قررت مجموعة أوبك بلس المصدرة للبترول زيادة الإنتاج في اجتماعها يوم الخميس، لتستجيب بذلك الى الضغوط بإمداد الأسواق بمزيد من النفط. 

ولا تزال أسعار النفط مرتفعة فوق الـ  100 دولار للبرميل جزئياً بسبب العوامل الجيوسياسية المتمثلة بالحرب الروسية على أوكرانيا.

وقالت أوبك في بيان بعد اجتماع اليوم إنها أخذت في الاعتبار العودة الأخيرة لمراكز اقتصادية كبرى بعد الإغلاق نتيجة جائحة كوفيد في إشارة إلى الصين كما أشارت الى التوقعات بزيادة حاجة مصافي البترول العالمية الى المزيد من النفط بعد فترة الصيانة الموسمية. 

وأضاف البيان أن الدول اعتمدت إعادة توزيع زيادة الإنتاج البالغة 432  ألف شهريا المقررة حتى سبتمبر ووزعتها على يوليو وأغسطس فقط بدل من يوليو، أغسطس وسبتمبر. وبالتالي يرتفع حجم الإنتاج المقرر لشهر يوليو إلى 648 ألف برميل يوميا. 

وكانت أوبك بلس قد التزمت بزيادة تدريجية للإنتاج بلغت 400 ألف برميل منذ أن خفضت إنتاجها بشكل هائل عام 2020 نتيجة جائحة كوفيد التي قلصت الطلب على البترول وأدت إلى تهاوي أسعار النفط إلى مستويات دنيا.

وراجعت المجموعة الزيادة لمايو لتبلغ 432 ألف برميل يوميا بموجب اتفاقها عام  2020 الذي من المفترض أن ينتهي العمل به في سبتمبر من هذا العام.

ورحبت الولايات المتحدة الأمريكية بالقرار الهام الذي اتخذته أوبك بلس بزيادة الانتاج بأكثر من 200 ألف برميل يوميا في يوليو وأغسطس استنادا الى مستجدات السوق، بحسب بيان جاء على لسان المتحدثة باسم البيت الابيض كارين جان بيير. 

وأضاف البيان "نحن نقر بالدور الذي تؤديه السعودية... في تحقيق التوافق بين الدول الأعضاء، كما نقر بالجهود والمساهمات الإيجابية من قبل الإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق. وستستمر الولايات المتحدة باستخدام كافة الوسائل لمواجهة الضغوط من ارتفاع أسعار الطاقة."

لماذا الزيادة بهذا المعدل فقط؟

قال أنس الحجي وهو خبير في النفط في تغريدة على حسابه على تويتر قبل الانتهاء من الاجتماع الوزاري "يبدو أن التوصية (الخاصة باجتماع أوبك اليوم) هي بإنهاء اتفاق الإنتاج في نهاية أغسطس بدلا من سبتمبر عبر تقسيم الزيادة في سبتمبر بين يوليو وأغسطس. هذا يعني أن الزيادة الفعلية هي 50 ألف برميل يوميا أو قرابة هذا الرقم."

وفي رد على استفسار موقع زاوية عربي حول هذا الرقم  ولماذا ليس أكثر قال الحجي إن عدم قدرة بعض الدول الأعضاء زيادة الإنتاج قد يكون من ضمن الأسباب. 

وعلى الرغم من وضع سقف للإنتاج لدول تحالف أوبك بلس باستثناء فنزويلا وايران وليبيا، عجزت بعض الدول على ضخ كمية النفط المخصصة لها. 

فمثلاً، انخفض انتاج روسيا وهي أكبر منتج للبترول خارج منظمة أوبك وعضو في تحالف أوبك+ بحوالي مليون برميل يوميا نتيجة العقوبات التي فُرضت عليها بسبب غزوها لأوكرانيا. وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض على روسيا حزمة جديدة من العقوبات هذا الأسبوع مستهدفا 90% من الواردات النفطية بحلول نهاية العام.

وكانت وسائل إعلام قد نشرت تقارير عن إمكانية إعفاء روسيا من حصة محددة في الإنتاج بعد العقوبات على غرار إيران وفنزويلا ولكن لم يأت البيان على ذكر هذا الأمر بل أُرفق جدول يحدد سقف انتاج روسيا على غرار الدول الاعضاء الاخرى.

وستعقد دول مجموعة أوبك + اجتماعها المقبل في 30 يونيو. 

(إعداد ريم شمس الدين، للتواصل rim.shamseddine@lseg.com )

#أخباراقتصادية

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا