خاص لزاوية عربي من فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية 

لا شك في أن الترقب الحذر الذي خيم خلال الأسبوع الممتد من 26 مايو وحتى 31 مايو، والذي كان حافل بصدور بيانات اقتصادية هامة من شأنها تحديد مسار السياسة النقدية الأمريكية والعالمية على حدّ سواء، قد أرخى بثقله بشكل كبير على أداء الأسواق بشكل عام.

وطغى اللون الأحمر بقوة على شاشات أسواق الأسهم العالمية والعربية، وذلك للأسبوع الرابع على التوالي.

سجلت 11 بورصة عربية من أصل 15 بورصة تراجعات في مؤشراتها السعرية على أساس أسبوعي.

أسواق الخليج

سجل المؤشر الرئيسي لسوق تداول السعودية أدنى مستوى له في أكثر من خمسة أشهر، في حين تراجع مؤشر بورصة قطر إلى أدنى مستوى له في حوالي أربعة أعوام.

أما مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية، فقد دخل في دوامة الخسائر للجلسة الثامنة على التوالي، ليسجل خلال الأسبوع أدنى مستوى له في أكثر من عامين.

عليه، سجل مؤشر ستاندرد آند بورز العربي المركب، المصمم لتتبع أداء 11 سوق للأسهم، تراجع بنسبة 2.8% على أساس أسبوعي، في حين سجل مؤشر فوتسي واتحاد أسواق المال العربية للشركات منخفضة انبعاثات الكربون في المنطقة العربية تراجع بنسبة 5.5% خلال الأسبوع المنتهي في 31 مايو.

ولكن لا بد من الإشارة إلى أن الأسواق العربية قد عادت لتشهد تحسن نسبي مطلع هذا الأسبوع، لاسيما يومي الأحد 2 يونيو والاثنين 3 يونيو، وذلك في ضوء الطرح العام الثانوي لحصة إضافية تمثل 0.64% من أسهم أرامكو السعودية في سوق الأسهم السعودية، لجمع نحو 12 مليار دولار، بعد وقت قصير من افتتاح الاكتتاب، وذلك في واحدة من أكبر الصفقات في السنوات الأخيرة.

ماذا حدث في هذا الأسبوع؟

 وبالتفصيل، واجهت أسواق الأسهم العربية وتحديداً الخليجية خلال الأسبوع المنتهي في 31 مايو ضغوط جمة نتيجة التوترات الجيوسياسية المستمرة في المنطقة، إضافةً إلى تعزز حالة عدم اليقين بشأن أسعار النفط، حيث ترقب المستثمرون قرار تحالف أوبك+ يوم الأحد 2 يونيو والذي نتج عنه تمديد للخفض في إنتاج  النفط حتى نهاية العام 2025 بدلاً من نهاية العام الجاري.

وذلك بالإضافة إلى تأثيرات ترقب بيانات التضخم الأمريكية التي صدرت يوم الجمعة 31 مايو والتي جاءت معتدلة وفق التوقعات.

 وارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) بنسبة 0.3% في أبريل 2024 مقارنة بشهر مارس 2024، ليرتفع على أساس سنوي بنسبة 2.7%، وهو يعد مقياس مهم للتضخم والمفضل لدى الفيدرالي الأمريكي، لأنه يوفر رؤية أوضح لاتجاهات التضخم الأساسية لتقييم السياسة النقدية المرتقبة.

وأعاد هذا إلى الواجهة مجدداً الرهان بأن يلجأ الفيدرالي إلى خفض معدلات الفائدة مرة واحدة على الأقل خلال هذا العام. ولكن في المقابل، شهد الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة نمو سنوي بنسبة 1.3% خلال الربع الأول من العام 2024، حسبما كشف مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي في تقريره التقديري الثاني، وهو أقل من الزيادة المعلن عنها بنسبة 1.6% في القراءة الأولى، وذلك بالمقارنة مع نمو بنسبة 3.4% في الربع الرابع من العام 2023.

 ويعني هذا أن النمو الاقتصادي الأمريكي قد تباطأ في الربع الأول من هذا العام. عليه، سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية والأوروبية والآسيوية خلال الأسبوع  المنتهي في 31 مايو، تراجعات بشكل عام، من تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 1.0%، إلى تراجع في كل من مؤشر بورصة باريس CAC 40، ومؤشر نيكاي الياباني، ومؤشر شانغهاي الصيني بنسبة 1.3%، 0.4% و0.1% على التوالي.

الأسواق العربية

بلغت القيمة السوقية لأسواق الأسهم العربية 4,192 مليار دولار في نهاية هذا الأسبوع، أي بانخفاض أسبوعي نسبته 2.6%، وهو ما يُعزى بشكل رئيسي إلى انخفاض القيمة السوقية لسوق تداول السعودية بنسبة 3.6%، أي ما يعادل تراجع أسبوعي بقيمة 101 مليار دولار، من أصل تراجع إجمالي في القيمة السوقية للمنطقة العربية بقيمة 112 مليار دولار.

في موازاة ذلك، بلغ إجمالي حجم التداول 16.5 مليار سهم خلال الأسبوع، بتراجع ملموس قدره 34.7% أو ما يعادل 8.7 مليار سهم، في ظلّ التراجع الكبير في أحجام التداول في سوق العراق للأوراق المالية بنسبة 63% أو ما يعادل 9 مليار سهم.

في المقابل، سجلت أسواق الأسهم العربية ارتفاع أسبوعي في القيمة الإجمالية للأسهم المتداولة بنسبة 14.8% أو ما يعادل 2.4 مليار دولار، متأثرة بشكل رئيسي بارتفاع قيمة الأسهم المتداولة في سوق تداول السعودية بما يعادل 2.2 مليار دولار.

 

(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي)

#تحليلسريع

لقراءة الموضوع على منصات مجموعة بورصة لندن، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا