عدن 3 سبتمبر أيلول (رويترز) - امتدت المظاهرات إلى أجزاء جديدة من جنوب اليمن يوم الاثنين رغم انحسارها قليلا في مدينة عدن في أعقاب أوامر حكومية تهدف إلى تعزيز العملة المحلية ووقف التردي الاقتصادي.
وقال سكان وشهود إن محتجين أشعلوا النيران في إطارات السيارات لقطع الطرق في منطقة الشيخ عثمان بعدن في حين ظلت متاجر كثيرة في أنحاء أخرى مغلقة منذ أمس الأحد.
ونظم عشرات المتظاهرين مسيرات وقطعوا الطرق وأغلقوا الأسواق في محافظات حضرموت ولحج وأبين وهتفوا مطالبين بدفع الرواتب بالدولار على غرار المسؤولين والدبلوماسيين المقيمين في الخارج وذلك وسط أزمة في العملة المحلية.
فقد الريال اليمني أكثر من نصف قيمته مقابل الدولار منذ اندلاع الحرب في 2015 بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية في جنوب البلاد، وجماعة الحوثي التي تدعمها إيران وتسيطر على الشمال بما في ذلك العاصمة صنعاء. وجعلت قفزة الأسعار بعض السلع الأساسية في غير متناول كثير من اليمنيين ويكافح البنك المركزي لدفع رواتب العاملين في الحكومة التي يعتمد عليها الكثيرون في ظل تضاؤل احتياطيات النقد الأجنبي.
وهبط الريال اليمني إلى نحو 500 ريال مقابل الدولار في يناير كانون الثاني، من 250 ريالا قبل عام. وقال مصرفيون وتجار عملة في عدن اليوم إن الريال شهد مزيدا من الانخفاض إلى 620 ريالا مقابل الدولار.
وبعد أن أصابت المظاهرات عدن بالشلل يوم الأحد، أصدرت حكومة هادي حزمة إجراءات من بينها وقف مؤقت لاستيراد السلع الفاخرة مثل السيارات وزيادة رواتب العاملين في الحكومة 30 بالمئة بمن فيهم أصحاب معاشات التقاعد والمتعاقدين.
وتوجه الرئيس هادي (73 عاما) المقيم في الرياض ويعاني من مشاكل في القلب منذ 2011، بعد ذلك إلى الولايات المتحدة لإجراء فحوص طبية وصفتها وسائل إعلام حكومية بالعادية.
وتعهد منظمو الاحتجاجات بالاستمرار في التظاهر حتى تستقيل الحكومة الحالية وتنخفض أسعار المنتجات الاستهلاكية.
وقال محمد قاسم نعمان رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان إن توجيهات هادي لا تعالج أسباب التدهور الاقتصادي الذي عزاه إلى المحسوبية في التعيينات الحكومية وانفلات الإنفاق العام.
وأضاف "القرارات لا تهدف سوى إلى التهرب من معالجة المشكلات الحقيقية، وتحديدا فشل الحكومة في أداء واجباتها وغيابها المتواصل خارج البلاد."
اليمن من أفقر الدول العربية وأدت الحرب إلى انهيار الوضع الإنساني وتفشي الجوع والمرض. وعقدت الأمم المتحدة محادثات في جنيف يوم الخميس في أول محاولة للتفاوض بشأن الصراع خلال أكثر من عامين.
(إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير أحمد إلهامي)