PHOTO
زاوية عربي
من سنان صلاح الدين محمود، الصحفي بموقع زاوية عربي
تأمل المملكة العربية السعودية في جذب سياح من كافة أنحاء العالم بعد إطلاقها برنامج التأشيرة السياحية وتخفيف القيود على الأجانب في مسعى لاستغلال قطاع السياحة لزيادة موارد الدولة كجزء من خطة اقتصادية شاملة لتنويع اقتصاد المملكة من مصادر غير النفط.
تفاصيل البرنامج
يمنح النظام الجديد ، والذي أطلق يوم الجمعة ، السائح- من أي دين- تأشيرة سياحية متعددة الدخول لمدة عام على أن لا تزيد مجموع أيام الإقامة على 90 يوم خلال السنة وذلك عن طريق التقديم الإلكتروني أو عند الوصول أو من الهيئات الدبلوماسية السعودية، حسب موقع بوابة التأشيرة السياحية الرسمي.
وقد حدد البرنامج جنسيات 49 دولة بإمكانهم التقديم على التأشيرة إلكترونيا أو عند الوصول، من ضمن هذه الدول الولايات المتحدة، بريطانيا، كندا، روسيا وعدة دول أسيوية وأوروبية ولكن ليس بهم دول عربية أو أفريقية.
بينما الجنسيات الأخرى ممكن أن تحصل على التأشيرات السياحية من الهيئات الدبلوماسية.
وسيطلب من الرجال والنساء الزائرين "ارتداء الملابس اللائقة والمعتدلة في الأماكن العامة، وتجنب ارتداء الملابس الضيقة أو التي تحتوي على بعض الألفاظ والصور غير اللائقة، كما يجب على النساء تغطية الكتفين والركبتين في الأماكن العامة" ، حسب موقع بوابة التأشيرة السياحية الرسمي.
وبين الموقع للزوار أنه "يحظر بيع وشراء واستهلاك وجلب الكحول أو المخدرات" وعدم إظهار "مظاهر الحميمية العلنية" وأن الموسيقى غير مسموحة في الأماكن العامة خلال أوقات الصلوات الخمسة والذي تقفل فيها المتاجر ولا يجوز الإجهار في الإفطار في الأماكن العامة خلال شهر رمضان.
وقد قال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودي، أحمد الخطيب ، خلال حفل إطلاق التأشيرة السياحية في الرياض يوم الجمعة أنه من المخطط أن يوفر قطاع السياحة مليون وظيفة جديدة ، مضيفا أنه تم استقطاب أكثر من 115 مليار ريال كاستثمارات في مجال السياحة حتى الآن، وذلك بحسب فيديو للحفل نشر على موقع YouTube.
وأضاف أن بلاده تستهدف 100 مليون زيارة في عام 2030 من 41 مليون زيارة الآن، مضيفا أن هذا الهدف يتطلب توفير 500 ألف غرفة سكنية وبنية تحتية إضافية في مجال النقل ومشاريع عملاقة.
لم تكن السعودية تمنح تأشيرات سوى لأغراض الحج والعمرة و للعمالة الأجنبية ورجال الأعمال ولم يكن مسموح لغير المسلمين زيارة مكة. وتعد الخطوة الأخيرة هي الأولى من نوعها في تاريخ المملكة، حسب البيانات الحكومية.
خلفية
وضعت السعودية قطاع السياحة غير الدينية من ضمن أحد أبرز أعمدة خطتها الاقتصادية والتي أطلقتها في 2016 على مدار 14 عام والهادفة إلى إيجاد موارد بديلة عن النفط وتقليل الإنفاق الحكومي وتحفيز القطاع الخاص وخلق وظائف للسعوديين. وتواجه الخطة تحديات بسبب تذبذب أسعار النفط وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
ومنذ ذلك الحين أطلقت السعودية مشاريع سياحية ضخمة وبدأت بترميم وصيانة أماكن أثرية وتاريخية لكي تصبح وجهة سياحية عالمية.
وتماشيا مع الإصلاحات الاقتصادية ، اتخذت السعودية جملة من الإصلاحات الاجتماعية منها السماح للمرأة بقيادة السيارة والسفر من غير مرافق وأيضا استضافة النشاطات الفنية والغنائية. وقد تعهدت السعودية أيضا بتخفيف القيود على الزائرات حيث كان يجب عليهم ارتداء العباءة وتغطية الرأس.
آراء الخبراء
قال محمد أبو باشا، نائب رئيس قطاع البحوث بالمجموعة المالية هيرميس ردا على سؤال من زاوية عربي عن تأثير القرار على نمو القطاع الغير النفطي السعودي: "أننا في البداية ولا يزال صعب ان نتحدث عن التأثير، ولكن من المتوقع ان يكون التأثير محدود في السنة أو السنتين الأوليين حتى يكون هناك بنية تحتيته قوية والانتهاء من المشروعات السياحية على البحر الأحمر والمدينة الترفيهية وغيرها من المشاريع".
واضاف في تبادل لرسائل نصية على الWhatsApp مع زاوية عربي: " لابد أيضا ان ننتظر لنرى كيف سيستقبل المجتمع الأنشطة الإقتصادية الجديدة".
ويرى محمد شبيب، رائد أعمال مقيم في الإمارات وهو مؤسس موقع تجول للحجوزات الخاصة بالسفر على الإنترنت، أن القرار سيكون له تأثير على زيادة أعداد نوعين من الزوار للسنتين القادمتين وهم: المعتمرين من الدول المؤهلة حيث سيجنبهم القرار الحصول على التأشيرة من الهيئات الدبلوماسية ، وكذلك رجال الأعمال الذين يطمحون بالحصول على المشاريع.
وأضاف: "لا أعتقد أن قطاع السياحة التقليدية سيستفاد كثيرا لأن هذا يحتاج إلى عدة سنوات بسبب الحاجة إلى بنية تحتيه وإدارة منظمة للسياحة."
ويعتقد أن السعودية تحتاج إلى حملة ترويجية على مستوى عالمي ليمكنها من المنافسة مع وجهات سياحية أخرى غنية بثقافتها ولديها بنية تحتية تطورت بصفة مستمرة على مدار 15-20 سنة.
* تم التواصل مع محمد شبيب من خلال موقع WriteCaliber وهو موقع حديث ومقره دبي ويقدم للصحفيين مجموعة من الخبراء للتواصل معهم واستخدام آرائهم في مواضيع صحفية ومقالات رأي.
(قد عمل سنان سابقا مراسلا لوكالة الأنباء الأمريكية AP في بغداد)
(تحرير: ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)
© ZAWYA 2019
إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا