يتوقع محلل أسواق مال أن تسهم التطورات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط في زيادة تقلبات الأسواق، خاصة تللك القريبة من منطقة النزاع بين إسرائيل وحماس والذي امتد هذا الأسبوع إلى لبنان، ليطغى على التأثيرات الإيجابية المتوقعة بعد خفض الفائدة الأمريكية.

قال جورج بافل مدير عام Capex.com منطقة الشرق الأوسط للتداول ومقرها أبوظبي، لزاوية عربي، إن الصراع الإسرائيلي اللبناني وخفض أسعار الفائدة الأمريكية يؤثران بشكل كبير على الأسواق الإقليمية، ولكن تأثيرهما قد لا يكون متكافئ.

خفض الفيدرالي الأمريكي في سبتمبر الفائدة بـ 0.5% مع توقعات بخفض آخر بنفس النسبة قبل نهاية العام. ومن شأن خفض الفائدة عادة أن يُحفز النشاط الاقتصادي والاستثماري، إلا أن التوترات الجيوسياسية الحالية تُدخل عنصر من عدم اليقين قد يُضعف من هذا النشاط.

"وعلى المدى القصير، قد يطغى تأثير الصراع على الآثار الإيجابية لانخفاض أسعار الفائدة، مما يؤدي إلى زيادة تقلبات السوق،" حسب بافل.

ومنذ بداية تعاملات هذا الأسبوع، طغى اللون الأحمر على أداء أسواق الأسهم العربية وتحديداً بين يومي 22 و24 سبتمبر، مع تراجعات يومية في الأسعار تراوحت بين 0.1% و2.0%.

مصر والأردن

يرجح بافل، أن تشهد أسواق الأسهم في جميع أنحاء المنطقة العربية تقلبات متزايدة وانخفاضات محتملة مع تراجع ثقة المستثمرين بسبب الصراع الإسرائيلي اللبناني.

"قد تواجه أسواق الدول المجاورة، خاصة الأردن ومصر، تأثيرات سلبية غير مباشرة،" وفق بافل، الذي توقع أن يؤدي الانخفاض المتوقع في الطلب على السياحة الإقليمية، والذي سيؤثر على دول مثل مصر والأردن والإمارات، إلى زيادة الضغط على أسواقها.

ومنذ اندلاع الصراع قبل ما يقرب من عام، كانت إيرادات السياحة أبرز التأثيرات السلبية التي عانت منها مصر والأردن، بخلاف التأثيرات على اقتصاد لبنان المتأزم بالفعل.

وزادت حدة أزمة توفير العملة الأجنبية في مصر مع تضرر الملاحة في قناة السويس بسبب هجمات الحوثيين المدعومين من إيران عدو إسرائيل اللدود وحليف حزب الله اللبناني على سفن في البحر الأحمر.

وقال بافل إنه "بشكل عام، من المرجح أن يخلق الصراع بيئة لتجنب المخاطر في الأسواق المالية العربية. وقد يلجأ المستثمرون إلى ملاذات أكثر أمانًا، مما يؤدي إلى تفاقم الضغط على هذه الأسواق".

وينشط الذهب حاليا كملاذ آمن للمستثمرين مع خفض الفائدة الأمريكية، ما دفع أسعاره للارتفاع لمستويات قياسية تخطت 2600 دولار للأوقية.

الخليج والنفط

يرى بافل، أن ارتفاع أسعار النفط قد يفيد بعض الدول المصدرة للنفط، لكن "المكاسب قد لا تكون كافية لدعم أسواقها بشكل عام،" ما يضع أسواق دول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة تقلبات بسبب تغير معنويات المستثمرين وتقلب أسعار النفط.

وعلى سبيل المثال تعد السياحة في دبي من أبرز القطاعات التي يعتمد عليها اقتصاد الإمارة، كما أنها مكون رئيسي في خطة الإمارات الغنية بالنفط لتنويع مصادر الدخل بعيدا عن إيرادات الخام.

ارتفعت أسعار النفط خلال الأيام الماضية بدعم أنباء عن تحفيز نقدي جديد من الصين، وهي من أكبر مستوردي الخام، وكذلك المخاوف من تأثر الإمدادات بسبب الصراع.

ورغم مخاوف تقلبات أسعار النفط، يرى بافل أنه لا يزال بإمكان خفض أسعار الفائدة توفير دعم أساسي لبعض اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي الكبرى التي تربط عملتها بالدولار.

"سيعتمد الاتجاه النهائي لهذه الأسواق على كيفية تطور الوضع الجيوسياسي. فإذا انخفضت التوترات، فقد تستفيد الأسواق من السياسة النقدية الداعمة،" حسب بافل.

(إعداد: شيماء حفظي، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

#تحليلسريع

للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا