زاوية عربي
مقدمة سريعة للغير متابعين
تعم الفوضى أسواق الطاقة العالمية حيث تسبب فيروس كورونا وحرب أسعار النفط غير المتوقعة بين روسيا وأوبك في فتح الباب على مصراعيه أمام احتمالات هبوط أسعار النفط لمستويات ربما لم نراها من قبل وكذلك الحال بالنسبة لأسواق الأسهم والسندات.
وليس من الواضح إلى متى ستستمر حرب الأسعار، حيث سيأخذ منتجون مثل السعودية وروسيا والإمارات في الاعتبار التأثير السلبي المحتمل على اقتصاداتهم في الأجل القصير، و احتمالات ان تستمر على المدى القصير لا تزال مرتفعة للغاية.
المستقبل
يبدو مرا مع الأسف..
إذا نظرنا إلى أسعار الأسهم وتقييم شركات النفط والغاز العاملة على المستويين المحلي والدولي. سنرى ان مزيج فيروس كورونا والنمو الاقتصادي الضعيف على الصعيد العالمي وحرب الأسعار في أوبك بالإضافة إلى ركود الطلب مدمر لشركات النفط والغاز.
وشركات الطاقة كانت في وضع ضعيف منذ فترة.
فالعائدات التي تعلنها شركات الطاقة على مدى عدة سنوات أقل بكثير من تلك التي تعلنها شركات في قطاعات أخرى، لكن كانوا المستثمرين لا يزال لديهم محافظ استثمارية ضخمة تكفي الكل.
لكن الضغط كان في ازدياد وأصبحت العوائد مقيدة بسبب التحول في استخدام الطاقة وخروج عدد من المستثمرين وصناديق الاستثمار من قطاع الطاقة التقليدية، الأمر الذي قد يفضي إلى إفلاسات أو ضرورة إعادة الهيكلة لبعض الشركات الصغيرة في المستقبل القريب.
لكن من جهة أخرى قد تكون الأزمة الحالية فرصة كبرى لشركات النفط الوطنية وتحديدا أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية وقطر للبترول، حيث يأمل الكل في توسيع نطاق استثماراتهم لتشمل فرص دولية خاصة في شمال أفريقيا والولايات المتحدة.
وأنا أعتقد أن الوقت هو الآن لكي تتخذ شركات النفط الوطنية قرارات الاستحواذ في ضوء انخفاض التقييمات الحالية وضعف إقبال المستثمرين.
أرامكو وقطر للبترول وأدنوك
لسنوات عمدت شركات أرامكو السعودية وقطر للبترول وأدنوك إلى وضع استراتيجيات للانتقال من كونها شركة نفط وطنية إلى شركة نفط وطنية دولية. فوضع اليد على إمكانيات إضافية من احتياطيات ومنافذ وإنتاج يعد أداة رئيسية لإدارة الأسواق في المستقبل.
وشركات النفط الوطنية مؤهلة للاستفادة من ذلك خاصة في مجلس التعاون الخليجي بدعم من صناديق الثروة السيادية مثل جهاز أبوظبي للاستثمار وصندوق الاستثمارات العامة السعودي وجهاز قطر للاستثمار.
فليست عمليات الاستحواذ أو المشروعات المشتركة الكبرى خارج أراضيها مغرية فحسب بسبب التقييمات واحتمالات النمو، بل إنها ستعمل على توزيع المخاطر في حالة الاضطرابات الجيوسياسية أو الإقليمية وتتيح لها الاستفادة المباشرة من الأسواق الكبرى.
شركات أخرى
يمكن لشركات نفط وطنية أخرى مثل سوناطراك الجزائرية وشركة النفط الوطنية العراقية الاستفادة أيضا من خلال جذب الشركات الكبرى الخليجية للاستثمار فيهما. ولن يكونوا أول من يفعلون ذلك بالمنطقة.
فمصر سبقتهم.
تستثمر فيها قطر للبترول في قطاعي النفط والغاز رغم الخلاف القائم بين القاهرة والدوحة. وتشارك الكويت من خلال شركة "كويت إنرجي" في 4 مشروعات في مصر أيضا.
*تم التواصل مع Cyril عبر موقع WriteCaliber وهو موقع حديث ومقره دبي ويقدم للصحفيين مجموعة من الخبراء للتواصل معهم واستخدام آرائهم في مواضيع صحفية ومقالات رأي.
(وقد قامت بترجمة المقال رنا منير البويطي. رنا مترجمة ومحررة مستقلة منذ عام 2011 وعملت سابقاً مترجمة صحفية بموقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وقامت بالمراجعة التحريرية ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)
لقراءة مقالات سابقة لCyril عن السعودية وقطاع الطاقة:
اجتماع حاسم لأوبك اليوم: استراتيجية خفض الإنتاج موضع اختبار
هل تهدد الأوضاع الحالية للسوق حلم مصر في مجال الطاقة؟
إنتاج النفط الليبي وقت القذافي وبعد القذافي.. كيف هو الوضع؟
توقعات نفطية... حال النفط ومستقبله
تعديلات قطاع الطاقة السعودي... ماذا تعني؟
ماذا سيحدث لأسعار النفط في حالة نشوب حرب مع إيران؟
استهداف الشمس ... هل الطاقة الشمسية هي الحل في الشرق الأوسط؟
نفط وغاز الجزائر .. هل ينقذوها من أزمتها الاقتصادية الحالية؟
© Opinion 2020
المقال يعبر فقط عن عن أراء الكاتب الشخصية
إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى المشترك ومحتوى الطرف الثالث:
يتم توفير المقالات لأغراض إعلامية حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي نصائح أو أراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية استراتيجية أستثمارية معيّنة.