25 12 2018
خبراء لـ«البيان الاقتصادي»: خطوة تعزز الثقة بالأسواق
لجأت شركات مدرجة إلى إعادة شراء أسهمها في غضون الجلسات الماضية مع وصول الأسهم لمستويات جاذبة ومغرية، في وقت عمدت فيه صناديق وشركات استثمارية أخري للاستحواذ على حصص مسيطرة وزيادة مراكزها في الأسهم لاقتناص الفرص المتاحة بالأسواق.
وقال خبراء ومحللون ماليون لـ«البيان الاقتصادي»: إن توجه الشركات المُدرجة لإعادة شراء جانب من أسهمها خلال الفترة الراهنة التي تشهد فيها الأسواق حالة من الضعف النسبي سيسهم في تعزيز ثقة المستثمرين ويؤدي إلى مزيد من الاستقرار في السوق المالية.
ووفق رصد «البيان الاقتصادي»، كثفت شركة «إشراق العقارية» شراءها لأسهمها على مدار الجلسات القليلة الماضية، وذلك في إطار برنامج إعادة شراء الأسهم الموافق عليه من قبل هيئة الأوراق المالية والسلع، لتصل حصيلة مشترياتها إلى نحو 11.68 مليون سهم خلال 9 جلسات.
كما أعلنت شركة «شعاع كابيتال» عن شراء نحو 6.25 ملايين سهم من أسهمها في غضون 4 جلسات خلال ديسمبر الجاري.
وأعلنت شركة «الخليج للملاحة القابضة» أخيراً استحواذ صندوق «جولديلوكس» العالمي على حصة من أسهمها تقدر بنحو 13.64% لترتفع حصته في أسهم الشركة إلى نحو 18.3%، كما كشفت شركة «واحة الزاوية القابضة» عن قيام مجموعة «البنيان الدولية للاستثمار» ببيع نحو 5.75% من حصتها في الشركة أو ما يعادل 133 مليون سهم إلى شركة «شعاع كابيتال».
وأضاف المحللون والخبراء أن إعادة شراء الأسهم يعد بمثابة أداة تستخدمها الشركات في المحافظة على المستويات السعرية لأسهمها المدرجة في السوق وتحقيق قدر من التوازن المرغوب خصوصاً في حالة هبوطها إلى ما دون أسعارها العادلة.
ويعني إعادة شراء الأسهم، قيام الشركة بشراء أسهمها المدرجة في البورصة عندما تكون الأسهم مقيّمة أقل من قيمتها الفعلية أو عند توفر نقد إضافي لا تحتاج إليه الشركة، وقد تحتفظ بها الشركة لتعيد بيعها أو إعدامها لتخفيض رأس المال، وبالتالي يؤدي ذلك إلى ارتفاع قيمة الأسهم المتبقية.
وتوقع الخبراء المحللون استمرار مشتريات الشركات المدرجة لأسهمها وكذلك ظهور عمليات استحواذات من شركات ومحافظ وصناديق كبرى على حصص في أسهم الشركات خصوصاً مع تداول أسعار عند مستويات هي الأفضل على الإطلاق بين كل نظائرها في المنطقة.
صناديق
وقال خبير أسواق المال عمرو حسين، إن الجلسات الماضية شهدت تكثيف الشركات لمشترياتها في الأسهم سواء كانت شركات مدرجة أو مؤسسات وصناديق استثمارية كبرى، وذلك بالتزامن مع هبوط الأسواق ووصل الأسهم إلى مستويات سعرية أقل من قيمتها الحقيقة.
وأفاد بأن لجوء الشركات المدرجة لشراء حصة من أسهمها في سوق الأسهم خطوة جيدة تلجأ إليها الشركات عندما ترى أن أسهمها تستحق مستويات أكبر من ناحية التقييم أو السعر العادل، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تسهم بشكل كبير في تعزيز وضع الأسهم وزيادة ثقة المستثمرين.
وذكر أيمن القصبي، مدير إدارة التداول بشركة جلوبال لتداول الأسهم والسندات، أن أسعار الأسهم المحلية وصلت لمستويات مغرية للشراء وذات مردود استثماري مرتفع، وهو ما دفع بعض الشركات لإعادة شراء أسهمها لاقتناص الفرصة الراهنة.
وأضاف أن الجلسات الماضية شهدت تكثيف شركة «إشراق» لشراء أسهمها من السوق خصوصاً مع تداول السهم عند مستويات سعرية جيدة، متوقعاً أن تلجأ العديد من الشركات المدرجة أيضاً إلى التقدم بطلبات لإعادة شراء أسهمهما، وهو ما بدوره سيسهم في تعزيز الثقة في الأسواق وزيادة مستويات السيولة.
استحواذات
وقال إيهاب رشاد، الرئيس التنفيذي لشركة «الصفوة مباشر» للخدمات المالية، إن لجوء الشركات المدرجة إلى شراء جزء من أسهمها وكذلك استحواذات الصناديق والشركات الكبرى على حصص من أسهم الشركات المدرجة يأتي بالتزامن مع وصول أسعار الأسهم إلى مستويات جاذبة، مشيراً إلى أن ذلك سيسهم بشكل كبير في إعادة الثقة للأسواق التي تعاني من أداء غير مستقر.
وأضاف أن هذه الخطوة تبعث رسائل ثقة قوية إلى المستثمرين بعدم قناعة تلك الشركات عن السعر السوق الراهن للسهم، وبالتالي تقدم على تلك الخطوة في محاولة لرفع سعر السهم، وزيادة ربحيته، حيث إن قيام الشركة بشراء أسهمها يخفض من عدد الأسهم المتداولة والمستخدمة في عملية احتساب ربحية السهم.
ضوابط
وهناك ضوابط أصدرتها هيئة الأوراق المالية والسلع رسمياً في ديسمبر 2015 تنظم الضوابط والإجراءات المتعلقة بشراء الشركات لأسهمها بقصد إعادة بيعها، حيث أجازت للشركات شراء نسبة من أسهمها بقصد إعادة بيعها وفقاً لشروط منها أن يكون قد مضى على تأسيس الشركة المدرجة في السوق سنتان ماليتان وألا تتجاوز نسبة الشراء 10% من الأسهم الممثلة لرأس المال المدفوع.
وشددت الضوابط على أن السماح للشركات بإعادة شراء أسهمها يكون شريطة الحصول على موافقة الجمعية العمومية بموجب قرار خاص على عملية الشراء بقصد إعادة البيع مع تفويض مجلس الإدارة في تنفيذ قرار الجمعية العمومية خلال المدة التي توافق عليها الهيئة لتنفيذ عملية الشراء إلى جانب تخفيض رأسمال الشركة في حال انتهاء المهلة المحددة من الهيئة لبيع الأسهم المشتراة، من خلال إلغاء تلك الأسهم مع تعديل رأسمال الشركة بالنظام الأساسي.
رسالة
تشير عدد من الدراسات الأكاديمية التطبيقية إلى أن قرار شراء الشركة المساهمة لأسهمها يعد بمثابة رسالة عن مستقبل مشرق لها، وهناك مقولة شائعة في أسواق الأسهم الأميركية، تحظى بتأييد عدد من البحوث الميدانية، بأن عائد أسهم الشركات التي تعيد شراء أسهمها عادة ما يكون أعلى بكثير من عائد الشركات الأخرى.
© البيان 2018