05 06 2016
قال الدكتور يوسف الحر إن فكرة إقامة جرين إكسبو تأتي في وقت مهم جدا في تاريخ النهضة العمرانية التي تشهدها دولة قطر ومنطقة الخليج بشكل عام، وتتزامن مع اهتمام دول الخليج بالاستدامة بشكل أساسي في تطبيق معايير الاستدامة ومتطلبات البناء الأخضر، والدليل أنه كل المشاريع الرئيسية في دولة قطر ممثلة في مشاريع كأس العالم تتبنى معايير جي ساس أربعة نجوم، ومشاريع القطارات أيضًا تتبنى معايير جي ساس أربعة نجوم، وكذلك مدينة لوسيل حققت معايير أربعة نجوم، بالإضافة إلى أن جميع المباني لابد أن تلتزم بشكل إجباري بمعايير الاستدامة،
وكذلك مشاريع هيئة الأشغال العامة وكل المشاريع الخدمية وذات النفع العام مثل المدارس والمراكز الصحية والمستشفيات والمساجد والمؤسسات الحكومية التي تتولى تنفيذها هيئة الأشغال العامة تتبنى معايير الأبنية الخضراء وفقا لمنظومة تقييم الاستدامة جي ساس التي تم تطويرها في قطر بمستوى ثلاثة نجوم، والمدن الاقتصادية الجديدة أيضًا تتبنى معايير جي ساس.
وأشار في مؤتمر صحفي عقب توقيع الاتفاقية في مقر دار الشرق اليوم، إلى أنه في هذا الوقت من التنفيذ والتطبيق يحتاج السوق سواء كمطور أو استشاري أو مقاول للمواد والأنظمة والحلول والأجهزة الصديقة للبيئة، فالتشريع الآن موجود ولكن لابد أن يتم رفد السوق بكل هذه الأمور من أجل تسهيل مسألة تطبيق معايير الاستدامة، لذلك جاءت فكرة هذا المعرض لكي يوفر منصة بحيث نتيح للسوق الخليجي للتعرف على أحدث الأنظمة وأفضل المواد الصديقة للبيئة وكل الحلول التي تطرح في العالم الخارجي بحيث تكون المنصة متاحة للجميع.
وقال إن المؤتمر يتيح منصة لأصحاب الاختصاص لتبادل الخبرات مع المشاركين من دول أخرى لديها خبرات وتجارب، لافتا إلى أن المحور الثالث في الفعالية يتعلق بتوزيع جوائز الاستدامة، ولدينا مشاريع ضخمة التزمت بأعلى وأرقى المعايير في مجال الأبنية الخضراء على المستوى العالمي، ولذلك نحن نريد أن نعرف المجتمع بهذه الإنجازات ونقوم بالتقدير المعنوي وتحفيز الآخرين، ومعايير الجوائز ستكون موضوعية ومبنية على منظومة جي ساس وسيتم اختيارها من قبل لجنة تحكيم وفقا لخمسين معيارا سيتم تقييم المشاريع على أساسها.
وقال إن المعرض سوف يعقد في الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر 2017، منوها بأن المؤتمر وجوائز الاستدامة سوف يعقدان بشكل سنوي، أما المعرض فسوف يعقد مرة كل عامين، لافتا إلى أن الشركات المشاركة ستكون المنتجة للمواد الصديقة للبيئة من داخل وخارج قطر.
وأشار إلى أن منظومة جي ساس موجودة حاليا في ثلاث دول هي قطر والكويت وعمان، وهنالك اهتمام كبير من السعودية في عدد من المؤسسات الحكومية التي أبدت اهتمامها بالتعرف على المنظومة وكيفية تطبيقها وقد أقمنا عدة ورش عمل في السعودية بالتعاون مع المؤسسات الفاعلة وبالذات الحكومية ونأمل في المستقبل القريب أن نرى تواجدا فعليا لمنظومة جي ساس في السعودية.
وفيما يتعلق بالقطاع الخاص في قطر، قال إن كل مشاريع القطاع الخاص في مدينة لوسيل ملزمة بتطبيق معايير جي ساس، وهذا إنجاز كبير لأن مدينة لوسيل تعتبر الآن أكبر مدينة حاصلة على شهادة استدامة على المستوى العالمي، أما خارج إطار مدينة لوسيل لا يوجد تشريع ملزم لمشاريع القطاع الخاص، ولكن هذا يعتبر أمرا طبيعيا لأن التطبيق عادة يكون تدريجيا.
