PHOTO
تسعى الولايات المتحدة بشكل حثيث لمعرفة مصدر تسريب وثائق مخابراتية سرية على الإنترنت في الآونة الآخيرة، تتطرق إلى الحرب في أوكرانيا، ومعلومات عن حلفاء واشنطن ومنهم إسرائيل، إضافة إلى الشرق الأوسط، في ما قد يكون "أخطر" اختراق للاستخبارات الأمريكية في أكثر من عقد.
وظهرت الوثائق لأول مرة على منصات منها تويتر وتليغرام، ويصل عددها إلى العشرات، بحسب وسائل إعلام راجعتها، وبعضها مصنف كـ"سري" والبعض الآخر كـ"سري للغاية".
وتتضمن الوثائق معلومات حساسة وسرية عن حلفاء لأمريكا، وهو أمر قد يكون محرج لواشنطن لأنه يرجح أنها كانت تتجسس على حلفائها، مما يشير إلى إمكانية نشوب توترات دبلوماسية على خلفية تسريب تلك الوثائق.
وقال كريس ميغر مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشؤون العامة، بحسب بي بي سي، إن صيغة الوثائق المسربة تشبه "تلك التي تُستخدم في تقديم مستجدات يومية لكبار قادتنا".
ووصفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التسريبات بأنها تشكل خطر على الأمن القومي للولايات المتحدة، فيما تحقق وزارة العدل الأمريكية ومسؤولون من البنتاغون والبيت الأبيض في الأمر لمعرفة مصدر تسريب هذه الوثائق وصحتها.
ما أبرز ما جاء بالتسريبات؟
تكشف بعض هذه الوثائق المسربة تفاصيل الحرب في أوكرانيا، ومعلومات حول حجم الخسائر الروسية والأوكرانية نتيجة الحرب، ونقاط قوة كل منهما، بالإضافة إلى خطط مفصلة لواشنطن وحلف شمال الأطلسي (ناتو) لدعم الجيش الأوكراني، بحسب وسائل إعلام.
بينما تطرقت وثيقة إلى إسرائيل وهي حليف مقرب للولايات المتحدة، وتُفيد الوثيقة بأن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) دعم الاحتجاجات المناهضة لخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإحكام السيطرة على المحكمة العليا، بحسب وكالة رويترز.
كما تتطرق وثائق أخرى إلى قضايا الدفاع والأمن في الشرق الأوسط.
فيما تتضمن وثيقة أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي -وهو حليف مقرب للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وبلده من أكبر متلقي المساعدات الأمريكية- أمر مساعديه بإنتاج 40 ألف صاروخ ليتم شحنها سرا إلى روسيا، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وتتطرق وثيقة أخرى إلى أن ضباط استخبارات روس تمكنوا من إقناع الإمارات بالتعاون مع موسكو ضد وكالات الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
ردود فعل
نفت مصر والإمارات ما جاء بشأنهما في تقارير إعلامية نقلا عن الوثائق المسربة بأنهما كانتا تخططان للتعاون مع روسيا ضد المصالح الأمريكية، بحسب وسائل إعلام أمريكية.
كما نفت الحكومة الإسرائيلية أن قادة الموساد شجعوا المواطنين على المشاركة في احتجاجات ضد الحكومة.
وبالمثل نفت كوريا الجنوبية ما جاء بشأنها في الوثائق، إذ نقلت رويترز عن مسؤول أمني كبير في سول قوله إن الوثائق "غير حقيقية" و"محرفة". وكانت وثائق مسربة تطرقت إلى ضغط واشنطن على حليفتها كوريا الجنوبية لإمداد أوكرانيا بالأسلحة.
ماهي تداعيات التسريبات؟
يقول محللون، وفق صحيفة ذا غارديان البريطانية، إن الوثائق المسربة ستكون سلاح ذو حدين فيما يخص روسيا، ففي حين أن موسكو ستحاول دون شك استخدامها كذريعة للفتنة، إلا أن مستوى اختراق تلك الوثائق لدوائر القرار في روسيا يؤكد مرة أخرى إخفاق التخطيط العسكري والاستخباراتي في موسكو.
وبالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة، ففي حين أنهم لا يحبون تذكيرهم بأن واشنطن تتجسس عليهم بشكل روتيني، إلا أن مسألة التسريبات -وفق ذا غارديان- ستمضي دون تداعيات كبيرة.
ونقلت رويترز عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية قوله: "سيستغرق الأمر بعض الوقت لإعادة بناء الثقة مع حلفائنا".
(إعداد: جيهان لغماري، تحرير: مريم عبد الغني، للتواصل zawya.arabic@lseg.com)
#أخبارسياسية
لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا
للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا