PHOTO
المصدر: رويترز
أمرت الولايات المتحدة يوم الأربعاء موظفيها غير الأساسيين في اثنتين من بعثاتها الدبلوماسية في العراق بمغادرة البلاد، في مؤشر آخر ينم عن القلق مما تصفه بتهديدات من إيران.
وقال مصدر عراقي ومصدر دبلوماسي داخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد إن طائرات هليكوبتر أقلعت على مدار اليوم من مجمع السفارة الفسيح بالقرب من نهر دجلة وعلى متنها موظفون بالسفارة. وقال المصدر العراقي إن الموظفين الأمريكيين نقلوا إلى قاعدة عسكرية في مطار بغداد.
وتطبق إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات جديدة للضغط على طهران، وترسل قوات إضافية إلى الشرق الأوسط لمواجهة ما تقول إنه تهديد متزايد من إيران لجنودها ومصالحها في المنطقة.
وتصف إيران ذلك بأنه "حرب نفسية"، وألقى قائد عسكري بريطاني يوم الثلاثاء بظلال من الشك على مخاوف الجيش الأمريكي من وجود تهديدات لجنوده في العراق البالغ عددهم نحو 5000 يساعدون قوات الأمن المحلية في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها أمرت بسحب الموظفين على الفور من سفارتها في بغداد وقنصليتها في أربيل، عاصمة كردستان العراق، لمخاوف تتعلق بسلامتهم.
ولم يتضح بعد عدد الموظفين الذين شملهم هذا القرار ولم يصدر أي تصريح بشأن تهديد محدد. وجرى تعليق خدمات التأشيرات في البعثتين.
وقال متحدث باسم الخارجية "أكبر أولوياتنا هي ضمان سلامة الموظفين الحكوميين والمواطنين الأمريكيين... ونريد الحد من خطر وقوع ضرر".
كما علقت ألمانيا، التي لديها 160 جنديا في العراق، وهولندا التي لها 169 عسكريا ومدنيا، عمليات التدريب العسكري الأربعاء، وأشارتا إلى تصاعد التوتر في المنطقة.
وقالت السفارة الهولندية في بغداد على حسابها في تويتر إن أبوابها لا تزال مفتوحة. وذكر مصدر مقرب من وزارة الدفاع الفرنسية أن الجيش الفرنسي ليست لديه خطط بتعليق أنشطة التدريب العسكري في العراق.
* "وضع خطير"
لا تريد الولايات المتحدة ولا إيران دخول حرب، وقال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الثلاثاء إن المؤشرات التي تصل إليه من المحادثات مع الولايات المتحدة وإيران تفيد بأن "الأمور ستنتهي على خير".
والعراق من البلدان القليلة التي تربطها علاقات وثيقة مع كل من الولايات المتحدة وإيران. وقال إنه سيُبقي على علاقاته القوية مع إيران وكذلك مع الولايات المتحدة ومع جيران في المنطقة يعتبر بعضهم طهران عدوا لدودا.
وكانت الولايات المتحدة التي احتلت العراق من عام 2003 إلى عام 2011 بعد غزوه للإطاحة بصدام حسين قد أعادت إرسال قوات إليه في عام 2014 لدعم جهود محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. ولإيران علاقات وثيقة مع أحزاب سياسية عراقية نافذة كما تدعم فصائل شيعية مسلحة قوية.
وقال السناتور كريس كونز عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي في مقابلة مع (سي.إن.إن) يوم الأربعاء "أعتقد أننا الآن في وضع خطير للغاية وأي تقدير خاطئ من أي طرف ربما يدخلنا في صراع".
وأضاف "عندما نعتزم استخدام القوة في منطقة مضطربة جدا، ويوجد بها توتر حقيقي بين إيران والسعوديين، علينا أن نكون حذرين. نحتاج لاستراتيجية". وكان الكونجرس قد طلب من الحكومة إطلاع أعضائه على مجريات الأمور.
* هجوم كركوك
أعادت وزارة الخارجية الأمريكية إصدار تحذير لمواطنيها من السفر إلى العراق وقالت إنهم معرضون بقوة لخطر العنف والخطف.
وأضافت "الميليشيات الطائفية المعادية للولايات المتحدة ربما تهدد أيضا المواطنين الأمريكيين والشركات الغربية في أنحاء العراق".
وقال مصدر أمني محلي إن أربعة من أفراد الشرطة الاتحادية في كركوك قتلوا يوم الأربعاء في هجوم استهدف مركبتهم العسكرية على بعد 40 كيلومترا جنوب غربي كركوك.
وتشهد كركوك هجمات متكررة بأسلوب حرب العصابات من جانب تنظيم الدولة الإسلامية رغم إعلان العراق النصر عليه في ديسمبر كانون الأول 2017. ودحرت قوات الأمن العراقية التنظيم بدعم من تحالف بقيادة الولايات المتحدة وفصائل شيعية مسلحة تساندها إيران.
ويقول بعض المسؤولين الغربيين والعراقيين إن تصعيد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران من شأنه أن يشتت الانتباه عن هدف القضاء على الدولة الإسلامية.
وقال مسؤول إيراني كبير يوم الأربعاء إن أي صراع في المنطقة ستكون له "تداعيات لا يمكن تصورها".