمل في نهاية المطاف أن تقود اتفاقيتنا لعمل دراسة جدوى مشتركة لتطوير مجمع متكامل لتحويل النفط الخام إلى منتجات كيميائية في المملكة، إلى عهد جديد يمتاز بنمو اقتصادي قوي، وإيجاد عديد من الفرص الجديدة لشباب الوطن الطموح، مع أداء دور رئيس ضمن التحول الاقتصادي للمملكة".
© الاقتصادية 2016