PHOTO
25 08 2016
الدول العربية الأعلى في البطالة بـ 30.6 %
سجلت البلدان العربية بين عشر مناطق جغرافية في العالم أعلى معدلات البطالة بين الشباب لعام 2016، بل هي الوحيدة التي بلغ فيها معدل بطالة الشباب نسبة 30.6 في المائة في العام الحالي، أو ما يُعادل ثلاثة أضعاف متوسط المعدل العام لبطالة الشباب في العالم تقريبًا.
وسجلت بطالة الشباب في الدول العربية النسبة ذاتها "30.6 في المائة" في عام 2015، لكن هناك أملا أن تنخفض النسبة بمقدار أقل من نقطة مئوية واحدة "0.9 في المائة" في عام 2017 لتصل إلى 29.7 في المائة، طبقًا لبيانات أصدرتها منظمة العمل الدولية من مقرها في جنيف أمس، وإذا تحقق هذا الانخفاض، فستحافظ البلدان العربية على مركزها كأعلى موطن لبطالة الشباب في العالم.
وبلغت نسب البطالة بين الشباب من الجنسين في الدول العربية 30.6 في المائة في عام 2015، والنسبة ذاتها في 2016، و29.7 في المائة المتوقع لعام 2017، وللمقارنة، فقد بلغت نسب بطالة الشباب في إفريقيا جنوب البلدان العربية للسنوات الثلاث 10.9، و10.9، و10.8، حسب الترتيب، وفي جنوب آسيا 10.9 في المائة للسنتين 2015 و2016.
وتواصل التوترات الجيوساسية في المنطقة إلقاء ثقلها على آمال زيادة فرص العمل للشباب في بلدان أخرى في المنطقة، لكن المنظمة قالت إن تحسنًا طفيفًا ظهر في أرقام مصر وتونس خلال عام 2016، إذ شهد البلدان انخفاضات، لكن معدلات بطالة الشباب فيهما لا تزال مرتفعة.
وتوقعت المنظمة أن يرتفع معدل البطالة في البلدان الناشئة من 13.3 في المائة عام 2015 إلى 13.7 في المائة في 2017، وهو رقم يتوافق مع 53.5 مليون من العاطلين عن العمل في 2017 مقابل 52.9 مليون في 2015.
وفي أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، على سبيل المثال، فإنه من المتوقع أن يزيد معدل البطالة من 15.7 في المائة في عام 2015 إلى 17.1 في المائة في 2017؛ وفي وسط وغرب آسيا، من 16.6 إلى 17.5 في المائة؛ وفي جنوب شرق آسيا ومنطقة المحيط الهادئ، من 12.4 إلى 13.6 في المائة.
وسجلت البلدان العربية مع منطقتين جغرافيتين في العالم أكبر فجوة بين معدلات مشاركة الشباب من الذكور والإناث في القوة العاملة في عام 2016، لمصلحة الذكور، ولم تتفوق على الدول العربية في هذا المجال سوى بعض الدول الإفريقية، حيث اقتربت أرقام بعض دول منطقة جنوب آسيا من أرقام المنطقة العربية.
وبين أكبر الفجوات القائمة بين معدلات عمل الشباب من الجنسين في العالم خلال العام الجاري، تظهر جنوب آسيا، والدول العربية في آسيا، والدول العربية في شمال إفريقيا، حيث كانت معدلات مشاركة الإناث من الشباب أقل من تلك التي للشباب الذكور بحدود 32.9، 32.3 و30.2 نقطة مئوية، على التوالي.
وفي جنوب آسيا، والدول العربية في آسيا، والدول العربية في شمال إفريقيا، سجلت مشاركة الشباب الإناث في القوى العاملة 20 في المائة، و13.5 في المائة و16.6 في المائة، على التوالي، مقارنة بـ 53 في المائة، و45.8 في المائة و46.8 في المائة لنظرائهن من الذكور.
وعزت المنظمة أسباب هذه الفجوات الكبيرة في المناطق الثلاث إلى حد كبير إلى عوامل اجتماعية وثقافية، وعلى الرغم من أن المرأة في البلدان العربية تحصل على مستوى عالٍ من التحصيل التعليمي، إلا أن هذا لا يؤدي بالضرورة إلى تحسين فرصهن لتحقيق انتقال ناجح إلى سوق العمل.
وتضيف المنظمة، أن "معدلات التحاق الإناث بالتعليم العالي تتجاوز الرجال، لكن هذا المستوى التعليمي العالي لم يُترجم، حتى هذا التاريخ على الأقل، إلى عامل محرِّك لتحسين سوق العمل، وتنقلب الآية في مناطق أخرى، بما في ذلك شرق آسيا، وجنوب شرق آسيا، والمحيط الهادئ، وأوروبا الشرقية والوسطى، وغربي آسيا، إذ دفع انخفاض دخل الأسر المعيشية والوصول المحدود إلى التعليم نحو تحقيق أعلى معدلات مشاركة للشباب الذكور في قوة العمل، ما وسَّع الفجوة بين معدلات مشاركة الشباب من الرجال عن النساء".
