PHOTO
خاص لزاوية عربي من فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية
عاد الزخم ليتجدد وبقوة على صعيد الطروحات الأولية للاكتتاب العام هذه السنة، لتتصدر السعودية النشاط من حيث عدد وإيرادات الطروحات، مع 22 طرح عام أولي خلال النصف الأول من 2024 (10 طروحات في سوق تداول و12 طرح في السوق الموازية)، جمعت من خلاله 2.6 مليار دولار، وذلك بالمقارنة مع 18 طرح أولي خلال النصف الأول من 2023، بإيرادات ناهزت حينها المليار دولار.
ويجدر الإشارة هنا إلى أن الربع الثاني من العام الحالي كان قد شهد زخم قوي مع 13 طرح أولي وبإيرادات بلغت 1.9 مليار دولار، في حين أن الربع الأول من العام جمع حوالي 724 مليون دولار من خلال 9 طروحات أولية.
التفاصيل
تصدر طرح شركة مستشفى الدكتور سليمان عبدالقادر فقيه الطروحات الأولية السعودية مع إيرادات بمقدار 764 مليون دولار، تلاه كل من طرح المطاحن الحديثة بإيرادات بلغت 314 مليون دولار، وطرح صندوق سدكو كابيتال متعدد الأصول المتداول بإيرادات بلغت 267 مليون دولار، وطرح الشركة السعودية لحلول القوى البشرية بإيرادات بلغت 240 مليون دولار.
وبالتالي فقد شملت الطروحات الأولية في السعودية مجموعة متنوعة من القطاعات، بما في ذلك قطاع الرعاية الصحية الذي استحوذ على ثلث إجمالي الإيرادات، تلته قطاعات المأكولات والمشروبات وصناديق الاستثمار المتداولة المغلقة والخدمات والتكنولوجيا والإعلام والترفيه وغيره من القطاعات الاقتصادية الأخرى.
وبهذا تكون المملكة قد تصدرت مشهد الطروحات خلال الستة أشهر الماضية وللعام الثاني على التوالي متقدمة على الإمارات التي قامت ب3 طروحات أولية خلال النصف الأول من العام: طرحان في سوق دبي المالي وطرح في سوق أبوظبي للأوراق المالية، في قطاع النقل والسلع الاستهلاكية والتعليم، بإيرادات إجمالية بلغت 1.3 مليار دولار.
وقد شهدت السوق الإماراتية 4 طروحات أولية خلال النصف الأول من 2023، بإيرادات بلغت حينها ما يقارب من 4 مليار دولار، والتي كانت مدفوعة بشكل أساسي بطرح شركة أدنوك للغاز بقيمة 2.5 مليار دولار خلال مارس 2023، وهو كان الأكبر عالمياً خلال العام، والأكبر على الإطلاق في أبوظبي، متقدماً على صفقة شركة المواد الكيميائية بروج في منتصف العام 2022.
لماذا كل هذا الزخم؟
(في عدة نقاط)
سعي السعودية إلى تنويع اقتصادها بعيداً عن الاعتماد على النفط، يعزز من دور الطروحات الأولية في جذب الاستثمارات إلى قطاعات أخرى.
موقع المملكة وبنيتها التحتية الجيدة.
تحسن أسعار الأسهم خلال العام الماضي ووفرة السيولة.
توقعات النصف الثاني من العام
من المتوقع أن يستمر نشاط الطروحات الأولية في منطقة الخليج وتحديداً في السعودية والإمارات خلال النصف الثاني من عام 2024، مدفوعاً بالعوامل المذكورة أعلاه، في حين أن هناك عدد من الشركات في كل من البلدين تستعد لطرح أسهمها للاكتتاب العام خلال الفترة القادمة.
في هذا السياق، يجدر الذكر إلى أن أحجام السيولة في المنطقة العربية والمتمثلة بقيم التداول في أسواق الأسهم العربية قد شهدت ارتفاع مضاعف منذ بداية عام 2024، من 269.8 مليار دولار في النصف الأول من العام 2023 إلى 534.4 مليار دولار في النصف الأول من العام الحالي، وهي الأعلى على الإطلاق بالمقارنة مع الفترة المماثلة من الأعوام السابقة.
ويجدر الإشارة هنا إلى أن قيمة التداول الإجمالية في السوق السعودية قد ارتفعت بدورها بنسبة 72% من 158.6 مليار دولار في النصف الأول من العام 2023 إلى 272.9 مليار دولار في النصف الأول من العام الحالي، الأعلى منذ النصف الأول من العام 2022.
وبلغت قيمة التداول في السوق الإماراتية 49.7 مليار دولار في النصف الأول من العام الحالي، بتراجع نسبته 16% بالمقارنة مع الفترة المماثلة من العام 2023.
من هنا، يجدر الذكر أن قيمة التداول في السوق السعودية والسوق الإماراتية شكلت ما نسبته 60% من قيمة التداول الإجمالية في المنطقة العربية خلال النصف الأول من العام الحالي.
أما أحجام التداول في المنطقة العربية، فقد انخفضت بشكل طفيف إلى 554.5 مليار سهم في النصف الأول من العام 2024، بالمقارنة مع 578.2 مليار سهم في النصف الأول من العام 2023.
هذا فيما تضاعفت أحجام التداول في السوق السعودية من 22.6 مليار سهم في النصف الأول من العام 2023 إلى 41.8 مليار سهم في النصف الأول من العام 2024، وهي الأعلى منذ النصف الأول من العام 2021 الذي شهد نهوض قوي في نشاط أسواق الأسهم في أعقاب الأداء الضعيف في العام 2020 على إثر تفشي وباء كورونا.
في موازاة ذلك، ارتفعت أحجام التداول في السوق الإماراتية من 53 مليار سهم إلى 58.3 مليار سهم بين الفترتين.
(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي)
#تحليلسريع
للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا
