PHOTO
08 06 2016
ستشكل الثروة المعدنية خلال الفترة المقبلة الركيزة الأساسية لانطلاق الرؤية الاقتصادية للمملكة، في وقت تعّد فيه المملكة العربية السعودية من أغنى دول العالم بالثروة المعدنية، ومن المحتمل أن تتصدر المملكة خلال السنوات المقبلة قائمة الدول الموفرة لاحتياطات بعض المعادن
90 ألف وظيفة
قال الخبير الجيولوجي سداد الحسيني إن المملكة مليئة بالثروات المعدنية إلا أن الجهات المعنية سابقاً ركزت على الثروة النفطية أكثر، مشيراً إلى أن قطاع المعادن جاهز للاستثمار وهي خطوة بناءة ومهمة لها مردود هام على الاقتصاد المحلي، وذلك يتم بعد إعداد إستراتيجية متزنة لتحقيق الأهداف المرجوة من استغلال المعادن، وقال الحسيني لـ"الوطن" إن المعادن يمكن استغلالها بالطريقة الأمثل وأفضل من النفط إلاّ أنها لن تنافس النفط والغاز على مدى 20 سنة القادمة، وهذا لا يعني إهمال بقية المصادر، وهي مصدر مهم للوظائف والعمل، وحول رؤية التحول الوطني في زيادة الناتج المحلي من قطاع التعدين وخلق الوظائف في ظل قلة عدد المشاريع المتعلقة بقطاع التعديد وطول فترة إنشائها مستقبلاً أوضح الحسيني أن بعض المشاريع التعدينية قائمة حالياً وتحت الإنشاء، وتأتي متوافقة مع رؤية التحول الوطني، وأشار إلى أن الوصول للهدف المحدد بتوفير 90 ألف وظيفة يشمل وظائف ومجالات التعدين في المصانع والمنشآت والطرق والمواصلات والاستيراد والتصدير هي مجالات تخلق وظائف تعدينية كذلك، وأشار الحسيني إلى ضرورة وجود الدراسات اللازمة للمواد المعدنية في المملكة لتتمكن الشركات المحلية والعالمية من الاستفادة منها وكذلك تمويل المشاريع التعدينية بناء على الدراسات التي تحوي جدوى اقتصادية.
موضحاً أن المعادن التي ستضيف قيمة للاقتصاد المحلي هي كثيرة ولعل أبرزها "بوتاس" والذي يستخدم لصناعة الزجاج والأسمدة وسيتم تصديره للدول الأخرى، وسيكون ذا مردود اقتصادي هام، إضافة إلى مناجم الألمنيوم ومناجم الذهب والجرانيت، ومساهمتهم في خلق الوظائف والقيمة المضافة في إجمالي الناتج المحلي.
الاستثمارات الأجنبية
أشار الخبير النفطي ورئيس شركة أرامكو السعودية سابقاً لشؤون الحفر والتنقيب المهندس عثمان الخويطر لـ"الوطن" إلى أن أراضي المملكة تحوي العديد من المعادن (الفوسفات، واليورانيوم، والبوكسايت، والنحاس، والذهب، والسليكون الذي يستخدم لصناعة ألواح الطاقة الشمسية)، موضحاً أن تفعيل برنامج التحول الوطني 2020 فيما يتعلق بقطاع التعدين وزيادة عدد فرص العمل إلى 90 ألف وظيفة خلال أربع السنوات القادمة سيكون بفتح المجال للاستثمارات الأجنبية في قطاع التعدين بشرط توطين تلك الوظائف وتقديم التدريب المناسب لها.
90 مليار ريال
أكد المستشار المالي محمد الشميمري لـ"الوطن" أن لدينا العديد من المعادن التي لم تستغل، وكان استخراج النفط بمبالغ زهيدة سبباً رئيسياً بعدم التوسع في استغلال المعادن الأخرى والتنوع في مصادر الدخل. وخطة التحول الوطني تظهر أن هناك تداركا وتجددا اقتصاديا بهدف تنمية جميع الموارد وللوصول إلى عدد الوظائف المحددة في الخطة، وكذلك لنصل إلى زيادة في قيمة مساهمة قطاع التعدين في إجمالي الناتج المحلي من 64 مليار ريال حالياً إلى 90 مليار ريال خلال 2020 وذلك عن طريق:
التركيز على هذا القطاع الذي سينتج لنا بالتالي أموالا تصب في الاقتصاد المحلي بشكل مباشر، وستكون عبارة عن توظيف لكوادر تعمل في هذا المجال، وبالتالي زيادة مبيعات المعادن داخلياً وخارجياً هو ما سيضيف بالتالي للناتج الإجمالي وسيخلق العديد من الفرص الوظيفية.
وبين الشميمري أن المعادن الموجودة في شركة "معادن " المدرجة في السوق السعودي توضح وجود مناجم ذهب وفضة تمد المشاريع المحلية كذلك بالألمنيوم كمشروع وعد الشمال، إضافة إلى وجود العديد من المعادن في المملكة كالذهب والفضة والبلاتين والنحاس والزنك والرصاص.
© Al Watan 2016