PHOTO
فاز الاقتصاديان الأمريكيان روبرت ويلسون وبول ميلجروم بجائزة نوبل للاقتصاد لهذا العام، فمن هما...؟ ولم استحقا هذه الجائزة..؟
أولا: من هما؟
بول ميلجروم، من مواليد 1948 في ولاية ميتشيجان الأمريكية. تخرج من جامعة ميتشيجان عام 1970، حاصلا على البكالوريوس في علم الرياضيات. ثم التحق بجامعة ستانفورد لمتابعة دراساته العليا، حيث حصل على درجة الماجستير في الإحصاء في 1978، ثم درجة الدكتوراه في الأعمال في 1979، وقام بالتدريس في جامعات مختلفة. كانت لميلجروم مساهمات مختلفة في الاقتصاد، في مجالات نظرية المزادات والاقتصاد الصناعي والتاريخ الاقتصادي وغيرها. وقد تم تكريمه عدة مرات وحصل على ألقاب أكاديمية مرموقة – كانت أحدثها قبل جائزة نوبل موضع الحديث – في 2018، حيث حصل على جائزة "جون كارتي" التي تمنحها الأكاديمية الوطنية الأمريكية لتطوير العلوم.
روبرت ويلسون، من مواليد 1937 في ولاية نبراسكا الأمريكية، ودرس في جامعة هارفارد التي حصل فيها على درجة البكالوريوس عام 1959، ثم التحق بجامعة ستانفورد للتدريس فيها عام 1964. توجهت أبحاثه وموضوعات تدريسه إلى مجالات مثل هيكل السوق، والتسعير، واقتصاديات المعرفة. وكانت له إسهامات بشكل خاص في مجال تصميم المزادات وطرح العطاءات التنافسية في مجالات النفط والاتصالات. قام بنشر حوالي 100 مقالة ومادة علمية في المجلات العلمية خلال حياته.
وفاز الاقتصاديان الأمريكيان بجائزة نوبل هذا العام لما قدماه من تطوير لنظرية المزادات، وتقديمهما لصيغة جديدة للمزادات كنشاط تجاري.
فما هي نظرية المزادات؟
كانت البذرة الأولى لنظرية المزادات في عام 1961، عن طريق عمل بحثي لويليام فيكري وهو أكاديمي واقتصادي، وقد فاز بنوبل للاقتصاد أيضاً في 1996 بالمناسبة. وكانت أعماله البحثية بمثابة حجر أساس للعديد من الاقتصاديين منهم ويلسون وميلجروم فيما بعد.
بشكل مبسط، يقوم الاقتصاديون بشرح وتفسير وتوقع أداء الأطراف المختلفة أثناء المزادات، طرقهم في التسعير، تقييمهم للسلع والخدمات المعروضة، أي شرح سلوكيات وتفضيلات الأطراف المختلفة أثناء عقد المزادات، وذلك من خلال معادلات رياضية وافتراضات مختلفة. كل ذلك في مجهود لمحاولة فهم الظواهر المتحكمة في السعر النهائي للسلعة، ولماذا يتصرف المتقدمون للمزاد بشكل معين.
فعلى سبيل المثال، تقدم نظرية المزادات تفسيرات مختلفة للمزادات ونتائجها وعروض الأطراف المختلفة باختلاف السلعة أو الخدمة ونوعها وصيغة المزاد ذاته. فأحيانا، يُفترض أن المتقدم للمزاد سيعرض السعر بناء على ما يراه وحده من قيمة للسلعة التي يرغب في شرائها. وأحيان أخرى، يُفترض أن السعر الذي سيعرضه سيتوقف ليس فقط على ما يراه هو من قيمة للسلعة، وإنما على ما يظن أن المتقدمين الآخرين يرونه من قيمة للسلعة كذلك. كل تلك الافتراضات يتم تحليلها من خلال نماذج رياضية ومعادلات وقوانين احتمالات مترابطة.
وقد اكتسبت نظرية المزادات أهمية خاصة وتم استخدام إسهامات الباحثين في الواقع لأول مرة في التسعينات، بعد حدثين مهمين، أولهما فضيحة بنك الاستثمار Salomon Brothers في خرق قوانين التداول على سندات الخزانة الأمريكية في مطلع التسعينات، وعقد لجنة الاتصالات الفيدرالية عدة مزادات متعاقبة لمنح تراخيص ترددات مختلفة. تلك الأحداث في تسعينات القرن الماضي دفعت المؤسسات الأمريكية في الاستعانة بأكاديميين وخبراء في مجال المزادات في تنفيذ مزاداتها المختلفة.
ماذا قدم ويلسون وميلجروم لنظرية المزادات؟
طور الاقتصاديان المرموقان من خلال عملهما البحثي طروحات أكثر توسع لنظرية المزادات. فمثلا، طرح ويلسون تفسير لماذا قد يقوم المتقدمون للمزاد بعرض سعر أقل جدا مما يرونه مساوي لقيمة السلعة، لتجنب ما يسمى بـ"لعنة الفائز"، وهي ببساطة خوفهم من أن يدفع الفائز أكثر مما يجب للحصول على السلعة المعروضة، وهو ما يتضمن خسارة حتى وإن فازوا بالحصول على السلعة نفسها. بينما قام ميلجروم بطرح نظرية أكثر شمولا، تسمح بضم السيناريوهين معا: القيمة التي يفترضها المشتري وحده ويعتمد بها على معلوماته الخاصة، وكذلك تقييمه لنظرة الآخرين للسلعة. كما طرح ميلجروم وويلسون صيغة جديدة للمزادات التي يعرض فيها مجموعة من السلع وليس سلعة واحدة، وأيضا مزادات يكون الهدف منها تحقيق منفعة اجتماعية ببيع السلع وليس فقط الحصول على أعلى قيمة مقابل البيع. وقد ساهم تطبيق نظرياتهما في تطوير العديد من المزادات في مجالات مختلفة كطروحات أدوات الخزانة، أو طرح ترددات الراديو والإذاعة.
(إعداد: إسراء أحمد، وعملت إسراء سابقا كاقتصادي أول بشركة شعاع لتداول الأوراق المالية - مصر، وكذلك شركة مباشر لتداول الأوراق المالية، بالإضافة لعملها كباحث اقتصادي في عدة وزارات مصرية)
(للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)
تغطي زاوية عربي أخبار وتحليلات اقتصادية عن الشرق الأوسط والخليج العربي وتستخدم لغة عربية بسيطة.
© ZAWYA 2020
إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا