خاص لزاوية عربي من فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية 

استمر الاتجاه التصاعدي على صعيد العملات المشفرة مطلع هذا الأسبوع لتتجاوز عملة البتكوين يوم الاثنين 27 مايو عتبة الـ70 ألف دولار، قبل أن تعاود تراجعها بدءاً من يوم الثلاثاء 28 مايو لتصل إلى ما دون 68 ألف دولار يوم الأربعاء 29 مايو.

وجاء هذا بعدما تعرضت العملة لضغوط في وقت مبكر من يوم الثلاثاء 28 مايو مع قيام المتداولين بمراقبة التحويلات من محافظ مرتبطة ببورصة "إم تي غوكس" Mt.Gox)) التي كانت أكبر بورصة بتكوين في العالم  قبل أن تتعرض للاختراق في العام 2011 وتعلن إفلاسها في 2014.  

 

ماذا حدث؟

بدأت "إم تي غوكس" بإعادة بتكوين إلى الدائنين الثلاثاء للمرة الأولى منذ مايو 2018. وكانت المنصة تحتوي في وقت سابق على نحو 137,892 عملة مشفرة.

 وقد كثّف مديروها جهودهم لإعادة ما قيمته 9 مليار دولار من العملة، التي تمثل أكبر مديونية من الأصول الرقمية، ليتم نقل أكثر من 40 ألف عملة بتكوين تبلغ قيمتها حوالي 2.9 مليار دولار من محافظ "إم تي غوكس" خلال التعاملات الآسيوية المبكرة الثلاثاء الماضي.

وساهم هذا في تراجع عملة البتكوين والعملات الأصغر، خلال اليومين الماضيين، بما في ذلك إيثريوم التي جاءت في المرتبة الثانية.

وبالتالي من المتوقع أن تشهد العملات المشفرة هذا الأسبوع بعض الضغوط التي قد تكبح من وتيرة ارتفاعاتها التي شهدناها خلال الأسبوع الماضي.

 

تحركات الأسبوع الماضي

شهدت أبرز العملات المشفرة وتحديداً البتكوين تراجع مع بداية الأسبوع المنتهي في 24 مايو، لكن سرعان ما تغير الاتجاه بشكل كبير في وقت لاحق.

وأغلقت البتكوين الأسبوع  المنتهي في 24 مايو عند حدود 69 ألف دولار، بارتفاع أسبوعي بحوالي 3%. في موازاة ذلك، ارتفعت الإيثريوم بشكل ملحوظ بنسبة 21% على أساس أسبوعي، لتسجل 3,734 دولار مع نهاية الأسبوع.

ارتفعت إيثريوم، يوم الثلاثاء 21 مايو، لتحقق أكبر مكسب لها على مدار يومين متتالين منذ عامين تقريباً، مدعومة بالتكهنات المحيطة بتطبيقات صناديق الاستثمار المتداولة بالأسهم الأمريكية التي تتتبّع العملة المشفرة.

وقد توجت هذا الأداء الإيجابي يوم الخميس 23 مايو بموافقة لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية على طلبات من بورصات رئيسية مثل ناسداك ونيويورك للأوراق المالية وغيرها لإدراج صناديق الاستثمار المتداولة المرتبطة بالإيثريوم، ممهدة الطريق لإطلاقها المحتمل في وقت لاحق من هذا العام.

 

 

الذهب

بعدما شهدت أسعار الذهب تراجعات خلال الأسبوع الماضي، حافظ الذهب على مستوياته مطلع هذا الأسبوع، دون أي تغييرات تُذكر، مع استمرار التذبذب في الأسعار منذ نهاية الأسبوع الماضي، كانعكاس للحذر لدى المتداولين وعدم الرغبة في اتخاذ اتجاه واضح قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية نهاية هذا الأسبوع، والتي من شأنها أن تؤثر على التوقعات على صعيد معدلات الفائدة الأمريكية وبالتالي على مستويات الدولار والذهب.

وبالتالي من المتوقع أن تسود حالة من الترقب والتريث على صعيد سوق الذهب طوال هذا الأسبوع بانتظار بيانات التضخم المرتقبة يوم الجمعة المقبل لعلّها تساعد في إيضاح مسار سياسة الفيدرالي المرتقبة خلال الأشهر القادمة.

 

ماذا حدث الأسبوع الماضي؟

شهدت أسعار الذهب يوم الثلاثاء 21 مايو انخفاض طفيف بالقرب من مستوياتها القياسية مع ثبات مؤشر الدولار الأمريكي.

واستمر تراجع أسعار الذهب يوم الأربعاء 22 مايو  في ظل عملية جني الأرباح من قبل المستثمرين، إلى جانب تراجع الرهان على خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات الفوائد هذا العام، وهو ما ساهم في انخفاض أسعار الذهب بنسبة 1%، ليستمر هذا التراجع يوم الخميس 23 مايو.

 وجاء ذلك التراجع لليوم الثالث على التوالي، مع تصاعد مخاوف المستثمرين بشأن توقيت خفض أسعار الفائدة الأمريكية، حيث تعززت أكثر بفعل صدور مؤشرات تدل على تعافي النشاط التجاري الأمريكي.

 وكشفت البيانات عن تسارع ملحوظ في النشاط التجاري، مما يشير إلى انتعاش النمو الاقتصادي الأمريكي، وهو ما جعل الذهب أقل جاذبية للمستثمرين.

ودفع ذلك بالذهب لتسجيل أول انخفاض أسبوعي له في ثلاثة أسابيع، ليغلق الجمعة 24 مايو على تراجع أسبوعي بنسبة 3.5% مسجلاً 2,335 دولار للأونصة، وهو ما دفع أيضاً إلى انخفاض أسعار الفضة والبلاتين إلى 30.5 دولار للأونصة و1,035.1 دولار للأونصة على التوالي، مع خسائر أسبوعية قدرها 3.9% و5.4% على التوالي.

 

 

(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي)

#تحليلسريع

لقراءة الموضوع على منصات مجموعة بورصة لندن، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا

للتسجيل في موجز زاوية مصر اليومي، أضغط هنا