09 09 2016
سعوديات يستفدن من "التوطين" ويستثمرن في "الاتصالات"
تكاتفت منظومة العمل والتنمية الاجتماعية ممثلة في صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف"، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، والبنك السعودي للتسليف والادخار، ومعهد ريادة الأعمال الوطني، من أجل دعم البرامج والمبادرات التدريبية والتوظيفية والتمويلية كافة، للشباب والشابات للعمل والاستثمار في قطاع الاتصالات.
وقدمت الجهات الثلاث برامج تدريبية وحلولا عملية وتمويلية لتمكين دخول القوى الوطنية البشرية للقطاع، وانتهاز الفرص الاستثمارية الواعدة فيه.
وتأتي البرامج التدريبية والتوظيفية والتمويلية بناء على القرار الوزاري القاضي بتوطين مهنتي بيع وصيانة أجهزة الجوالات وملحقاتها بنسبة 100 في المائة، وقصر العمل فيها بالكامل على السعوديين والسعوديات، الذي دخل حيّز التنفيذ منذ الأول من ذي الحجة الجاري.
وعلى مستوى البرامج التدريبية قدم صندوق تنمية الموارد البشرية، دعما ماليا لرواد الأعمال من خلال تأهيل الرياديين بالتعاون مع معهد ريادة الوطني، وتحمل تكاليف التدريب، وكذلك الراغبين في الاستثمار في قطاع الاتصالات من الجنسين، من خلال دعم ملاك المنشآت الصغيرة، حيث يصل الدعم إلى ثلاثة آلاف ريال شهريا لمدة سنتين، لتمكينهم من تشغيل منشآتهم الصغيرة ودعم خططهم في إدارة تلك المنشآت، وذلك عبر برنامج دعم ملاك المنشآت الصغيرة.
كما مول الصندوق تقديم دورات تدريبية اشتملت على أساسيات صيانة الجوالات ومهارات إدارة المبيعات ومهارات خدمة العملاء، وصيانة الجوال المتقدمة، حيث تضمنت إكساب المتدربين المهارات التي تمكنهم من تقديم خدمات مميزة وناجحة، وإكسابهم الطرق الفعالة للتواصل مع العملاء.
من جانبها نفذت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تسع مبادرات متنوعة لدعم قرار توطين قطاع الاتصالات، توزعت على ثلاث مراحل متفاوتة، منها البرامج التدريبية في قطاع الاتصالات بنحو 11 معيارا مهنيا جديدا، تتناسب وتطورات سوق العمل، إضافة إلى العمل على استحداث برامج تدريبية جديدة كالهندسة الميكانيكية وهندسة الحاسوب الإلكتروني في كليات الاتصالات وتقنية المعلومات بالرياض.
وعقدت المؤسسة برامج تدريبية مجانية مخصصة لتوطين القطاع على مدار شهرين للأفراد والشركات في الصيانة الأساسية للجوال، وبرنامج إدارة المبيعات، وبرنامج خدمة العملاء، وبرنامج الصيانة المتقدمة للجوال.
وقادت جهود المنظومة إلى تدريب أكثر من 46 ألف سعودي وسعودية للعمل في قطاع الاتصالات وفق أربع مسارات تدريبية قسمت على: خدمة العملاء، خدمة البيع، أساسيات صيانة الجوال، والصيانة المتقدمة.
فيما موّل البنك السعودي للتسليف والادخار، مشاريع رواد الأعمال بمبلغ 200 ألف ريال كحد أعلى للتمويل، وذلك ضمن مسار توطين قطاع الاتصالات وملحقاتها، في حين يأتي التمويل المالي المقدم لأصحاب المشاريع المتناهية الصغر في قطاع الاتصالات ورواد الأعمال، بمثابة قرض حسن دون فوائد، إلى جانب إمكانية سداده بأقساط ميسرة، وفترة سداد تصل حتى ست سنوات، متضمنة فترة سماح لمدة سنة، مع إتاحة التدريب مجاناً.
وتأتي خطوات تمويل مشاريع رواد الأعمال على مرحلتين، تبدآن بمرحلة التقييم الأولية من خلال معهد ريادة الأعمال الوطني "ريادة" بمشاركة بنك التسليف، ويجري فيها التقديم على موقع ريادة، والتحقق من مطابقة الشروط، تمهيداً لإجراء المقابلة قبل الانخراط في عملية التدريب ومساعدة الشباب في بناء خطة العمل للمشروع، بينما تأتي مرحلة التقييم المتقدمة، لإعداد خطة العمل، وإصدار الموافقة، ومن ثم توقيع العقد، وصرف الدفعات.
