السعودية الأفضل ومصر الأسوأ: تقييم لأداء أبرز البورصات العربية

 عانت الأسواق العربية كسائر بورصات العالم من تأثير جائحة فيروس كورونا وما ترتب عليها من آثار اقتصادية، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية المعتادة في المنطقة، قبل أن تتعافى بدرجات متفاوتة بداية من مايو 2020.  

 يلقي موقع زاوية عربي الضوء على خمسة أسواق في المنطقة (السعودية - مصر - أبو ظبي - دبي - الكويت) منذ بداية العام الماضي الذي شهد بداية انتشار فيروس كورونا وحتى الآن.

>

 الأفضل في المنطقة، وربما العالم!

 السوق السعودية هي الأفضل بلا منازع في المنطقة من حيث "التداول وحجم الشركات وعمق السوق"، بحسب شريف شبل، نائب الرئيس لمبيعات دول مجلس التعاون الخليجي بشركة فاروس لتداول الأوراق المالية بالقاهرة.

وقد بلغ رأس المال السوقي في السعودية حوالي 2.4 تريليون دولار في 2020، أو مايعادل 346% من الناتج المحلي للمملكة.

 

>

 وارتفع مؤشر السعودية الرئيسي، تداول،21% منذ بداية العام.

 أما منذ نهاية مايو 2020, فقد ارتفع المؤشر 49% مقابل 34% في الكويت وحوالي 60% في بورصة أبو ظبي.

 سيطرة النفط

 ومثّل تعافي أسعار النفط العامل الأساسي وراء الأداء القوي للبورصات الخليجية، وخصوصًا في السعودية بحسب شريف نبوي، مدير الأسواق الخارجية لشهادات الإيداع الدولية بشركة نعيم القابضة بالقاهرة.  والرسم البياني التالي من عام 2020.

>

ويظل النفط العامل الأكثر تأثيرا على السوق بالرغم من الجهود المبذولة لتنويع اقتصاد المملكة وفقا لرؤية 2030.  

 ويضيف نبوي من شركة نعيم،  أنه بالرغم من استمرار حرب اليمن للعام السادس على التوالي، إلا أن تأثيرها السلبي أصبح محدود مع مرور الوقت خصوصًا مع غياب تطورات مؤثرة مثل شن الحوثيون لهجمات موجعة على ناقلات النفط.

 الأداء القوي في السعودية أثر بالإيجاب على البورصة الكويتية حيث أنها سوق "تابعة"، حسب تعبير نبوي، أي أنها في الغالب ما تتأثر بتغييرات الأسواق الأكبر وليس بالتطورات الداخلية. 

>

 أما بورصة دبي، فما زالت تعاني من آثار الركود في السوق العقارية الذي تفاقم بسبب الجائحة.

 مصر الأسوأ     

 قال شبل من فاروس أن الجائحة جاءت لتضاعف من مأسي البورصة المصرية - المتدهورة بالأساس - حيث انسحب المستثمرون من الأسواق الهشة واتجهوا نحو الأسواق الأكثر استقرارا.

 وأضاف أن العديد من المستثمرين اتجهوا إلى الولايات المتحدة بسبب شركات التكنولوجيا والشركات الناشئة التي ازدهرت خلال تطبيق الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا. 

 وقال شبل: "البلاد التي تعاملت بشكل فعال مع الكورونا ولديها قطاع تكنولوجي قوي هي التي اجتذبت الأموال"، ضاربا المثل بألمانيا وإسبانيا.

 وتفتقد السوق المصرية هذا النوع من الشركات وهو عامل أساسي في جذب المستثمرين، حيث تطغى عليها القطاعات التقليدية مثل البنوك والعقارات.

وكانت شركة خدمات الدفع الالكتروني "فوري" احدى الاستثناءات التي ارتفع سعرها رغم الوباء وتبعاته. لكن الشركات المثيلة ل "فوري" نادرة للغاية في السوق المصري. 

>

الفائدة الحقيقية

وتلقي أسعار العائد المرتفعة على أدوات الدين الحكومية بظلالها على الاستثمار المحلي والأجنبي في البورصة المصرية وفي الاقتصاد بشكل عام، حيث توفر أذون الخزانة بديل استثماري مغري وقليل المخاطرة.

وبلغ العائد على أذون 364 يوم حوالي 11% بعد الضرائب في آخر طرح لوزارة المالية. وحرصت السلطات المصرية على الإبقاء على سعر فائدة حقيقي موجب هو الأعلى في العالم (أي أن سعر الفائدة الاسمي أعلى من معدل التضخم) وذلك لجذب المستثمرين الأجانب في سوق الدين ودعم الاحتياطيات الأجنبية.

 وقلل شبل  من فاروس من أهمية سعر الفائدة على أداء البورصة. وتوقع ألا يشهد السوق عودة قوية للمستثمرين في المستقبل القريب بينما شدد على اهمية سن قوانين جديدة تسمح بإدخال شركات من نوع جديد في السوق. 

وأشار  إلى  ان السوق المصرية تأثرت بالسلب بسبب غياب دعم الطاقة للقطاع الصناعي، بجانب تردي حالة قطاعي الحديد والاسمنت تحديدا نتيجة منافسة الدولة للشركات الخاصة في السنوات الخمس الماضية، مضيفا أن ارتفاع أسعار الحديد عالميا سيدعم شركات الحديد المدرجة بالبورصة المصرية. 

من جانبه، أشار نبوي إلى أن السوق المصرية تفتقر إلى محفزات لجذب الاستثمار مثل الاكتتابات. 

 وعوّل مراقبون على البرنامج المعلن لطرح بعض الشركات والبنوك الحكومية لتنشيط البورصة، إلا أن تعثر البرنامج لأسباب غير واضحة ضاعف من حالة الركود في السوق.

(إعداد: شريف طارق، ويعمل شريف مع أهرام اونلاين وافريكا ربورت، وهو أيضا رئيس تحرير نشرة دلتا دايجست، وقد عمل سابقا في مؤسسات إعلامية أخرى من بينها لوس أنجلوس تايمز)

(للتواصل: ahmed.feteha@refinitiv.com)

سجل الآن ليصلك تقريرنا اليومي الذي يتضمن مجموعة من أهم الأخبار لتبدأ بها يومك كل صباح

 

© ZAWYA 2021