24 10 2018
بعد انسحابها لارتفاع التكلفة التشغيلية
استحوذت الشركات الكبرى والمتوسطة على نصيب الأسد من الحصص السوقية في قطاع التجزئة على حساب المنشآت الصغيرة والمتناهية في الصغر بعد أن أنسحبت نسبة منها من السوق، جراء ارتفاع التكاليف التشغيلية وتراجع القوة الشرائية.. وتوقع مختصون في قطاع التجزئة أن تتوسع تلك الشركات في الاستحواذ على المزيد من الحصص السوقية من «الصغيرة» فى القطاع، مستشهدين بالنتائج المالية التي تحققت لعملاقي التجزئة «اكسترا» و»جرير».
وقال نائب رئيس لجنة الموارد الغذائية بغرفة جدة، محمد الجهني: إن معظم المنشآت الصغيرة فى قطاع التجزئة قد تترك حصصها السوقية للمنشآت الكبرى وقد تخرج من القطاع أو تغير نشاطها أو تتجه نحو المنافذ الإلكترونية بدل منافذ البيع التقليدية، التي أصبحت مكلفة نتيجة ارتفاع التكاليف التشغيلية على المنشآت.
وأضاف الجهني: إن معظم المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالقطاع تعاني من ارتفاع المصروفات التشغيلية الحالية، التي قلصت النمو السنوي والهوامش الربحية، الأمر الذي دفع عددًا كبيرًا من الشركات لابتكار طرق تسويقية جديدة لتعويض انخفاض الأرباح الحالي، إضافة إلى تطوير المنصات الإلكترونية.
وتابع: «المرحلة المقبلة ستشهد تحول أغلب المنشآت الكبرى وبعض المنشآت المتوسطة في قطاع التجزئة نحو تطوير التسويق الإلكتروني على حساب التسويق التقليدي والاستفادة من توجه المستهلك نحو خدمات هذه التطبيقات الذكية، إضافة إلى ترشيد النفقات التشغيلية عن طريق بعض الأقسام في فروع الشركة في الدول المجاورة مع تقليل التوسع في منافذ البيع التقليدية.
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالله المغلوث: إن قطاع التجزئة سيبذل مزيدًا من الجهد للمحافظة على الأرباح التي حققها في العام الماضي ووصلت لـ2.6 مليار ريال خاصة في ظل منافسة شرسة من المتاجر الإلكترونية، مشيرًا إلى أن المتاجر والتطبيقات الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي سهلة الوصول للمستهلك كثيرا واستطاعت تعويض تراجع القوة الشرائية نتيجة خروج بعض الوافدين وتغير سلوك المستهلك السعودي.
وأضاف المغلوث، أن المرحلة المقبلة تتطلب من الشركات والمؤسسات إنشاء إدارات مختصة بالتسويق الإلكتروني لتجنب خسارة كثير من العملاء مشيرًا إلى أن أهم عائق يواجه تطور التسويق الإلكتروني وجود الضمانات الكافية التي ترفع من ثقة المستهلك.
وأوضح أن الأوضاع الاقتصادية تؤثر على المستهلك وإستراتيجيات تسويق المنتجات من قبل محلات التجزئة في ظل نمو التسوق الإلكتروني وزيادة الإقبال على التطبيقات الذكية كخيار بديل للمستهلك ورئيس في المستقبل.
وتصدر مشهد تلك الشركات الكبرى عملاقا التجزئة «اكسترا» و»جرير» إذ ارتفعت ارباح الشركة المتحدة للالكترونيات «إكسترا»، التي تنشط في بيع الأجهزة الإلكترونية والمنزلية بالتجزئة الى 98.1 مليون ريال بنهاية التسعة أشهر الاولى 2018 مقارنة بأرباح 82.5 مليون ريال تم تحقيقها خلال نفس الفترة من عام 2017 وارباح الربع الثالث 30.9 مليون ريال (بزيادة 18% عن الربع الثالث من 2017).
وأرجع المديرالتنفيذي للشركة المتحدة للإلكترونيات «إكسترا» محمد جلال ارتفاع الأرباح، الى زيادة الحصة السوقية للشركة واقترابها الـ 14% للأرباع الثلاثة من العام الحالي عوضًا عن 11.6% لنفس الفترة من العام الماضي رغم انكماش حجم سوق الإلكترونيات والأجهزة المنزلية خلال العام الحالي بـ 17% مقارنةً بنفس الفترة من العام المنصرم، مشيرا إلى أن ذلك كان له الأثر على زيادة مبيعات الشركة خلال الربع الثالث بنسبة 15% مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي.
وبلغت أرباح شركة «جرير للتسويق» التي تمتلك سلسلة مكتبات في السعودية وقطر والكويت وأبوظبي وتعتبر أحد أكبر بائعي أجهزة الكمبيوتر في المنطقة 669.7 مليون ريال بنهاية التسعة أشهر الأولى 2018 بنسبة قدرها 9 % مقارنة بأرباح 615.7 مليون ريال تم تحقيقها خلال نفس الفترة من عام 2017 وأرباح الربع الثالث 288 مليون ريال (+ 17% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي) رغم أن توقعات مراكز الأبحاث لم تزد عن 258 مليون ريال للربع الثالث نتيجة نجاحها في زيادة حصصها من 49 معرضًا إلى 53 معرضًا، بالإضافة إلى نمو المبيعات الإلكتروني.
© Al Madina 2018