PHOTO
وصل تأثير تغير سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق المصري إلى ملاعب كرة القدم، بعدما تأثرت أكثر من قضية كروية مصرية في الفترة الأخيرة بارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه.
وقرر البنك المركزي المصري يوم 6 مارس الماضي السماح بتحديد سعر الصرف وفقا لآليات السوق، وترتب على ذلك ارتفاع سعر الدولار في البنوك المصرية ليصل إلى معدلات تدور بين 47 و48 جنيه مصري للدولار، مقابل 30 جنيه قبل القرار في البنوك.
تحريك سعر الصرف أثر على ملاعب كرة القدم المصرية في عدد من القضايا بالشهور الأخيرة، نرصدها في السطور التالية.
مدرب المنتخب
بعد خروج منتخب مصر من بطولة كأس الأمم الإفريقية الأخيرة والتي أقيمت في شهري يناير وفبراير 2024 بكوت ديفوار، أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم إقالة المدرب البرتغالي روي فيتوريا من منصبه.
الاتحاد أعلن في البداية عن تعيين مدرب أجنبي بديلا عن فيتوريا، قبل أن يتراجع عن موقفه ويعلن تعيين اللاعب المصري الشهير حسام حسن مدربا للمنتخب.
قرار الاستعانة بحسام حسن فسره الكثيرون بأنه جاء بعد "أوامر من جهات عليا" بالدولة في محاولة لتوفير العملة الصعبة بالبلاد. ويصل راتب الجهاز الفني الحالي للمنتخب إلى قرابة مليون و800 ألف جنيه شهريا، فيما كان فيتوريا يتقاضى ما يعادل 220 ألف دولار شهريا، وهو ما يزيد عن عشرة ملايين جنيه بحساب سعر الصرف الحالي.
مباريات محلية – خارجية
في واقعة غير مسبوقة، أقيمت مباراة نهائي كأس مصر بين الأهلي والزمالك في السعودية، وتحديدا بملعب "الأول بارك" في الرياض وذلك يوم 8 مارس الماضي.
وبالرغم من إقامة مباريات سابقة لبطولة كأس السوبر المصري في الخارج، وتحديدا في الإمارات، إلا أن إقامة مباراة من "كأس مصر" - وهو ما يعتبر البطولة الرسمية للدولة - في الخارج كان سابقة لم تحدث من قبل.
وفسر المراقبون موافقة، بل وترحيب الاتحاد المصري لكرة القدم بإقامة المباراة في السعودية بالعائد المادي الكبير الذي دخل خزينة الاتحاد من وراء المباراة، حيث قدرت التقارير وقتها حصول الاتحاد على 2 مليون دولار من المملكة، وتحديدا من "موسم الرياض" الذي أقيمت المباراة في إطاره، فيما حصل الفريقان على نصف مليون دولار، بواقع 350 ألف دولار للفريق الفائز (الأهلي)، و150 ألف دولار لوصيفه (الزمالك)، بالإضافة لمائة ألف دولار إضافية لكل فريق مقابل السفر والاستضافة في الرياض.
وبعد نجاح التجربة، أعلن الاتحاد المصري قيام السعودية باستضافة مباراتي الأهلي والزمالك في الدوري المصري بعوائد مالية إضافية للاتحاد والفريقين، إلا ان الأمر لم يتم بعدما رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السماح بإقامة مباريات الدوري المحلي خارج البلد المنظم للبطولة.
تجديد عقود الأجانب
تسبب تحريك سعر صرف الدولار في توقف مفاوضات عدد من الأندية مع لاعبيها الأجانب لتجديد عقودهم، حيث يتقاضى هؤلاء اللاعبين رواتبهم بالدولار، مما سبب أزمة للأندية التي وجدت نفسها مطالبة فجأة بتوفير مبالغ أكبر بكثير من المتفق عليها.
أحد الأمثلة الواضحة تتعلق بلاعب الأهلي التونسي علي معلول، والذي كان يتقاضى راتب يبلغ مليون و200 ألف دولار في الموسم، أي ما كان يعادل 36 مليون جنيه مصري تقريبا قبل التعويم الأخير. تعاقد معلول مع الأهلي ينتهي بنهاية الموسم الجاري، وكان الطرفان قريبين من الاتفاق على التجديد بنفس الراتب. إلا ان ارتفاع سعر الدولار أصبح يعني أن راتب اللاعب أصبح يقترب من 58 مليون جنيه سنويا. وحاول الأهلي الاتفاق مع اللاعب على تخفيض راتبه، أو تقاضي جزء منه بالجنيه المصري، مما أدى إلى توقف المفاوضات بين الطرفين مؤقتا بسبب الخلافات المادية.
الأمر نفسه يبدو وكأنه سيتكرر مع لاعبين وأندية أخرى بسبب تغير المقابل المادي المتفق عليه للتعاقدات مقارنة بتغير سعر الصرف في الفترة الماضية.
غرامة كهربا
لأكثر من عامين انشغل الوسط الكروي في مصر بقضية اللاعب محمود عبد المنعم "كهربا" الذي فسخ تعاقده مع الزمالك في عام 2019 لينتقل لفريق ديسبورتيفو أفيش البرتغالي، قبل أن يعود إلى مصر وينضم للنادي الأهلي في يناير 2020. وبسبب فسخ التعاقد من طرف واحد، قرر الفيفا تغريم اللاعب مليوني دولار لصالح الزمالك.
القضية استمرت لفترة طويلة في حالة شد وجذب بين اللاعب ونادي الزمالك حيث رفض كهربا سداد الغرامة ليقرر الفيفا إيقافه لمدة ستة أشهر مع التأكيد على ضرورة سداد الغرامة في وقت لاحق بإضافة الفوائد ليصل إجمالي المبلغ إلى 2 مليون و400 ألف دولار.
وفي فبراير الماضي أعلن الزمالك أخيرا تسلمه قيمة غرامة كهربا كاملة، فيما كشف اللاعب أنه قام بسداد المبلغ بالجنيه المصري بسعر الصرف الذي بلغ 30 جنيه مقابل الدولار. وبعدها بأيام قليلة تم تحريك سعر الصرف، ليبدو أن اللاعب استفاد من دفع الغرامة التي وصلت إلى 72 مليون جنيه تقريبا بدلا من 115 مليون جنيه لو كان تأخر في دفعها لما بعد تحريك السعر.
(إعداد: عادل كُريّم، المنسق الإعلامي السابق للاتحاد الإفريقي لكرة القدم)
#مقالرأي
( للتواصل zawya.arabic@lseg.com)