وعمومًا، فإن التفاوت الواسع بين نسب عمل الشبان والشابات، لا يزال عاليًا في مختلف دول العالم باستثناء الدول الصناعية المتقدمة، وحسب أرقام المنظمة، فإن المعدل العالمي لمشاركة القوة العاملة للشباب يقف عند 53.9 في المائة مقارنة بـ 37.3 في المائة للنساء الشابات، وهو ما يمثل فجوة بمقدار 16.6 نقطة مئوية.
وكانت الفجوة بنحو 17.8 نقطة مئوية في عام 2000 "62 في المائة للشباب من الرجال مقابل 44.2 في المائة للشابات"، وهو ما يشير إلى أن دول العالم لم تحقق سوى تحسن طفيف جدًا خلال 16 عامًا.
وطبقًا لتقديرات منظمة العمل الدولية، فمن المتوقع أن يبلغ معدل بطالة الشباب العالمي 13.1 في المائة في 2016، ويظل على هذا المستوى حتى عام 2017 "صعودا من 12.9 في المائة في عام 2015"، ونتيجة لذلك، فإن عدد الشباب العاطلين عن العمل على الصعيد العالمي سيرتفع بمقدار نصف مليون عاطل هذا العام ليصل إلى 71 مليونًا، وهي أول زيادة من هذا القبيل في ثلاث سنوات "كان عدد العاطلين عن العمل في حدود 70.5 مليون في 2015، أو ما يُعادل نسبة 12.9 في المائة".
ومما يثير القلق في تقرير المنظمة هو أن 156 مليونا من الشباب العامل في البلدان الناشئة والنامية يعيشون في فقر مدقع "أي على أقل من 1.90 دولار للفرد في اليوم" أو في فقر معتدل "أي بين 1.90 و3.10 دولار" على الرغم من حصولهم على وظيفة يعيشون منها وغير مسجلين ضمن العاطلين عن العمل، ويمثل الرقم 37.7 في المائة من الشباب العامل في العالم، مقارنة بـ 26 في المائة من البالغين العاملين.
ومرة أخرى، تظهر أرقام البلدان العربية عالية في هذا المجال، إذ تقول المنظمة "إن قرابة أربعة من كل عشرة "39 في المائة" من الشباب العامل في البلدان العربية يعيشون على أقل من 3.10 دولار يوميًا مقارنة بنحو 35 في المائة من البالغين العاملين، وازدادت حصة العمال الشباب في الفقر في البلدان العربية بأكثر من ثلاث نقاط مئوية منذ عام 2007، بينما ظلت الحصة المقابلة بين البالغين العاملين مستقرة".
على الرغم من ذلك، فإن هذا الرقم يمثل "تحسنًا كبيرًا" عن الرقم المُسجل في عام 1991 عندما كان ما يقرب من نصف جميع الشباب العاملين في البلدان العربية يعيشون في فقر. ومع ذلك، فمنذ عام 2012 لم تكن هناك تقريبا أي علامات على خفض البلدان العربية هذا المعدل، على الرغم من أن الفجوة في معدلات الفقر بين الشباب والبالغين العاملين ما زالت طفيفة نسبيا.
وللمقارنة، فإن نسب الفقر بين الشباب العاملين تبلغ 70 في المائة في إفريقيا "80 في المائة في 1991"، و13.8 في المائة في شرق آسيا "87 في المائة في 1991، و33 في المائة عام 2007"، و49 في المائة في جنوب آسيا "ثاني أعلى منطقة بعد إفريقيا"، لكن هذا الرقم يقل عن الـ 70 في المائة المسجل في عام 2007، و33 في المائة في جنوب شرق آسيا.
وأفاد التقرير أن عوامل متعددة مثل صعوبة حصول الشباب على فرص العمل، أو انغماسه في عمل يبقيه في دائرة الفقر، والاحتمالات المرتفعة في مواجهته البطالة، دفعت الشباب إلى السعي نحو الخارج لتحسين التعليم وفرص العمل.
وفي عام 2015، كان هناك نحو 51 مليون مهاجر دولي تراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا، أكثر من نصفهم يقيمون في الاقتصادات المتقدمة، وعلاوة على ذلك يوجد 20 في المائة من السكان الشباب في العالم في هذه الفئة العمرية، مستعدًا للانتقال بشكل دائم إلى بلد آخر.
على الصعيد الإقليمي، كان الاستعداد للهجرة بين الشباب الأعلى في إفريقيا وجنوب البلدان العربية، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بنسبة 38 في المائة لكل من المنطقتين، تليها أوروبا الشرقية بنسبة 37 في المائة.
وتبلغ النسبة المئوية للشباب في البلدان العربية الراغبين في الانتقال 35 في المائة، لكن هذا الرقم سجل أعلى الزيادات بين كافة المناطق الجغرافية في العالم خلال السنوات الأخيرة، إذ ارتفع من 21 في المائة في 2009 إلى 28 في المائة في 2015 حتى 35 في المائة العام الحالي.
وعلى النقيض من ذلك، تم العثور على أدنى معدل من ميول الانتقال إلى الخارج في جنوب آسيا، وأمريكا الشمالية حيث لم يُبد سوى 17 في المائة و15 في المائة من الشباب على التوالي، استعدادهم لمغادرة بلدهم.
© الاقتصادية 2016