PHOTO
باريس 15 أبريل نيسان (رويترز) - التهم حريق هائل كاتدرائية نوتردام التي تعد أحد أشهر المعالم بوسط العاصمة الفرنسية باريس يوم الاثنين حيث دمر سقفها في حادث أصاب فرنسا والعالم بالصدمة، لكن رجال الإطفاء تمكنوا من إنقاذ برجي الجرس الرئيسيين والجدران الخارجية من الانهيار قبل السيطرة على الحريق.
وانتشر الحريق، الذي اندلع في وقت مبكر من مساء الاثنين، بسرعة في سقف الكاتدرائية التي بنيت قبل ثمانية قرون وامتد إلى قمة البرج العملاق للكاتدرائية الذي انهار على أثر ذلك، ثم سقط السطح كله.
وتم إطفاء الحريق تقريبا، بعدما ظل مستعرا لنحو ثماني ساعات، بحلول الساعة الثالثة صباح يوم الثلاثاء بتوقيت وسط أوروبا. وفي وقت سابق حاول رجال الإطفاء الذين كانوا يكافحون للحيلولة دون انهيار أحد برجي الجرس الرئيسيين، إنقاذ الآثار الدينية والتحف الفنية التي لا تقدر بثمن. وأصيب أحد رجال الإطفاء بجروح خطيرة وهي الإصابة البشرية الوحيدة التي وردت تقارير عنها.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحفيين في الموقع قبيل منتصف الليل بقليل "تفادينا الأسوأ".
وقال إن فرنسا ستطلق حملة لإعادة بناء الكاتدرائية، بما في ذلك جهود لجمع التبرعات ومناشدة الموهوبين من أنحاء العالم للمساهمة.
وأضاف ماكرون الذي بدا متأثرا بشدة "سنعيد بناءها معا. ستكون بلا شك جزءا من المصير الفرنسي ومشروعنا للسنوات القادمة".
ونجا الهيكل الحجري الرئيسي للكاتدرائية من التدمير التام في الوقت الذي تمت فيه السيطرة الحريق.
وقال متحدث باسم فرقة الإطفاء في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء "سنستمر في مراقبة أي جيوب متبقية للحريق وتبريد الأجزاء التي لا تزال ملتهبة، مثل الإطارات الخشبية".
ونظر أبناء باريس والسياح المصدودين غير مصدقين لما يحدث بينما كان الحريق يستعر في الكاتدرائية التي تقع في جزيرة إيل دو لا سيت في نهر السين وتعد معلما رئيسا في وسط العاصمة الفرنسية.
وعبر زعماء العالم عن صدمتهم وأرسلوا برقيات مواساة للشعب الفرنسي.
وغطت سحابة دخان كبرى سماء المدينة فيما تساقط الرماد على مساحة واسعة حول الكاتدرائية.
وكافح رجال الإطفاء الدخان والقطع المتساقطة من الرصاص المنصهر وهم يحاولون إنقاذ بعض كنوز نوتردام.
وقال مكتب المدعي العام في باريس إنه بدأ تحقيقا بشأن الحريق. وقالت عدة مصادر في الشرطة إنهم يعملون حاليا بناء على افتراض أن الحريق حادث غير متعمد.
وألغى ماكرون خطابا كان من المفترض أن يوجهه إلى الأمة مساء الاثنين في محاولة للرد على موجة من الاحتجاجات التي هزت رئاسته.
وذهب بدلا من ذلك إلى موقع الحريق مع زوجته بريجيت وبعض وزرائه. ووجه الشكر إلى خدمات الطوارئ ورجال الإطفاء.
وقالت خدمة الدفاع المدني الفرنسية، فيما قد يكون ردا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اقترح على رجال الإطفاء "التحرك بسرعة" والاستعانة بطائرات إطفاء، إن هذا الخيار كان مستبعدا نظرا لأنه ربما يسفر عن تدمير المبنى بأكمله.
وعبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن تضامنهما مع الشعب الفرنسي. ووصفت ميركل الكاتدرائية بأنها أحد "رموز فرنسا والثقافة الأوروبية".
وقال الفاتيكان إن الحريق سبب "صدمة وحزنا"، مضيفا أنه يصلي من أجل رجال الإطفاء.
وقالت رئيسة بلدية باريس، آن هيدلاجو، في الموقع إن بعض التحف الفنية التي كانت في الكاتدرائية نقلت إلى الخارج ويجري وضعها في مخزن آمن.
ودعا رئيس أساقفة باريس جميع القساوسة في المدينة إلى قرع الأجراس في لفتة تضامن مع نوتردام.
وقالت شاهدة تدعى سامنتا سيلفا والدموع تنهمر من عينيها "لدي كثير من الأصدقاء في الخارج وفي كل مرة يأتون أطلب منهم الذهاب إلى نوتردام.
"زرتها العديد من المرات لكنها لن تكون أبدا كما كانت. إنها رمز حقيقي لباريس".
وصدرت بالفعل مناشدات لجمع تبرعات في الولايات المتحدة لإعادة بناء كاتدرائية نوتردام، بينما نقل عن الرئيس التنفيذي لمجموعة كيرينج للسلع الفاخرة في فرنسا قوله في بيان نشرته وكالة الأنباء الفرنسية إنه سيتعهد بدفع 100 مليون يورو (113 مليون دولار) لجهود إعادة بناء الكاتدرائية.
ويعود بناء الكاتدرائية إلى القرن الثاني عشر وهي مدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي. ويزور الكاتدرائية ملايين السياح كل عام.
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)