وبدورها أسهمت وزارات الداخلية، العمل، والتنمية الاجتماعية، التجارة والاستثمار، الشؤون البلدية والقروية، الاتصالات وتقنية المعلومات، في دعم توطين القطاع وتسخير كل إمكاناتها لإتاحة الفرصة أمام القوى الوطنية للالتحاق بالقطاع.
كما تم تخصيص أجنحة في عدد من مجمعات الاتصالات بالسعودية، لتقديم دعم التأهيل والتدريب والتوظيف والإرشاد والتوعية والتمويل والتسهيلات للرياديين والعاملين في القطاع، وذلك مع بدء المرحلة الثانية من التوطين.
وفي سياق متصل، قام عدد من السعوديات العاملات والمستثمرات بالدخول إلى قطاع الاتصالات، والاستفادة من التسهيلات المادية والمعنوية، التي وفرتها لهن الدولة، بالمزامنة مع قرار وزارة العمل والتنمية الاجتماعية القاضي بقصر مهنتي بيع وصيانة أجهزة الجوالات وملحقاتها بنسبة 100 في المائة، وقصر العمل فيها على السعوديين والسعوديات.
كما تفاعل عدد من ملاك مجمعات الاتصالات مع قرار وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بتخصيص مجمعات اتصالات نسائية مغلقه جهزت بالخدمات التي تحتاج إليها العاملة أو المستثمرة السعودية.
وقدمت الدولة لهن من التسهيلات والمساعدات ما كان لها الأثر الكبير في تشجيعهن لدخول المجال، بعد أن حصل البعض منهن على القروض الفورية من بنك التسليف ومعهد ريادة، والاستفادة من الدورات التدريبية المقدمة من المؤسسة العامة للتدريب التقني، والدعم المادي من صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف).
من جانبها قررت هدى الشمري، حاصلة على الثانوية العامة، وهي إحدى المستثمرات في قطاع الاتصالات، ترك العمل في القطاع الخاص وبدء مشروعها الخاص، حيث قامت باستئجار محل لبيع وصيانة أجهزة الجوالات في سوق خصصه أحد رجال الأعمال لدعم الشباب والشابات السعوديين.
وقالت الشمري، "عملت في مستشفى، ثم في شركة تأمين ثم شركة اتصالات، وحاليا أعمل في شركة سيارات شهيرة ولكن جذبني الدعم لقطاع الاتصالات وكان من حظي تخصيص سوق بجوار بيتي ليكون لقطاع الاتصالات، وحينها قررت دخول المجال كون المكان مخصصا للسيدات وستستفيد منه السيدات لحل مشكلات جوالاتهن، ما سيحفظ الخصوصية والأمان للمستندات والصور".
وتابعت هدى أنها احتفظت بجزء من دخلها لسنوات، لتبدأ هذا المشروع، مستفيدة من خبرة زوجها في المجال لتنطلق بقوة حيث وجدت التشجيع والدعم.
أما أم رائد، وهي ربة بيت وحاصلة على دورة في الحاسب الآلي، فقد قررت ترك عملها ضمن مشروع الأسر المنتجة، بعد أن جمعت 30 ألف ريال لتعمل في مجال مبيعات الجوال والإكسسوارات، ولا تزال تنتظر الدعم من معهد ريادة، حيث تقدمت بطلب قبل أيام.
واعتبرت أم رائد التجربة جديدة ومحمسة وستنجح فيها، كونها تحقق لها الاستقرار العائلي حيث ستعمل في أوقات مرنة وستتمكن من رعاية أبنائها الأربعة.
بينما اتخذت عفاف العتيبي قرارا بعد 25 عاما من العمل كمعلمة في المرحلة الابتدائية بالدخول في مجال بيع وصيانة الجوالات عبر الاستثمار في إحدى الأسواق في الرياض، التي قدمت خدمات مميزة للسعوديات الراغبات بدخول المجال. وأضافت العتيبي، "لدي موهبة في إصلاح الجوالات استفادت منها المقربات لي لذلك فتوجهي للمجال ليس مستغربا، ولأني عملت في المجال وأدرك أهمية وجود سعوديات يعملن في صيانة الجوال، نظرا لخطورة تسرب صور ومعلومات النساء ووجودها بأيدي العمالة الوافدة، وبعد الدعم بالتدريب والدعم المادي، لا اعتقد لدينا حجة".
© الاقتصادية 2016