PHOTO
تجتمع مجموعة أوبك وحلفائها "أوبك+" يوم الخميس لمناقشة سياسة الإنتاج للفترة المقبلة في وسط تقلبات الأسعار وزيادة الطلب مع تعافي الاقتصاد العالمي من آثار فيروس كورونا.
وكانت المجموعة قد قررت في شهر سبتمبر الماضي الإبقاء على زيادة الإنتاج المقررة بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر.
وتلك هي النسبة التي وافقت عليها المجموعة في شهر يوليو بهدف الانسحاب التدريجي من مستويات الخفض في إنتاج النفط المعمول بها حاليا عند 5.8 مليون برميل يوميا، نتيجة للآثار الاقتصادية للجائحة.
لا تغيير
ويتوقع الخبراء أن يسفر اجتماع الخميس عن نفس النتيجة، وهي الإبقاء على زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل.
وكان وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب قد قال الشهر الماضي إن زيادة إنتاج أوبك+ من النفط الخام يجب أن لا تتعدى 400 ألف برميل يوميا لشهر ديسمبر بسبب بعض الغموض والمخاطر المحيطة بسوق النفط.
وأيدت كل من الكويت والعراق الاتفاق على زيادة الإنتاج ب400 ألف برميل يوميا، وسط مطالبات من الولايات المتحدة الأمريكية بزيادات أكبر للإنتاج لخفض الأسعار.
من جانبه، قال روبرت مكنالي رئيس رابيدان إنرجي لاستشارات الطاقة، ومقرها واشنطن، إن شركته والسوق يتوقعان الإبقاء على نسبة الزيادة المقررة.
وقال لموقع زاوية عربي "لكن السوق بعد ذلك سيتكهن بما قد تفعله الولايات المتحدة الأمريكية وباقي الدول المستوردة (للنفط) كرد فعل".
وأضاف "الاحتمالات تتضمن استخدام المخزونات الاستراتيجية ورفع دعاوي مكافحة الاحتكار" ضد دول منتجة للنفط.
ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن منظمة أوبك+ وبالتحديد السعودية وروسيا لزيادة إنتاجهم من النفط لمواجهة صعود الأسعار.
تأثير المخزون الاستراتيجي
يقول مكنالي إن الاعتماد على المخزون الاستراتيجي "قد يخفض الأسعار مؤقتا، خاصة لو تضمن كل أعضاء الوكالة الدولية للطاقة وليس الولايات المتحدة فقط".
وأضاف "لكن إذا لم تكن الاتاحات من المخزون الاستراتيجي مستمرة وعملاقة، ليس من المفترض أن تؤثر على الأسعار.. بشكل كبير".
ويشارك مكنالي الرأي إدوارد مويا، كبير محللي سوق النفط لدى شركة أواندا للسمسرة العالمية والتي لديها مقرات في عدة دول منها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان.
وقال مويا لزاوية عربي "الصين تستخدم احتياطاتها، والولايات المتحدة في الغالب ليست ببعيدة" عن فعل نفس الشيء، "إلا أن هذا في الحقيقة من المفترض أن يخفض أسعار خام النفط لمدة قصيرة حيث أن عجز السوق سيبقى حتى فترة كبيرة من العام القادم".
وأضاف: "أوبك+ تبدو جاهزة لتجاهل مطالبات قادة العالم بزيادة الإنتاج والتمسك بخطتها للزيادة المتدرجة.. وهي تتناسب بشكل جيد مع السعوديين والروس".
ويتوقع مويا أن يتأقلم السوق على زيادة أسعار النفط، مضيفا أن سعر البرميل من الممكن أن يصل إلى 90 دولار خلال الأسبوع الحالي إلا إذا قامت الولايات المتحدة بضخ زيادات.
وتتداول أسعار الخامين القياسيين، برنت وتكساس الوسيط الأمريكي، فوق ال80 دولار للبرميل.
ويخيم الغموض على أسواق النفط العالمية التي أصبحت أكثر تقلبا عن ذي قبل وسط أزمة نقص طاقة عالمية وتذبذب الطلب مع موجات ومتحورات كورونا.
قدرات أوبك+
وأشار مويا أنه حتى في حالة اتفاق أوبك+ على زيادة نسبة الإنتاج، لن يكون هناك ثقة في قدرتها على تنفيذها، قائلا إن "أوبك+ لم تستطع حتى أن تحقق معدل الإنتاج المستهدف الشهر الماضي (أكتوبر) حيث أن نيجيريا وليبيا عانا (لتحقيق) نسب" إنتاجهما.
من جانبه، يعتقد بافل مولتشانوف المحلل في "Raymond James"، وهو بنك استثمار أمريكي ومقره فلوريدا، أن أوبك+ ستتفق على زيادة الإنتاج المقررة بمقدار 400 ألف برميل يوميا حتى نصف 2022.
وقال لموقع زاوية عربي "لا يزال الوباء مصدر عدم وضوح فيما يتعلق بالطلب"، مضيفا أن وسط الضغوط على المجموعة لزيادة الإنتاج "سيمثل إبقاء خارطة الطريق الحالية حل وسط".
ويشارك جيوفاني ستانوفو محلل النفط لدى شركة يو.بي.إس، التي توفر خدمات مالية لأكثر من 50 دولة ومقراتها الرئيسية في مدينتي زيورخ وبازل السويسريتين، توقعات باقي المحللين بالإبقاء على نفس نسب الإنتاج، خاصة بعد تصريحات وزراء النفط في الدول الأعضاء المؤيدة للقرار.
وقال في تصريح لزاوية عربي "في الغالب تفضل المجموعة التمسك بسياسة حذرة نتيجة الغموض حول ما إذا يمكن للجائحة التأثير على الطلب على النفط خلال شتاء نصف الكرة الشمالي، وأيضا وسط توقعات كل وكالات الطاقة بوجود فائض في سوق النفط خلال العام القادم".
(إعداد: شريف طارق، ويعمل شريف مع أهرام اونلاين وافريكا ربورت، وهو أيضا رئيس تحرير نشرة دلتا دايجست، وقد عمل سابقا في مؤسسات إعلامية أخرى من بينها لوس أنجلوس تايمز)
(للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)
سجل الآن ليصلك تقريرنا اليومي الذي يتضمن مجموعة من أهم الأخبار لتبدأ بها يومك كل صباح
#تحليلمطول
© ZAWYA 2021
بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام