PHOTO
زاوية عربي
قُتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني فجر يوم الجمعة الماضي في قصف صاروخي شنته طائرات أميركية مسيّرة- أي بدون طيار- على محيط مطار بغداد الدولي، ما أدى إلى مقتل القائد الإيراني وعدد من قيادات الحشد الشعبي العراقي المرافقة له، بحسب تقارير إعلامية عالمية.
وقتل أيضا في العملية حوالي ثمانية آخرين، بحسب تقرير لبي بي سي عربي، من بينهم عدة قادة في الحشد الشعبي، وهو تيار مسلح عراقي ومعروف بقربه من إيران، وأشهرهم: محمد رضا الجابري وأبو مهدي المهندس.
خلفية سريعة عن الحرس الثوري الإيراني، والحشد الشعبي العراقي
(بحسب تقارير إعلامية)
الحرس الثوري الإيراني هو فرع من القوات المسلحة الإيرانية التي تأسست بعد الثورة الإسلامية عقب الإطاحة بالنظام الملكي في هذا البلد عام 1979.
الحشد الشعبي هو قوات نظامية عراقية، وجزء من القوات المسلحة العراقية، ومؤلف من فصائل عدة أغلبها شيعية.
سبب الاغتيال
قال دونالد ترامب، الرئيس الأميركي يوم الجمعة الماضي عقب الإعلان عن تنفيذ عملية الاغتيال، إن قاسم سليماني كان يدبر لقتل أمريكيين. وكتب في تغريدة له على موقع تويتر: "الجنرال قاسم سليماني أسقط آلاف الأمريكيين بين قتيل وجريح على مدى فترة طويلة من الوقت، وكان يدبر لقتل المزيد والمزيد".
توقيت العملية
عملية اغتيال قاسم جاءت بعد يومين من تعرض السفارة الأميركية في العاصمة العراقية بغداد لهجوم من قبل متظاهرين موالين للحشد الشعبي. وسبق هذا الهجوم على السفارة الأميركية ضربات جوية أميركية ضد قواعد تابعة لقوات الحشد الشعبي، والتي من ضمنها حزب الله العراقي، وأدت تلك الضربات إلى مقتل وإصابة حوالي 25، بحسب تقارير إعلامية من ضمنها CNN العربية.
من هو قاسم سليماني؟
(بحسب وكالة الجمهورية الإسلامية الرسمية للأنباء - ارنا)
قاسم سليماني من مواليد 11 مارس 1957 في قرية تسمى القناة، وهي تابعة لمحافظة كرمان في جنوب شرق إيران.
بدأ حياته كعامل بناء، ثم عمل في دائرة مياه كرمان.
انخرط بالعمل الثوري ضد نظام الحكم في الفترة السابقة للثورة الإسلامية في إيران عام 1979، قبل أن يلتحق بحرس الثورة الإسلامية.
وبعد مدة تولى حماية مطار محافظته كرمان عندما بدأت الطائرات الحربية العراقية باستهداف المطارات الإيرانية خلال الحرب بين البلدين في ثمانينيات القرن الماضي. وفي عام 1998 تم تعيين قاسم قائد لفيلق القدس، وهي وحدة قوات خاصة لحرس الثورة الاسلامية في ايران.
وفي عام 2011 تمت ترقيته الى رتبة لواء.
ردود الفعل الدولية على الحدث:
(بحسب تقرير مجمع لوكالة الأنباء الفرنسية AFP)
وقال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في بيان نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) ونقلته وكالة الأنباء الفرنسية AFP إن "الهجوم الإجرامي على الجنرال سليماني، كان أكبر خطأ استراتيجي للولايات المتحدة، وإن الادارة الأميركية لن تفلت بسهولة من تداعيات حساباتها الخاطئة". وأضاف البيان "على المجرمين أن يترقبوا انتقام قاسي في الوقت والمكان المناسبين".
وكان علي خامنئي مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية - أعلى مرجعية وسلطة سياسية ودينية في إيران - توعد خلال زيارة منزل قاسم معزياً بـ "انتقام قاس". وأعلن الحداد الوطني لثلاثة أيام في البلاد.
أما حسن روحاني، الرئيس الإيراني فقد قال إن "الأمة الإيرانية الكبيرة، والدول الحرة الأخرى في المنطقة ستنتقم من أميركا على هذه الجريمة البشعة".
اعتبر عادل عبد المهدي، رئيس وزراء العراقي المستقيل، أن الضربة الجوية الأميركية تشكل "تصعيد خطير يشعل فتيل حرب مدمرة" في العراق. وقد أستقال رئيس الوزراد الشهر الماضي على خلفية المظاهرات في العراق.
قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في لبنان والمدعوم من إيران ان "القصاص العادل من قتلته المجرمين الذين هم أسوأ أشرار هذا العالم سيكون مسؤولية وأمانة وفعل كل المقاومين والمجاهدين على امتداد العالم".
ورفض وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب - في حديث صحفي مع البي بي سي ونشر على موقعها العربي - وصف اغتيال الولايات المتحدة قاسم سيلماني بأنه "عمل حربي"، وأضاف: أن "إيران مشاركة منذ فترة طويلة في أنشطة مهددة ومزعزعة للاستقرار".
أما أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، فقد قال إن "العالم لا يمكنه تحمل حرب جديدة في الخليج".
وأعلن قصر الإليزيه - قصر الرئاسة الفرنسية - أن إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي سيبقى على اتصال وثيق مع فلاديمير بوتين الرئيس الروسي لمتابعة الوضع في العراق، وتجنب تصعيد جديد خطير للتوتر.
أما وانغ يي، وزير الخارجية الصيني خلال محادثة هاتفية مع سيرغي لافروف نظيره الروسي فقد أكد أن بلاده تعارض أي إساءة لاستخدام القوة في العلاقات الدولية. وأضاف وانغ أن "المغامرة العسكرية غير مقبولة"، وذلك بحسب بيان رسمي نشرته عدة وكالات إخبارية عالمية من ضمنها وكالة الأنباء الفرنسية AFP.
رد فعل السعودية
أصدرت المملكة بيان نشر على لسان مصدر مسؤول لم يذكر أسمه على موقع الوكالة الرسمية السعودية يوم الجمعة وجاء نصه كالآتي:
"تابعت المملكة العربية السعودية الأحداث في العراق الشقيق والتي جاءت نتيجة لتصاعد التوترات والأعمال الإرهابية التي شجبتها وحذرت المملكة فيما سبق من تداعياتها. ومع معرفة ما يتعرض له أمن المنطقة واستقرارها من عمليات وتهديدات من قبل الميليشيات الإرهابية تتطلب إيقافها، فإن المملكة وفي ضوء التطورات المتسارعة تدعو إلى أهمية ضبط النفس لدرء كل ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بما لا تحمد عقباه. وتؤكد المملكة العربية السعودية على وجوب اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن واستقرار هذه المنطقة".
(إعداد: محمد الحايك. وقد عمل محمد في السابق في عدة مؤسسات، منها صحيفة الراي الكويتية، وقناة أخبار المستقبل الفضائية اللبنانية)
(تحرير: ياسمين صالح، للتواصل: Yasmine.Saleh@refinitiv.com)
© ZAWYA 2020
إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا