PHOTO
بعد 3 أشهر من حشد جنودها على الحدود الأوكرانية في ديسمبر، أعلنت روسيا مساء الاثنين، عن خطوة تصعيدية جديدة باعتراف الرئيس فيلاديمير بوتين باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين، بشرق أوكرانيا.
وصرح بوتين أنه سيرسل "قوات حفظ سلام" إلى ما يطلق عليهما جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، مما أثار مخاوف أمريكا وأوروبا من أن موسكو تتحرك للسيطرة على الأراضي المعترف بها دوليا كجزء من أوكرانيا.
تتلقى المنطقتان دعم عسكري ومالي من موسكو منذ أن أعلن متمردون السيطرة على المقاطعتين، بعد الثورة الأوكرانية عام 2014 التي دعمت فيها روسيا احتجاجات شبه جزيرة القرم في جنوب أوكرانيا والتي ضمتها لاحقا.
ومع بداية الصراع، استولى المتمردون الموالون لروسيا على المباني الحكومية في دونيتسك ولوغانسك ، وبدأوا حرب طويلة مع القوات الأوكرانية. وقتل أكثر من 14 ألف شخص في القتال بالمنطقة منذ ذلك الحين.
وخلال عامي 2014 و2015، وقعت أوكرانيا وروسيا ودانيتسك ولوغانسك اتفاقين لوقف إطلاق النار تحت اسم مينسك1 و2، لكن الاتفاقين انهارا واستمرت المواجهات.
بحسب الجارديان، تُدار المنطقتان من قبل حكومات انفصالية ويُنظر إليهما على نطاق واسع على أنهما دولتين بالوكالة لروسيا داخل أوكرانيا، فيما تنظر الأخيرة إلى المنطقتين كـ "مناطق محتلة مؤقتًا"، على غرار شبه جزيرة القرم.
كما ينظر إلى المنطقتين على أنهما تحت سيطرة روسية كاملة، بقيادة نصبها الكرملين، والدعم الروسي لاقتصاداتهما، والجيش الروسي الذي يوفر الحماية والأسلحة، كما تستخدم اللغة الروسية في التعاملات اليومية.
ويطلق على المنطقتين معا إقليم دونباس بشرق أوكرانيا على مساحة حوالي 52.3 ألف متر مربع، إضافة إلى منطقة محايدة يطلق عليها دونباس الروسية، أي "حوض دونيتسك"، وفق ما ذكرته مونت كارلو.
ووفقا لبلومبرغ، لم تعترف أي دولة باستقلال المنطقتين عن أوكرانيا قبل روسيا، التي منحت جوازات سفر روسية لمئات الآلاف من الأشخاص هناك.
ثروات الفحم
عرف الإقليم، قبل الحرب بالصناعات الثقيلة وتعدين الفحم، حيث سميت على اسم حوض فحم تم اكتشافه عام 1721 وسمي على اسم نهر دونيتس العابر في المنطقة، وبدأ استغلال حوض دونيتسك في أوائل القرن الـ19، وبحلول عام 1913 كان ينتج 87% من الفحم الروسي.
ونتيجة هذه الثروات يعد الإقليم مهم أيضا لأوكرانيا ويطلق عليه "سلة الصناعة والغذاء" كما تتركز فيه المنطقة الصناعية ومساحات الزراعة ومحطات توليد الطاقة والتدفئة.
وبحسب بي بي سي، فإن دونباس يحتوي على أحد أكبر احتياطيات الفحم في أوكرانيا، ودونيتسك هي العاصمة غير الرسمية للإقليم، وخامس أكبر مدينة في أوكرانيا.
كان لدى دونيتسك سابقا مطار دولي لكن القتال دمره وترك الأراضي معزولة في الغالب عن بقية أوكرانيا في حالة اقتصادية مزرية، بينما لا تزال الحدود مع روسيا مفتوحة إضافة إلى العلاقات الاقتصادية والثقافية.
بحسب الجارديان، يبلغ عدد سكان المنطقتين نحو 3 ملايين شخص وهو رقم أقل من عدد السكان قبل الحرب.
اعتراف روسيا باستقلال المنطقتين قد يمكنها من إرسال قواتها بشكل علني تحت مظلة "حفظ السلام" حيث يمكن للقوات الروسية أن تكون داخل الأراضي الأوكرانية بالفعل، لا على الحدود مع أوكرانيا، مما قد يعجل بمواجهات عسكرية مباشرة بين الجانبين.
للمزيد: اتفاقيات مينسك..هذا ما نعرفه
(إعداد: شيماء حفظي، صحفية متخصصة في الشأن الاقتصادي، وهي محررة في موقع مصراوي المصري)
(تحرير: عبدالقادر رمضان، للتواصل yasmine.saleh@lseg.com)
#أخبارسياسية