أصدرت منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد" تقريرها حول أحوال التجارة العالمية وتطوراتها خلال الفترة الأخيرة، بعد أن عصف فيروس كوفيد-19 بالنشاط التجاري العالمي كباقي أوجه الاقتصاد.
فمن ناحية، أشار التقرير أن التجارة العالمية قد انخفضت بشدة خلال الربع الثاني من العام الحالي، بنسبة حوالي 19% مقارنة بالربع المماثل من العام 2019. من ناحية أخرى، تحسنت نسبيا في الربع الثالث من العام مقارنة بالربع الثاني، إلا أن معدل النمو يظل في البقعة السالبة وهو المتوقع كذلك في الربع الرابع من العام. أي أن عام 2020 من المتوقع أن يشهد انخفاض كلي مقارنة بالعام السابق من 7% إلى 9%، حسب احتمالات تصاعد الموجة الثانية من جائحة كورونا، والعودة الاضطرارية إلى سياسات اغلاق من أي نوع.
لم يتأثر الكوكب كله بنفس القدر، فكان هناك اختلافات..
تشير بيانات التقرير إلى أن تراجع التجارة العالمية قد طال الدول المتقدمة والنامية، إلا أن التراجع كان أسرع نوعا ما في الدول المتقدمة. في حين أنه – من الناحية الجغرافية – تأثرت دول شرق آسيا بشكل أقل من غيرها، حيث انخفضت صادراتها خلال الربع الثاني ب9% فقط، ووارداتها ب 12%، وهو الرقم الأقل في نسبة التراجع مقارنة بباقي أقاليم العالم، حيث على سبيل المثال تراجعت صادرات روسيا بنسبة 31% خلال نفس الربع، ووارداتها بنسبة 22%، بينما تراجعت الصادرات الأوروبية ووارداتها بنسبة 23%.
>المصدر: منظمة الأونكتاد
ما هي القطاعات الأكثر تضرر...؟
كان قطاع الطاقة هو الأكثر حساسية للأزمة على الإطلاق، وهو أمر مفهوم لأن الطلب على الطاقة تأثر بتراجع النشاط الإنتاجي في باقي القطاعات، وبتراجع الحركة العادية للناس ووسائل النقل مع إجراءات الحظر والإغلاق والتباعد الاجتماعي. ولذا، تراجعت تجارة قطاع الطاقة بنسبة 52% في الربع الثاني من 2020. تلاه قطاع صناعة السيارات ووسائل النقل، والذي تراجع بنسبة 49%. والملفت للنظر أن هناك قطاعات أخرى لم تتأثر بشكل سلبي، فعلى سبيل المثال، تمتعت تجارة الأدوات والمعدات المكتبية بنمو إيجابي قدره 9%.
>المصدر: منظمة الأونكتاد
(إعداد: إسراء أحمد، وعملت إسراء سابقا كاقتصادي أول بشركة شعاع لتداول الأوراق المالية - مصر، وكذلك شركة مباشر لتداول الأوراق المالية، بالإضافة لعملها كباحث اقتصادي في عدة وزارات مصرية)
(للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)
تغطي زاوية عربي أخبار وتحليلات اقتصادية عن الشرق الأوسط والخليج العربي وتستخدم لغة عربية بسيطة.
© Opinion 2020
المقال يعبر فقط عن عن أراء الكاتب الشخصية
إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى المشترك ومحتوى الطرف الثالث:
يتم توفير المقالات لأغراض إعلامية حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي نصائح أو أراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية استراتيجية أستثمارية معيّنة.