PHOTO
خاص لزاوية عربي من فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية
الدولار والبورصات
بعد اليوم العاصف الذي أعقب إعلان انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سجل مؤشر الدولار الأمريكي في 6 نوفمبر أعلى مستوياته منذ شهر يوليو، فيما ارتفعت مؤشرات الأسواق بنسب عالية تُعد من الأكبر تاريخيا التي يتم تسجيلها بعد إعلان نتائج الرئاسة الأمريكية.
وسجل مؤشر داو جونز يوم 6 نوفمبر ارتفاع بنسبة 3.6% ومؤشر S&P 500 بنسبة 2.5% ومؤشر ناسداك بنسبة 3.0%.
كما ارتفع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 2.6%، في حين أن الأسواق الأوروبية قد ارتفعت في بداية تعاملات 6 نوفمبر قبل أن تغلق على تراجعات طفيفة نسبيا.
وكانت عوائد سندات الخزانة الأمريكية قد سجلت أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر خلال الأسبوع المنتهي في 1 نوفمبر، في انعكاس لتوقعات السوق بشأن إمكانية خفض أسعار الفائدة.
في الوقت نفسه، شهد مؤشر الدولار الأمريكي تحركات أكثر تباينا خلال الأسبوع السابق للانتخابات حيث بلغ ذروته مقابل الين الياباني، لكنه أنهى نفس الأسبوع دون تغيير يذكر، في حين أظهرت الأسهم الأمريكية والأوروبية والآسيوية تقلبات كبيرة، لتنهي الأسبوع السابق للانتخابات الأمريكية على انخفاضات.
النفط والغاز
شهدت أسعار السلع بشكل عام، تراجعات واضحة خلال الأسبوع السابق للانتخابات والمنتهي في 1 نوفمبر، لاسيما أسعار النفط والغاز.
فقد تراجع سعر برميل خام برنت لليوم بحدود 4%، مع ضعف الطلب وزيادة المعروض، وذلك في ظل تراجع الطلب على النفط من جانب الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، وهو ما استمر في الضغط على استهلاك النفط العالمي وأسعاره، بالإضافة إلى مستويات الإنتاج القياسية في الولايات المتحدة الأمريكية.
غير أن أسعار النفط لليوم قد شهدت بعض الارتفاعات في 4 نوفمبر إلى حدود 75 دولار للبرميل. وجاء ذلك بدعم من إعلان 8 دول من تحالف أوبك بلس مد خفض الإنتاج بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا، بعد أن كان من المقرر أن ترفع المجموعة الإنتاج في ديسمبر بمقدار 180 ألف برميل يوميا فقط. ولكنها عادت وشهدت بعض التراجعات الطفيفة بين 6 و7 نوفمبر.
وقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بعد الإعلان عن فوز ترمب والذي يدعم زيادة إنتاج النفط والاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، وذلك من 75.5 دولار للبرميل في 5 نوفمبر إلى 74.6 دولار للبرميل في 7 نوفمبر.
الذهب والبتكوين
أما على صعيد أسعار الذهب، تجدر الإشارة إلى أنها تراجعت بشكل ملموس من حدود 2,750 دولار للأونصة في 5 نوفمبر إلى أقل من 2,670 دولار للأونصة في 6 نوفمبر، بسبب تأثير إعلان نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، الأمر الذي دفع بالدولار الأمريكي إلى الارتفاع ليتأثر الذهب بشكل سلبي، وقد يستمر هذا التذبذب خلال المدى المنظور.
في موازاة ذلك، ارتفع سعر عملة البتكوين الرقمية إلى مستوى قياسي جديد يزيد عن 75 ألف دولار في 6 نوفمبر، مع فوز ترمب في السباق الرئاسي الأمريكي، الداعم لقطاع العملات الرقمية بشكل عام، والداعي لبناء احتياطي وطني كبير من عملة البتكوين إلى جانب تعهده في وقت سابق بإقالة رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات، المناهض للقطاع بشكل عام.
وقد بدأ هذا المسار الصاعد على صعيد العملات الرقمية خلال الأسبوع المنتهي في 1 نوفمبر، إذ ارتفعت البتكوين بنسبة 3.6% إلى حدود 70 ألف دولار، ومن المتوقع أن تحافظ العملات الرقمية على زخمها خلال المرحلة القادمة.
الأسواق العربية
طغى اللون الأخضر على شاشات أسواق الأسهم العربية خلال الأسبوع السابق للانتخابات والمنتهي في 1 نوفمبر، حيث سجل مؤشر ستاندرد آند بورز العربي المركب، المصمم لتتبع أداء 11 سوق للأسهم، ارتفاع أسبوعي بنسبة 1.5%.
وجاء هذا بعد أن سجلت 14 بورصة عربية من أصل 15 بورصة ارتفاعات تراوحت بين 0.1% و4.9% في مؤشرات أسعارها.
واستمرت القيمة السوقية الإجمالية لأسواق الأسهم العربية في تسجيل ارتفاعات طفيفة بنسبة 0.9% إلى 4,263 مليار دولار.
غير أن كل من قيمة التداول وأحجام التداول الإجمالية في المنطقة لم تتماش مع التحركات السعرية، إذ سجلت تراجعات أسبوعية بنسبة 8% و52% على التوالي خلال الأسبوع المنتهي في 1 نوفمبر. وهذا بخلاف الأسبوع السابق عليه، الذي شهد ارتفاعات ملموسة في ضوء النمو الملحوظ في قيمة التداول وأحجام التداول في سوق أبوظبي للأوراق المالية التي شهدت تنفيذ صفقة خاصة على أسهم شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" في 24 أكتوبر.
في موازاة ذلك، أعلنت شركة لولو للتجزئة القابضة عن نجاح عملية البناء السعري والاكتتاب في طرحها العام الأولي في سوق أبوظبي للأوراق المالية، لتبلغ حصيلة عوائد الاكتتاب 6.32 مليار درهم (حوالي 1.72 مليار دولار)، مما يجعله أكبر طرح عام أولي في دولة الإمارات العربية المتحدة حتى الآن في العام 2024.
وقد شهد الطرح طلب إجمالي من المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين تجاوز 135 مليار درهم (حوالي 37 مليار دولار)، وهو رقم قياسي لطرح عام أولي غير حكومي في الإمارات خلال العقد الماضي. ويأتي ذلك بعد أن أعلنت الشركة عن زيادة حجم الطرح العام الأولي في سوق أبوظبي للأوراق المالية، ليرتفع حجم الطرح العام الأولي الإجمالي إلى 3.098 مليار "سهم عادي"، بعد أن كان قد تم الإعلان سابقاً عن طرح 2.582 مليار "سهم عادي".
تأثيرات ترمب
تجدر الإشارة إلى أن الأسواق العرببة لم تسجل تغييرات تذكر بين 3 و5 نوفمبر، حيث سادت حالة من الترقت والتريث مع مراوحة نسبية في مؤشرات الأسعار، قبل أن تسجل بعض الارتفاعات الطفيفة يوم 6 نوفمبر تراوحت نسبها بين 0.2% و0.8%.
ومن المتوقع أن تبقى في إطار المراوحة خلال الأسبوع المنتهي في 8 نوفمبر، وهو أداء مستمر منذ بداية شهر أكتوبر في ضوء التطورات الجيوسياسية في المنطقة، ومن المتوقع أن يستمر في المدى المنظور إن بقيت الأوضاع على ما هي عليه.
(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي)
#تحليلسريع
للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا