PHOTO
5 نقاط يجب وضعها في الاعتبار قبل الإجابة على سؤال "كيف سيكون أداء السوق هذا الأسبوع؟".
عندما سألني صحفي مساء السبت عما سيحدث في السوق خلال هذا الأسبوع، تذكرت الإجابة التي طرحها جي بي مورجان (الشخص، وليس بنك الاستثمار): "سوف تتذبذب".
كان جون بيربونت مورجان (جي بي مورجان) يُعرف باسم "كوكب المشتري بوول ستريت" في عصره والمشتري هو أضخم كواكب المجموعة الشمسية.
وهو مؤسس بنك جي بي مورجان تشيس الحالي، أكبر بنك في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أنه ربما لم يقل هذه الإجابة مطلقا عندما سُئل عن أداء السوق، وفقا لبعض الأبحاث، إلا أن هذه الإجابة رائعة!
الإجابة الأخرى التي يمكن أن تتبادر إلى الذهن هي أن السوق، المصري تحديدا، سيفتح في موعده ببداية الأسبوع الساعة 10 صباحا وسيغلق في الساعة 2:30 بعد الظهر.
أي من الإجابتين صحيح بلا جدال ولا يمكن مناقشته.
ومع ذلك، يريد الصحفيون معرفة ما إذا كان سوق الأسهم سيرتفع أم سينخفض خلال هذا الأسبوع.
فعلى سبيل المثال، ارتفاع المخاطر الجيوسياسية بعد إطلاق إيران الصواريخ والطيارات المسيرة إتجاه إسرائيل قد يلقي بظلاله الوخيمة على أسواق المنطقة.
فقد نرى استمرار ارتفاع أسعار النفط بعد أن بلغت مؤخرا أعلى سعر لها خلال ستة أشهر وقد نرى استمرار بارتفاع أسعار الذهب عالميا كملاذ آمن في وقت التذبذبات المرتفعة وقد يتأثر قطاع السياحة في الدول المجاورة لإسرائيل نتيجة التهديدات الإيرانية وقبلها من جانب جماعة الحوثيين اليمنية.
ولكن كل ذلك جانب من العوامل التي تؤثر على الأسواق وليست الوحيدة. وبصراحة، أشعر بالتواضع دائما لأنني لا أعرف ما سيحدث بالتحديد على المدى القصير لعدة أسباب.
أولا .. أنا لست نبي
كإنسان عادي، كيف يمكنني معرفة ما سيحدث في المستقبل؟ وإذا كنت أعرف ما سيحدث في المستقبل، فهل يعتقدون أنني سأخبرهم؟ ربما من الأفضل أن استغل هذه الرؤية لصالحي لأتفوق على الجميع!
ثانيا .. "السوق" يمكن يعني أشياء مختلفة
عندما يتحدثون عن السوق، أفترض أن الصحفيين يسألون عن سوق الأسهم لأن كلمة "السوق" يمكن أن تشمل كل فئات الأصول، من السيارات إلى العقارات إلى جميع السلع المختلفة مثل النفط والذهب. وحتى بالنسبة لسوق الأسهم، ما هو المؤشر الذي نتحدث عنه؟
بالنسبة لمصر، هناك 4 مؤشرات رئيسية:
EGX30 (يشمل الأسهم ذات قيمة سوقية كبيرة)
EGX70EWI (يشمل الأسهم ذات قيمة سوقية صغيرة)
EGX100 EWI (يشمل الأسهم في كل من مؤشري EGX30 و EGX70EWI)
EGX30Capped (يشمل كل الأسهم في مؤشر EGX30 ولكن مع حد أقصى لوزن كل سهم عند 15% في تاريخ إعادة ضبط أوزان الأسهم بالمؤشر)
تقيس جميع هذه المؤشرات أداء شريحة معينة في السوق باستخدام منهجية مختلفة. وبالتالي، يمكن أن تختلف الإجابة تماما حسب المؤشر الذي يشير إليه السؤال.
ثالثا .. آراء المستثمرين قد تتغير مع تغير عوامل أخرى كثيرة
أي أخبار أو أحداث تحرك السوق يمكن أن يكون لها انعكاسات على اتجاه السوق طوال الأسبوع، ناهيك عن أي يوم تداول بعينه. فتحركات السوق تعتمد على العديد من العوامل، مثل الأسواق العالمية والتطورات الجيوسياسية وأحداث الاقتصاد الكلي محليا والأخبار الخاصة بالشركة ومعنويات المستثمرين على سبيل المثال لا الحصر. فكيف يمكن لأي شخص أن يعرف ماذا سيحدث لكل من هذه العوامل؟!
رابعا .. توقيت السوق ليس أفضل استراتيجية استثمار
إذا كان للمستثمرين أن يقوموا بتحديد اتجاه السوق بشكل أسبوعي، فاحتمالية أن يكونوا على صواب قد تكون في حدود 50%. ومع ذلك، إذا تبنوا وجهة نظر طويلة المدى، فسأزعم أن احتمالية ارتفاع السوق سوف تكون 70%، وذلك ببساطة باستخدام البيانات التاريخية كمرجع.
بالفعل، في مصر، ارتفع مؤشر EGX30، إذا استخدمناه كمؤشر لـ "السوق"، في 18 عام من أصل 26 عام منذ تاريخ تدشينه، مما يعني أن احتمالية أن ينهي أي عام بشكل إيجابي حاليا هي 69% وستزيد العام المقبل إلى 70% إذ أنهى العام الجاري مرتفعا.
خامسا .. اتجاه السوق واتجاه محفظتك يمكن أن يختلفا
إذا كان المستثمرون يعرفون الاتجاه الذي سيتخذه السوق، فإن ذلك يعني أنهم سيقوموا بتكوين محافظهم الاستثمارية للاستفادة من هذا الاتجاه.
وفي مصر، بافتراض أن الجواب هو "السوق سيرتفع هذا الأسبوع"، فكيف سيراهن المستثمرون على ذلك؟
الأداة الوحيدة المتاحة هي صندوق مؤشر EGX30 المتداول في البورصة، والذي للتذكرة ما هو إلا مجرد ممثل لشريحة ما في السوق (راجع ثانيا أعلاه).
وبخلاف ذلك، لا توجد أوراق مالية متاحة للاستفادة من هذه الرؤية على أرض الواقع. لذا، أيا كان الاتجاه الذي ستتخذه "السوق"، فإنه لا يهم المستثمرين. ولكن ما يهمهم حقا هو كيف ستتأثر محافظهم، وليس ما ستفعله السوق.
والآن بعد أن قلتها كتابة، في المرة المقبلة التي يسألني فيها أي من الصحفيين الأعزاء السؤال نفسه حول اتجاه السوق، سأنصحهم بقراءة هذا المقال.
(إعداد: عمرو حسين الألفي، رئيس استراتيجيات الأسهم في شركة ثاندر لتداول الأوراق المالية)
#مقالرأي
(للتواصل zawya.arabic@lseg.com)