وتابع يقول: "الآن بعد مرور ست سنوات على إطلاق منظومة جي ساس نستطيع أن نقول إن 80% من حجم البناء هي مشروعات حكومية وهي ملتزمة بمعايير جي ساس، لافتا إلى أن المشاريع الحكومية هي المحرك الرئيسي في مجال البنية التحتية والبناء، أما القطاع الخاص فإنه لا يشكل أكثر من 20% من حجم الصناعة، لذلك فإن نسبة الــ 80% غير موجودة حتى في العالم المتقدم.
وكشف د. الحر أن المنظمة سوف تطلق في نهاية هذا العام إحصاءات رسمية حول حجم الإنجاز في القطاع الإنشائي في تبني معايير الأبنية الخضراء، لافتا إلى أنه وفقا للأرقام الحقيقية فإن دولة قطر تحتل المرتبة الأولى في تطبيق معايير الأبنية الخضراء على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وإذا تحدثنا عن المدن المستدامة فإن قطر تحتل المرتبة الأولى عالمية في تبني معايير الاستدامة على مستوى البنى التحتية وتخطيط المدن، وذلك من خلال مدينة لوسيل والتي تعد أكبر مدينة مستدامة، ومن خلال أيضًا المدن الاقتصادية، ومدن أخرى بحجم أصغر لجهات معينة مثل مدينة لخويا ومدينة بروة.
وأضاف: "أطلقنا برنامجا لتقديم استشارات مجانية للقطريين الراغبين في بناء فلل خاصة فيهم، وقد لاقى البرنامج اهتماما من الشباب بشكل كبير.
وأوضح أن المنظمة الخليجية للبحث والتطوير تعتبر فاعلة على المستوى العالمي، فهي عضو في برنامج التبريد باستخدام الطاقة الشمسية التابع لوكالة الطاقة الدولية، وهذا البرنامج يعتبر من أوائل البرامج التي أنشأتها وكالة الطاقة الدولية في العام 1976 بعد أزمة الطاقة، وكل أعضائه من دول العالم المتقدم ما عدا دولتين من الشرق الأوسط هما قطر وتركيا، وتعتبر قطر أول دولة في الشرق الأوسط تنظم إلى برنامج التبريد باستخدام الطاقة الشمسية وسوف تستضيف المنظمة في شهر نوفمبر المقبل أول اجتماع للجنة التنفيذية لهذا البرنامج خارج الدول الأوروبية منذ نشأتها قبل 50 عاما، أيضًا المنظمة عضو في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتعتبر من المؤسسات المؤسسة في البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، والمنظمة ترأس لجنة معايير الأبنية الخضراء في دول الخليج، والمنظمة أيضًا تلقت دعوة للانضمام للجنة كفاءة الطاقة في جامعة الدول العربية.
وأشار إلى أنه بحكم وجود المنظمة كهيئة متخصصة قائمة في واحة العلوم والتكنولوجيا وأيضًا لها دعم كبير من مؤسسات الدولة بشكل عام، مثلا مشاريع كأس العالم ومشاريع القطارات الريل ومدينة لوسيل وهيئة الأشغال العامة، كلها تعتمد نظام جي ساس، وعندما وقعنا لتسليم شهادات ودروع للمدارس والمراكز الصحية ورياض الأطفال، اقترحت هيئة الأشغال العامة أن نقوم عند تركيب الدروع على المدارس بالقيام بمحاضرات توعوية تعريفية لطلاب المدارس في المدارس نشرح لماذا هذا المبنى حصل على شهادة الاستدامة، وقد عملنا عرضا تقديميا ومع بداية العام الدراسي المقبل في كل مدرسة نعمل لهم ورشة عمل نوضح الفرق بين هذه المدرسة والمدارس الأخرى وما هو دور المواطن هنا.
وأضاف: "في سبيل التحضير لإكسبو سوف نطلق المؤتمر القادم في شهر نوفمبر المقبل كتهيئة لمعرض جرين إكسبو في 2017، وسيكون عبارة عن مؤتمرين الأول عن الكربون والتغير المناخي ومؤتمر البيئة العمرانية المستدامة بمشاركة وكالة الطاقة الدولية وهيئة التقييس الخليجية وخبراء من مختلف أنحاء العالم.
© Al Sharq 2016